مشروع “بن سلمان”.. تنازل الانقلاب عن أرض مصر و”تطبيع” “صفقة القرن”

- ‎فيتقارير
Saudi Crown Prince Mohammed bin Salman (C), US journalist Maria Bartiromo (L) and Masayoshi Son, the Chief Executive Officer of SoftBank, attend the Future Investment Initiative (FII) conference in Riyadh, on October 24, 2017. The Crown Prince pledged a "moderate, open" Saudi Arabia, breaking with ultra-conservative clerics in favour of an image catering to foreign investors and Saudi youth. "We are returning to what we were before -- a country of moderate Islam that is open to all religions and to the world," he said at the economic forum in Riyadh. / AFP PHOTO / FAYEZ NURELDINE (Photo credit should read FAYEZ NURELDINE/AFP/Getty Images)

كتب كريم محمد
كانت مفاجأة كبيرة أن يعلن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء، ربط منطقة شمال سيناء، التي يجري تهجير أهلها وهدم منازلها ومساجدها، بمشروع "نيوم" الاستثماري الجديد الذي أعلن عنه، بعدما أعلن عن ضم تيران وصنافير، دون أن يعلَن شيء من قبل سلطة الانقلاب عن ذلك.

"بن سلمان" زعم أن ذلك يتم بموجب الاتفاق المصري السعودي، الموقع خلال زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر مارس 2016، ولكن العودة لهذا الاتفاق تشير للحديث عن تنمية شبه جزيرة سيناء بقيمة 1.5 مليار دولار ومشروعات بمحافظتي شمال وجنوب سيناء منها تمويل محطة معالجة ثلاثية، وسحارة جديدة، ومشاريع طرق لا مشاريع سياحية كالتي يطرحها بن سلمان.

والحقيقة أن مشروع "نيوم"، ومعناها "نيو مستقبل" أو "مستقبل جديد"، مخطط له من 2015 واتفاقية سلمان -السيسي 2016 وتيران وصنافير كانت جزءا منه، ولكن الشعب آخر من يعلم، وما يجري حاليا هو استكمال لتنازل الانقلاب عن أرض مصر للسعودية تتحكم فيها كيف تشاء بدعاوى الاستثمار مقابل الرز وتاجيل دفع الديون القديمة المتراكمة.

فرغم ادعاء بن سلمان، في مقابلة مع وكالة "بلومبرج"، الخميس، أن الاتفاقية التي وقّعها الملك سلمان بن عبد العزيز مع عبد الفتاح السيسي تهدف إلى إقامة منطقة حرة مشتركة في شمال سيناء، وربط شمال سيناء بـ"نيوم"، إلا أن الاتفاق الاصلي لم يذكر أي شيء عن "نيوم".

هل له علاقة بصفقة القرن؟
وبجانب حديث بن سلمان عن العمل داخل سيناء أعلن ولي العهد السعودي، عن إقامة أول مشروع سعودي على أراضي جزيرتي تيران وصنافير، بعد انتقالهما رسميا من السيادة المصرية إلى السيادة السعودية.

وأفاد موقع "ABS CBN news" بأن "بن سلمان" أكد أن جزيرتي تيران وصنافير ستدخلان ضمن الأراضي التي سيقام عليها مشروع مدينة "نيوم"، والتي من المنتظر أن يكون مركز أعمال وصناعات عملاق بتكلفة 500 مليار دولار أمريكي، وستمتد على مساحة 26500 كم مربع.
ومدينة "نيوم" العملاقة التي تحدث عنها بن سلمان تمتد عبر الأراضي المصرية والأردنية إلى جانب الأراضي السعودية، ومع هذا يقولون إن "المشروع مملوك بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة السعودي"، أي أن الأراضي المصرية المنضمة له بعلم او بدون علم الانقلاب تعتبر تابعة للسعودية لها مصر ومنها سيناء.
وهو ما يثير تساؤلات حول هذا المشروع وهل الهدف منه التنازل عن اراضي جديدة أم انه واجهة لما يسمي "صفقة القرن" التي يشارك بها العدو الصهيوني وهدف الاساسي هو التطبيع علما أن تل ابيب اعلنت بوضوح أن مشروع بن سلمان متوقف علي موافقتها!.

وقال ولي العهد السعودي في مقابلة أجرتها معه "بلومبيرغ"، خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض، إن مشروع "نيوم" سيلبي كافة احتياجات المستثمر والسائح الأجنبي دون خرق أي قوانين، مؤكدا على أنه لن يسمح بالمشروبات الكحولية في السعودية، ولن يتم تطبيق المعايير المطبقة في المدن المشابهة بما يتعلق في ذلك.
وأعلن، أنه يتفاوض مع كبرى الشركات العالمية، ومنها أمازون ومجموعة "علي بابا" و"آيرباص"، لتطوير التكنولوجيا التي ستستخدم في مشروع "نيوم".
وأعلن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان آل سعود، الثلاثاء 24 أكتوبر إطلاق مشروع "نيوم" الاستثماري بدعم أكثر من 500 مليار دولار خلال الأعوام القادمة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" أن ذلك المشروع سيكون أول منطقة خاصة تشمل أراضي من الأردن ومصر.

