خالد الأصور يكتب: عصام العريان.. وضاحى خلفان.. وعمى الألوان!

- ‎فيأخبار

 تصريحات غير رسمية، لا تعبر عن موقف الرئاسة أو الحكومة، أدلى بها د. عصام العريان بصفته عضوا برلمانيا، لأنه لا يتقلد منصبا تنفيذيا رسميا فى الدولة، هذه التصريحات كانت فى مجلس الشورى فى سياق مناقشة قضية المعتقلين المصريين فى الإمارات، التى سخر فيها من تبعية مسئولى الإمارات للفرس.. على إثر تلك التصريحات، أكرر غير الرسمية ومن مسئول حزبى غير حكومى، قامت دنيا إعلام وفضائيات المال الحرام ولم تقعد، واتخذت منها مادة تلوكها فى سيرك "القعدات" الليلية.

  وكان أطرف ما نقلته وسائل الإعلام من تصريحات تعقيبا على تصريحات العريان، ما قاله شخص يدعى سالم حميد -رئيس ما يسمى بمركز المزماة للدراسات السياسية بالإمارات- قال المحروس لا فض فوه ومات حاسدوه، مستنكرا تصريحات العريان: "إن الجيش الإماراتى قادر خلال 48 ساعة على تدمير جيش إيران!".. هل رأيتم سذاجة وعبطا واستهبالا لهذا الحد.. إذن لم لا تريح أمريكا وإسرائيل نفسها من المشكلات والأزمات النووية والإقليمية التى تثيرها إيران، من خلال قيام الإمارات بتأديب إيران، بل واحتلالها وتحرير جزرها الثلاثة منها.. ما دام جيش الإمارات العرمرم قادرا على القيام بهذه المهمة بجدارة؟!    وكانت التصريحات "الرسمية" الصادرة عن "الدولة" المصرية قد راعت تاريخ العلاقات الأخوية، وقال رئيس الوزراء د. هشام قنديل: "إن الإمارات دولة شقيقة، ولا تعليق على تصريحات غير رسمية"، بينما صرح د. محمد سعد الكتاتنى -رئيس حزب الحرية والعدالة- بأن ما نشر من تصريحات منسوبة للدكتور عصام العريان -نائب رئيس الحزب- بشأن دولة الإمارات الشقيقة، خلال اجتماع لجنة الشئون العربية بمجلس الشورى "لا تعبر عن وجهة نظر الحزب وموقفه الرسمى".. ما يؤكد اللغة الهادئة والمسئولة وغير التصعيدية على لسان رئيس الحكومة، ورئيس أكبر حزب.   والسؤال الذى يطرح نفسه هو: هذه الضجة الكبرى علام، وهذا الصراخ والنعيق (بالعين وليس بالهاء!) الإعلامى لماذا يؤجج تصريحات غير رسمية ليدين بها الدولة بكاملها، لدرجة قيام العشرات بوقفة احتجاجية يقودهم المدعو مصطفى بكرى، الذى التقى حمد بن راشد المنصورى -نائب سفير الإمارات بالقاهرة- معربا عن أسفه لتصريحات "العريان"، مقدما له مذكرة اعتذار للشعب الإماراتى، فى إطار مهرجانات الاعتذارات السابقة للبوب التويترى محمد البرادعى ورفيقه فى جبهة "الإنقاذ!" عمرو موسى لإثيوبيا!   ومن الغريب والمريب أن بكرى هذا وأمثاله أصابهم عمى الألوان، فلا يرون إلا ما يتوهمون أنه يمثل حرجا لمصر الدولة، لمجرد أن السلطة المنتخبة فيها لا تروقهم، بينما ينتابهم العشى الليلى إذا تعلق الأمر بإهانة الآخرين لبلدهم، ظنا منهم أن هذا ينال من السلطة لا من الدولة، فإذا كانوا أقاموا مناحة على مجرد تصريح غير رسمى بشأن الإمارات، فقد تجاهلوا وغضوا الطرف عن تصريحات لا حصر لها لمسئول فى الحكومة الإماراتية. فقد اعتاد قائد شرطة دبى الفريق ضاحى خلفان على تصريحات هى أشبه بالنفايات، لا أقول تمس جماعة أو حزبا، بل تحط من شأن مصر الدولة وشعبها وجيشها، فمن قاذورات تغريداته، وما أكثرها، قوله: "يجب أن نقصم ظهر مصر اقتصاديا حتى لا تقوم لها قائمة"، وسخريته من مناورات جيش مصر: "والله أتمنى أن يناور جيش مصر مناورة تحت مسمى فتح فلسطين، لكن مناورة بالذخيرة الميتة، حتى لا تموت عزيمة الجيش"، ووصف "المسئول" الإماراتى الثورات العربية بـ"الفسيخ العربى"، وقال خلال ندوة نظمها نادى دبى للصحافة: "إن إسرائيل تقف وراء الثورة المصرية"، وإن لإسرائيل حق العيش بأمان، وإن إسرائيل ليست خطرًا على العرب، وفى تغريدة أخرى قال: "ما فى قضية فلسطينية"!   ألم تكن تصريحات وتخريفات وتغوطات ضاحى خلفان، واعتقال الإمارات لمصريين دون محاكمة عادلة، وإيواؤها وحمايتها كل لصوص المال والسياسة من مجرمى النظام المخلوع، لا سيما أحمد شفيق رئيس وزراء موقعة الجمل وقضايا الفساد العديدة الهارب منها، ومحاولتها عرقلة مشروع محور قناة السويس، ومساهمتها فى تمويل سد النهضة الإثيوبى، وتوجيه صحيفة "العلم" الإثيوبية الشكر للإمارات وإسرائيل على هذا الدعم.. ألم تكن كل تلك الممارسات من قبل الإمارات أولى بالوقفات الاحتجاجية، لا سيما أنها ليست موجهة إلى جماعة أو حزب منافس، بل موجهة إلى مصر دولة وشعبا.