ماذا يحدث لمصر إذا تغير المناخ؟.. إليك السيناريو الكارثي

- ‎فيأخبار

 يونس حمزاوي
قال الدكتور أيمن فريد أبوحديد، وزير الزراعة الأسبق وخبير التغيرات المناخية: إن تغيرات المناخ وارتفاع مستوى مياه البحر المتوسط نصف متر فقط، جراء ذوبان الجليد فى المنطقة القطبية، سيؤدى إلى خروج مليون فدان من الأراضى الزراعية الموجودة فى الدلتا من العملية الإنتاجية.

وأضاف «أبوحديد»، أن الدراسات تشير إلى أن زيادة منسوب مياه البحر ستؤثر على المناطق الزراعية من حيث غرق جزء منها، وارتفاع مستوى الماء فى جزء آخر، بالإضافة إلى تَملّح جزء ثالث، ما يؤثر بالسلب على المساحة الكلية للرقعة الزراعية.

ولفت وزير الزراعة الأسبق، خلال كلمته بحلقة العمل التدريبية على التغيرات المناخية للباحثين بجهاز شئون البيئة وفروعه الإقليمية، المنعقدة صباح أمس، بأحد فنادق محافظة البحر الأحمر بحسب صحيفة الوطن، إلى أن التغيرات المناخية ستؤدى لانتشار العديد من «الأمراض المشتركة»، والحشرات، والضغط على الأراضى الزراعية الداخلية، وحدوث تأثيرات سلبية على المناطق الزراعية الهامشية على تخوم الدلتا، وزيادة معدلات التصحر.

وأشار «أبوحديد» إلى أن طول الحد الشمالى من الدلتا هو 50 كلم2، وأنه يرتفع عن سطح البحر بنحو مترين فقط، مضيفا: «وهو محمى ببعض الكثبان الرملية، ويتعرض باستمرار للتجريف والنحر، وسيؤدى ارتفاع منسوب المياه لحدوث العديد من الأضرار البيئية، والزراعية، والاقتصادية، والاجتماعية، منها اختفاء البحيرات الشمالية، وتلوث المياه الجوفية بالمياه المالحة، واختفاء العديد من المصايد السمكية، وارتفاع ملوحة الأراضى، ومع عدم التيقن من التأثير على الموارد المائية لنهر النيل؛ فإن هناك احتمالا لزيادة النحر، واختفاء بعض مناطق السياحة الداخلية».

أما بشأن تأثير التغيرات المناخية على الإنتاج السمكى، قال «أبوحديد»: إن ارتفاع درجة الحرارة سيؤدى إلى هجرة الثروة السمكية إلى الشمال، موضحا أن زيادة ملوحة المياه فى شمال الدلتا ستؤثر سلبا على إنتاجية أسماك المياه العذبة، وزيادة إنتاجية أسماك المياه المالحة، رغم اعتماد العديد من الطبقات الاجتماعية على أسماك المياه العذبة كمصدر رئيسى للبروتين الحيوانى.

ولفت إلى أن ارتفاع درجة الحرارة فى الغلاف الجوى والمياه من المتوقع أن يزيد من معدل نمو الأسماك، ودرجة حساسيتها فى المزارع السمكية، والمجارى المائية الصغيرة التى تعتبر أكبر من حساسية الثروة السمكية فى البحار والمجارى المائية الكبيرة.

وعن «الإنتاج الحيوانى»، قال وزير الزراعة الأسبق: إن الحرارة المباشرة ستؤثر على الصحة الحيوانية، وقدراتها الإنتاجية من الألبان واللحوم، موضحا أن ذلك يختلف وفقا لنوعية الحيوان وتجهيزات مواقع التربية، مع احتمال زيادة انتشار الأمراض المرتبطة بنوعية المياه، والأعلاف المستخدمة، وتابع: «ومن المنتظر أن يتسبب ارتفاع درجة الحرارة فى انخفاض إنتاجية الألبان، وانخفاض فى معدل نمو الأبقار والدواجن»، مضيفا: «ومن أهم الأمراض التى يتوقع ظهورها، مرض اللسان الأزرق، وحمى الوادى المتصدع».

واستطرد: «ستتغير خريطة توزيع الأمراض على المستوى الوطنى أو الإقليمى فى صورة زيادة فى الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان مثل إنفلونزا الطيور، والحمى القلاعية، وإنفلونزا الخنازير»، متوقعا أن ينخفض إنتاج الأعلاف بأنواعها مع التوسع فى المحاصيل الشتوية لغذاء الإنسان، مع زيادة التنافس على استخدام الموارد الأرضية والمياه فى الإنتاج النباتى.