وقال بن سلمان، الذي يرأس أيضاً "مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية" في السعودية، خلال الإعلان عن إطلاق المشروع، إن "منطقة "نيوم" ستركز على 9 قطاعات استثمارية متخصصة تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية". وبيّن أن هذه القطاعات تتمثل في مستقبل الطاقة والمياه، والتنقل، والتقنيات الحيوية، والغذاء، والعلوم التقنية والرقمية، والتصنيع المتطور، والإعلام والإنتاج الإعلامي، والترفيه، والمعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات.
وأكد ولي العهد السعودي أن "ذلك يهدف إلى تحفيز النمو والتنوع الاقتصادي، وتمكين عمليات التصنيع، وابتكار وتحريك الصناعة المحلية على مستوى عالمي".

وتقع المنطقة شمال غرب المملكة، على مساحة 26 ألفا و500 كيلومتر مربع، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كيلومتراً، ويحيط بها من الشرق جبال بارتفاع ألفين و500 متر. ومن الأساسات التي يقوم عليها مشروع "نيوم" إطلالته على ساحل البحر الأحمر، الذي تمر عبره قرابة 10 بالمئة من حركة التجارة العالمية، بالإضافة إلى أن الموقع يمكن نحو 70 بالمئة من سكان العالم الوصول إليه، خلال عدة ساعات، ما يتيح إمكانية جمع أفضل ما تزخر به مناطق العالم الرئيسية على صعيد المعرفة، والتقنية، والأبحاث، والتعليم، والمعيشة، والعمل.
كما سيكون الموقع المدخل الرئيسي لجسر الملك سلمان بين السعودية ومصر، الذي سيربط بين آسيا وإفريقيا، مما يعزز من مكانته وأهميته الاقتصادية.

مرهون بالدور الصهيوني
ورغم أن محمد بن سلمان زعم إن الجسر البري المزمع إنشاؤه بين مصر والسعودية في إطار مشروع مدينة نيوم، لا يحتاج إلى موافقة إسرائيل، وفقا لحواره مع وكالة رويترز، إلا أن إسرائيل ووكالة بلومبرج أكده أن المشروع مرهون بموافقة اسرائيل.
فقد ذكر "بن سلمان" خلال حواره مع الوكالة بلومبرج: "بالطبع لا نستطيع سد ممر دولي (في اشارة لتيران) ولذا سيؤخذ في الحسبان ألا يسد الجسر الممر الدولي"، مشيرا إلى أن الجسر لن يكون قريبا من جزيرة صنافير والجزر القريبة منها بسبب الشعاب المرجانية الرائعة والطبيعة الخلابة هناك، "ولذا نحاول أن نضعه في المياه العميقة".

ولكن وكالة بلومبيرغ الأمريكية، ذكرت الأربعاء 25 أكتوبر 2017، إن مشروع "نيوم"، الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان قبل أيام، وسيقام على البحر الأحمر، يحتاج إلى موافقة إسرائيل عليه.

وقال يورام ميتال، رئيس مركز حاييم هرتزوغ لدراسات الشرق الأوسط والدبلوماسية في جامعة بن غوريون في النقب، للوكالة الأميركية، إنَّ ذلك يجعل مشاركة إسرائيل في المشروع أمراً لا بد منه.
وقال ميتال: "لم يكن من الممكن تحقيق أي شيءٍ قريب من ذلك إلا بإتاحة الفرصة أمام إسرائيل والسعودية لإجراء محادثاتٍ مستفيضة، حول علاقتهما وحول الجسر المزمع إنشاؤه، لا بد أنَّه كانت هناك قنوات خلفية للحوار".
ولكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاهل الرد على طلب وكالة بلومبيرغ للتعليق على المشروع.

وبحسب الوكالة الأمريكية، تل أبيب وافقت على المشروع، الذي قُدرت تكلفته بنحو نصف تريليون دولار، دون إعلان الأمر رسمياً، لأنه ستمر عبره قرابة 10% من حركة التجارة العالمية"، بحسب موقع "i24" الإسرائيلي.

وتساءلت بلومبيرغ: "هل الموافقة الإسرائيلية على إقامة هذه المدينة ستساعد في تحقيق التآلف بين الدولة الصهيونية وجيرانها العرب يوماً ما؟".وفي عام 1979 وقَّعت مصر وإسرائيل معاهدة السلام، التي بموجبها تستطيع تل أبيب اجتياز مضيق تيران المُطِل على البحر الأحمر بحرية، وهو المكان الذي سوف يمر فوقه الجسر والمعبر المزمع إنشاؤهما.
وتسبب هذا المضيق في اندلاع حرب عام 1967، بين دول عربية وإسرائيل، وعلى رأسها مصر، بعد إقدام القاهرة على إغلاق هذا المضيق في وجه الملاحة الإسرائيلية.

كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد ذكر مراراً وتكراراً أنَّ علاقات إسرائيل بالدول العربية السُّنية الوسطية قد أصبحت أفضل مما مضى بكثير، وإن كان الحديث عن معظم أوجه التعاون غير ممكنٍ، نظراً إلى عدم وجود علاقاتٍ رسمية تربط تلك الدول بإسرائيل.
وتبع هذا الكشف عن زيارات متبادلة وعدة لقاءات تطبيعيه أخرها لقاء رؤساء اركان دول عربية ودولة الاحتلال معا تحت سقف واحد في البنتاجون الام

ريكي بدعوي محاربة الارهاب، بخلاف التطبيع البحريني والاماراتي الذي بلغ حد استقبال 6 من فريق الجودو الاسرائيلي للمشاركة في بطولة في ابو ظبي.
مشروع "نيوم" قد يكون خطوة جديدة لتحكم السعودية في اراضي مصرية دون علم الشعب وفي اطار التنازلات التي يقدمها الانقلاب لضمان الدعم الخليجي والدولي، ولكن الخطورة الأخرى للمشروع أن يعزز التطبيع الصهيوني العربي.