كتب – عبد الله سلامة:
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خطاب الرئيس محمد مرسي أمام الجمعية العامه للأمم المتحدة في شهر سبتمر 2012 ، والتي تناول خلالها العديد من القضايا المحلية والإقليمية والدولية، بخلاف قائد الانقلاب السيسي الذي لا يعرف حديثًا سوى عن "الإرهاب" والذي يعد هو من أبرز صانعية ومغذية، باعتباره العملة الوحيده التي يتعامل بها دوليًا.
ومن ضمن ما جاء في خطاب الرئيس مرسي: "إن حضوري اليوم وحديثي إليكم يحمل معاني عديدة، تتجلى في أنني أول رئيس مصرىٍ، مدني، مُنتخبٍ ديمقراطيًا، بإرادةٍ شعبيةٍ حرةٍ، في أعقاب ثورة سلمية، عظيمة شهد لها العالم كله.. هذه الثورة التي أسست شرعية حقيقية، بإرادة الشعب المصري بكل أبنائه وفئاته داخل وخارج مصر وكان له بفضل الله ما أراد".
وأكد الرئيس مرسي أن "الثورة المصرية التى أسَّسَت الشرعيةَ التى أُمَثِّلُهَا أمامََكم اليوم، لم تكن نتاج لحظةٍ أو انتفاضة، كما أنها لم تكن رياحاً هبَّت فى ربيع أو خريف.. إن هذه الثورة وما سبقها ولحقها من ثورات فى المنطقة جاءت نتيجة لكفاح طويل لحركات وطنية حقيقية أرادت الحياة مع أبناء الوطن جميعًا بعزة وكرامة، وهي بذلك تعبِّرُ عن حكمةِ التاريخ، وتدقُّ ناقوسَ إنذارٍ لكلِّ من يحاولُ أن يقدم مصالحَه على مصالح الشعوب".
وأضاف الرئيس مرسي أن "مصر أن النظام الدولى لن يستقيم طالما بقيت ازدواجيةٌ فى المعايير. ونتوقع من الآخرين-مثلما يتوقعون منا- احترام خصوصياتنا الثقافية، ومرجعيتنا الدينية، وعدم السعى إلى فرض مفاهيم لا نتفق معها، أو تسييس قضايا بعينها وتوظيفها للتدخل فى شئون الغير" ، مشيرا الي أن ما يتعرض له المسلمون والمهاجرون فى عدد من مناطق العالم من تمييزٍ، وانتهاكٍ لحقوقهم الأساسية، وحملاتٍ ضاريةٍ للنيل من مقدساتهم، أمرٌ غيرُ مقبول. إنه يتعارض مع أبسط مبادئ ميثاق المنظمة التى نجتمع فى ظلها اليوم حتى أضحى الآن ظاهرة لها اسم: كراهية الاسلام Islamophobia.
وتابع الرئيس مرسي أن "الأعمال المسيئة التى نشرت مؤخراًً فى حملة منظمة للمساس بمقدسات المسلمين أمر مرفوض ويجب علينا ونحن مجتمعون فى هذا المحفل الدولى أن نتدارس كيف نستطيع جميعاً أن نحمى العالم من زعزعة أمنه وإستقراره إن مصر تحترم حرية التعبير، حرية التعبير التي لا تستغل فى التحريض على الكراهية ضد أحد. وليس حرية التعبير التى تسعى إلى استهداف دينٍ أو ثقافة بعينها. حرية التعبير التى تتصدى للتطرف والعنف. وليس حرية التعبير التى ترسِّخُ الجهْلَ والاستِخْفَافَ بالغير. لكننا فى نفس الوقت، نقف بحزم ضد اللجوء إلى استخدام العنف فى التعبير عن رفض تلك السفاهات".