موقف مشرف للكويت و«3» فضائح حول هرولة آل سعود نحو الصهاينة

- ‎فيعربي ودولي

كتب: حازم الأشموني
خلال هذا الأسبوع فقط، طفت على السطح 3 أدلة جديدة تعكس هرولة الإدارة السعودية الجديدة نحو التطبيع مع الصهاينة وعصابات الاحتلال الإسرائيلي، والتي تأتي تزامنا مع موقف مشرف للكويت ضد الصهاينة، وكذلك إصرار السعودية على حصار الشقيقة قطر، والهرولة نحو تل أبيب.

ويستهدف محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، من تقاربه مع الصهاينة تدشين مرحلة جديدة، يحاول من خلالها اكتساب مشروعية لدى الإدارة الأمريكية؛ حتى لا تعارض أطماعه في السطو على كرسي العرش السعودي، في ظل الخلافات القائمة داخل الأسرة المالكة، ومعارضة كثير من فروعها لتولي محمد بن سلمان العرش؛ وسط مخاوف من تهوره واندفاعه لصغر سنه وحداثة عقله وقلة خبراته.

والأدلة الثلاثة هي لقاء تركي الفيصل، رئيس المخابرات السعودية السابق، رئيس المخابرات الصهيونية السابق، في نيويورك أمس الأحد، والثاني هو إعلان وسائل الإعلام الإسرائيلية عن زيادة محمد بن سلمان لتل أبيب سرا، خلال سبتمبر الماضي، والثالث هو مشاركة رئيس الأركان بالجيش السعودي في اجتماع بالولايات المتحدة، ضم رؤساء أركان كل من إسرائيل ومصر والإمارات، ما يمثل أدلة جديدة تضاف إلى الدلائل الأخرى على توجهات آل سعود نحو التطبيع مع الاحتلال الصهيوني.

شرف كويتي وفضائح سعودية

وتأتي فضائح الهرولة السعودية نحو التطبيع مع الصهاينة تزامنا مع موقف مشرف لرئيس البرلمان الكويتي، مرزوق الغانم، الذي طالب بطرد نحمان شاي، رئيس وفد الكنيست الإسرائيلي إلى مؤتمر البرلمان الدولي؛ على خلفية اعتراضه على تقرير خاص بأوضاع النواب الفلسطينيين في سجون إسرائيل، وفقا لما ذكرته وكالة "الأناضول" التركية للأنباء.

جاء ذلك خلال الجلسة الختامية لمؤتمر البرلمان الدولي المنعقد خلال الفترة من 14 إلى 18 أكتوبر الجاري، في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، والتي تم فيها نقاش تقرير ينتقد سياسة اعتقال إسرائيل للنواب الفلسطينيين ويطالب بالإفراج الفوري عنهم، قدمته لجنة حقوق الإنسان في الاتحاد البرلماني الدولي.

وبحسب وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، فإن اعتراض الوفد الإسرائيلي على التقرير قابله رئيس البرلمان الكويتي بهجوم وصف فيه رئيس وفد الكنيست بـ"المحتل وقاتل الأطفال".

وخاطب "الغانم" نظيره الإسرائيلي قائلا، إن "كلام ممثل هذا البرلمان (الإسرائيلي) المغتصب ينطبق عليه المثل المعروف عالميا إن لم تستح فافعل ما شئت".

وأضاف: "ما ذكره رئيس الوفد الإسرائيلي يمثل أخطر أنواع الإرهاب وهو إرهاب الدولة". وتابع موجها حديثه لرئيس وفد الكنيست، "عليك أن تحمل حقائبك وتخرج من هذه القاعة بعد أن رأيت ردة الفعل من كل البرلمانات الشريفة بالعالم". وعقب كلمة رئيس البرلمان الكويتي انسحب الوفد الإسرائيلي من قاعة المؤتمر.

ويبلغ عدد النواب الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية 13 نائبا، معظمهم ينتمون لكتلة "التغيير والإصلاح" التابعة لحركة "حماس"، بحسب بيانات فلسطينية رسمية.

