محللون وانقلابيون: قرار الإنتربول هزيمة نكراء للعسكر

- ‎فيأخبار

 كتب أحمدي البنهاوي:

في تباين لردود فعل الانقلاب وأنصاره حول قرار الشرطة الدولية "الإنتربول" الذي صدر أمس، بإلغاء اسم الشيخ يوسف القرضاوي، المقيم في قطر، وأربعين قيادة ثورية وإسلامية أخرى من قوائم طلب القبض عليهم بطلب من القاهرة.

اعتبرها بعضهم "كارثة كبرى" كما قال مظهر شاهين وعدد من "الخبراء" الأمنيين، فيما اعتبرها جمال سلطان في مقال له على موقع "المصريون" -الذي يحوز إلى الآن مقرا يعمل من القاهرة- "هزيمة قضائية وأمنية نكراء لمصر دوليا".

انتكاسة خطيرة
واعتبر "سلطان" أن اعتبار "الانتربول" الاتهامات غير جادة وغير حقيقية، وأن التهم الجنائية كانت مجرد ستار لاتهامات سياسية؛ بسبب معارضتهم نظام الحكم؛ انتكاسة جديدة على الصعيد الدولي للنظام السياسي المصري الحالي، وإهانة حقيقية، مضيفا أنها كما أنها تكشف مستوى التراجع في مصداقية موقف مصر وسياساتها الأمنية والقضائية طوال السنوات الثلاث الماضية".

وأضاف أن تلك "السمعة" و"المصداقية" لدى "مؤسساتها وأجهزتها ينهار بسرعة"، مفسرا القرار الأخير للإنتربول بعدم الاعتراف بالأحكام أو القرارات القضائية المصرية نفسها، والتي تضمنها الملف الذي قدم إلى المنظمة الدولية لتبرير طلب التوقيف، وقد أسقطته المنظمة وأهدرت قيمته واعتبرته مجرد تحرش سياسي بالمعارضين، هذا ناهيك عن طلب الجهات الأمنية المصرية ذاتها، وهذا ما يضيق الخناق على مصر دوليا.

نظرة سلبية
وخلص جمال سلطان إلى أن دلالات قرار الإنتربول خطيرة، مضيفا أنه أتى في سياق مجموعة تقارير وبيانات دولية تتعلق بحقوق الإنسان في مصر، من تضييق على الحريات ومصادرة وسائل إعلامية وحجب مواقع إخبارية ومحاصرة منظمات المجتمع المدني وسجن نشطاء ومنع آخرين من السفر، إضافة إلى الملف المروع عن التعذيب، والذي صدر من جهتين دوليتين بالغتي الأهمية في أسبوع واحد، منظمة هيومن رايتس ووتش، واسعة الانتشار والمصداقية، ولجان تابعة للأمم المتحدة ذاتها، وهذا يعني أن نظرة المجتمع الدولي لمصر حاليا أصبحت شديدة السلبية.

وحذر "النظام" من أن الأشهر المقبلة، قبل انتخابات العام المقبل الرئاسية، قد تكون كابوسية على السيسي ونظامه، وإدارة النظام ظهره لذلك كله لا يعني قوة بقدر ما يعني فشلا وعجزا عن المواجهة والتفنيد، وهروبا من المواجهة، وهو أشبه بسلوك النعامة عندما تدفن رأسها في الرمال متصورة أن الناس لم تعد تراها".

أذرع للسب
ويمتلك الإنقلاب مستودعا من الأذرع الإعلامية المخصصة للسب ومن هؤلاء من أستمر في غيه مهاجما الانتربول بأنها تقبض من مؤسسة إخوانية كما فعل أحمد موسى، أو كما قال الذراع وائل الإبراشي، إن الإنتربول الدولي قام بحذف اسم يوسف القرضاوي من قائمة المطلوبين دون إبداء أسباب، وقال خلال تقديمه برنامج "العاشرة مساءً"، أن "القرضاوي" كانت علاقته قوية بالسعودية ولكن بعد ذلك اكتشفت علاقته بالإرهاب، وضغطت على قطر خلال الفترة السابقة لمنعه من الخطابة، زاعما أنه أثار العديد من الأزمات والفتن.

واتهم مظهر شاهين، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: الإنتربول بالتسييس، قائلا: "هل تم تسيس الانتربول الدولي؟؟ هل قطر اشترت العفو عن هؤلاء الإرهابيين؟؟ وإن صح ذلك فهذه مصيبة وكارثة كبرى، لأن هذه المنظمات يجب أن تكون محايدة".

إلا أنه عبر عن صدمته من قرار الإنتربول الدولي بحذف أسماء بعض من وصفهم ب"الإرهابيين" مثل وجدي غنيم، وغيره.

غطاء سياسي
وعلى الرغم من أن نفى الداخلية أشاعت اليوم من خلال "مصدر" مجهل، زعمت أنه مسئول بقطاع الأمن العام بوزارة الداخلية نفى ما تم تداوله على بعض وسائل الإعلام بشأن أنباء حول إلغاء النشرة الدولية الحمراء الصادرة لملاحقة الشيخ يوسف القرضاوي.

وزعم المجهل أنه بالتنسيق مع منظمة الإنتربول والكشف عن النشرة على قاعدة البيانات تبين أنها ما زالت سارية ولَم تُلغ.

فيما كتب الحقوقي جمال عيد عبر حسابه على "تويتر" قبل يومين "وقالت نشرة الانتربول ما معناه: بات من الواضح أن مصر تستخدم التهم الجنائية كغطاء لاتهامات سياسية…! وقامت برفع العديد من الأسماء المطلوبة".