قنديل يكشف ما بعد نكسة الاستقواء بوهم القوة.. من 67 لـ 2017

- ‎فيأخبار

كنب رانيا قناوي
قال الكاتب الصحفي وائل قنديل، إن مصر تحولت إلى مرعى للقتل، يمتلكه مجنون واحد، يضع شرطا واحد للاستمرار في ها الوطن هو إما أن تكون مع السلطة بلا شروط وأسئلة.. أو تصنف داعماً للإرهاب! .

وأضاف قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الاثنين، أنه مع اكتشاف الانهيار الأمني، بمدينة العريش وفاجعة الانهيار الشامل في منطقة الواحات في الصحراء الغربية المصرية، بلغت حالة البلادة والخيبة، في العريش، أن الإرهابيين يفرضون الهيمنة على الشوارع في عاصمة سيناء الشمالية، ويقتحمون بنوكاً، ويستولون على الأموال، ويقتلون من يقف في طريقهم، ويعودون إلى حيث أتوا، من دون أن يستوقفهم أحد.

وأشار إلى ما حدث في الواحات، خلال الأجواء الكابوسية المخيفة في نكسة يونيو 1967، حين أفاق المصريون من حلم القدرة الكاذبة، على كابوس العجز التام، موضحا أنه قبل صيف العام السابع والستين من القرن الماضي، كان الإعلام الرسمي يمور بخطاب القوة الفائقة، وحواديت القاهر والظافر، في استعراضٍ متغطرس لتفوق الترسانة العسكرية، وفي خريف العام 2017 كانت امتدادات الإعلام ذاته تحتفي وتهلل للنسخة الرخيصة من زعامة الستينيات، وهو يلهو ويمرح، متفقداً ترسانته من الغواصات المدمرة وحاملات الطائرات العملاقة. وفي المناسبتين، اكتشف المصريون الخديعة الكبرى، بعد أن أفاقوا على كارثتين، أو، بالأحرى، كارثة واحدة في زمنين مختلفين.

وقال قنديل ثمة فروق بين الستينات والآن، ذلك أن سلطة الستينيات لم تكن رهينة القرار الإسرائيلي والإرادة الصهيونية، أما مع السلطة الحالية، فإن ممارسة الاستبداد والطغيان تتم لمصلحة العدو الصهيوني، وبتخطيطه وإدارته الكاملة، بحيث باتت الدماء تراق والحقوق تهدر والأرض تحرق والمجتمع يتمزق، شراء لرضا العدو، واستدراراً لدعمه.

ووصف قنديل دولة السيسي بأنها دولة تحتفي بحثالات النازيين والفاشيين والمكارثيين، وتقدّمهم، وتصفّق لهم، حين يرددون أناشيد الإبادة والاستئصال، وتصادق أعداءها وتحارب أشقاءها، وتنحط بمفهوم الوطنية إلى مستوى رقص ماجن وخليع بالعلم، بعد مباريات الكرة، وفي أثناء حصار التظاهرات المعارضة، بينما على الضفة الأخرى من الوطن المستباح، تدور عمليات ومحاكمة أطفال، وقتل صبايا وفتيات بالرصاص في التظاهرات والتوحّش والتعذيب في المعتقلات، وتبتز المنح والمساعدات، وتزرع البذاءة، بدلاً من القمح، وتعلن الحرب على الحياة.. وتستغرق في تنمية الكراهية والقبح والانحطاط الإنساني، وتحارب ثوابت التاريخ والجغرافيا، وتعادي قيم الدين والعرف.. كيف يمكن لدولةٍ بهذه الروح أن تنمو اقتصادياً أو تستقر اجتماعياً أو تتطور أمنياً؟.