"تركي الفيصل" يلتقي "هليفي" بنيويورك

الدليل الأول هو مشاركة رئيس الاستخبارات السعودية السابق، الأمير تركي الفيصل، في مؤتمر نظمه منتدى سياسة إسرائيل ومركز الأمن الأمريكي الجديد، ومركز قادة من أجل أمن إسرائيل، في ولاية نيويورك، أمس الأحد 22 أكتوبر2017م، بحضور مدير جهاز الموساد السابق، إفرايم هليفي، إضافة إلى إسرائيليين آخرين، بينهم جنرال متقاعد.

ونشر المسئول في "صندوق الوقف اليهودي"، ومؤسس موقع "التوراة الأسبوعية"، جيفري ستيرن، تغريدة له على "تويتر"، قال فيها إن تركي الفيصل تحدث برفقة هليفي في منتدى أمن الشرق الأوسط 2017 بنيويورك.

ونشر صحفي في "جيروازاليم بوست" تغريدة له، أكّد فيها أنّ الفيصل خاطب لأول مرّة كنيساً يهوديّا، فيما كان العلم الإسرائيلي مرفوعا على المنصة. وحول ذلك، تمنى الفيصل ألا تكون زيارته الأولى إلى كنيس الزيارة الأخيرة، ما استدعى تصفيقًا من هليفي. وإلى جانب هليفي وتركي الفيصل، شارك أيضا في المنتدى الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، أمنون ريشيف.

وكان مدير المخابرات السعودي الأسبق، تركي الفيصل، قد التقى مرات عدة وزيرة الخارجية السابقة، تسيفي ليفني، وشارك في برامج ومناظرات إعلامية مع مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو، الجنرال يعكوف عامي درور، ورئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلي الأسبق، عاموس يدلين.

كما صافح الفيصل، على هامش مؤتمر للأمن نُظم في ألمانيا عام 2015، وزير الأمن الإسرائيلي السابق، موشيه يعلون. وطوّر الفيصل علاقة حميمية مع وكيل الخارجية الإسرائيلي دوري غولد، مع أنّه كان يُعدّ أكثر الشخصيات الإسرائيلية تحريضا على السعودية، لا سيما أنّه مؤلف كتاب "مملكة الشر"، الذي يزخر بالتحريض على السعودية بوصفها "دفيئة للإرهاب".

محمد بن سلمان يزور "إسرائيل" سرًا

والدليل الثاني هو ما نشرته وكالة فرانس برس، حيث نقلت عن مسئول إسرائيلي (رفض الكشف عن اسمه) أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، زار إسرائيل سرا، الشهر الماضي. وكانت الإذاعة الإسرائيلية قد أوردت من جهتها، الشهر الماضي، أن محمد بن سلمان زار سرا تل أبيب والتقى مسئولين إسرائيليين.

وكان الصحفي الإسرائيلي أرييل كهانا، الذي يعمل في أسبوعية "ماكور ريشون" اليمينية القومية، قد كشف في تغريدة على موقع "تويتر" في أيلول، أن محمد بن سلمان "زار إسرائيل مع وفد رسمي والتقى مسئولين".

وكالة الأنباء السعودية "واس" من جانبها نفت الخبر، اليوم الاثنين، ونقلت عن مسئول بالخارجية السعودية رفضت ذكر اسمه، أن وسائل الإعلام التي نشرت الخبر «فرانس برس» معادية للمملكة.

رئيس الأركان السعودي برفقة نظيره الإسرائيلي

والدليل الثالث ما كشفت عنه معاريف الإسرائيلية وصحف غربية، حول مشاركة رئيس هيئة الأركان الجنرال غادي آيزنكوت في مؤتمر لقادة عدد من الجيوش العربية بالولايات المتحدة، بينها السعودية ومصر والإمارات والأردن.

وقال الخبير الأمني بالصحيفة يوسي ميلمان: إن الجيش الأمريكي عمل على إجراء بعض التغييرات في هذا المؤتمر لتمكين مشاركة قائد الجيش الإسرائيلي بجانب رؤساء هيئات أركان عربية.

وأضاف ميلمان- وهو وثيق الصلة بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية- أن آيزنكوت غادر ليلة السبت إلى واشنطن للمشاركة في مؤتمر دولي يستمر حتى الأربعاء المقبل، بمشاركة عدد من جيوش الدول العربية التي ليس بينها وبين تل أبيب علاقات دبلوماسية.