بعد عزله.. هل يتولى “حجازي” إدارة مراجيح المولد؟

- ‎فيتقارير

  كتب: سيد توكل
"لَبس الجلابية" تعبير مصري دارج يُستخدم للإشارة لمن يُقال أو يُعزل من منصبه ويُجرد من صلاحياته؛ دلالة على مكوثه في بيته بلا عمل، وها هو يعود من جديد على الساحة، مع سرّ جديد يضاف إلى تلك الأسرار التي لا يُكشف عنها في مصر، وسؤال جديد يُضاف للتساؤلات التي لا تحمل إجابات: لماذا عُزل رئيس أركان الجيش محمود حجازي بشكل مفاجئ ودون مقدمات، وعُيّن بدلًا عنه محمد فريد حجازي؟. وسخر نشطاء بالقول "ربما يُعدّه لتولي مراجيح المولد.

ويسود الجدل الشارع المصري هذا الأسبوع، حول قرار عزل الفريق أول محمود حجازي، رئيس أركان الجيش وصهر السفيه السيسي المقرب من منصبه، وقال مراقبون إن حجازي في طريقه إلى منصب رئيس الوزراء بدلا من المهندس شريف إسماعيل، الشهير بالصايع الضايع، والذي أصيب بالسرطان مؤخرا.

ووفقًا للقرار الصادر عن السفيه السيسي، تمت الإطاحة بمحمود حجازي من رئاسة الأركان، وتم تعيينه مستشارا للسفيه للتخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات، بينما تم تعيين اللواء أركان حرب محمد فريد حجازي في نفس المنصب مع ترقيته إلى رتبة الفريق، بعد أن كان يشغل منصب مساعد وزير الدفاع.

التخمينات والتحليلات حول أسباب الإقالة تنوعت وتزايدت، في ظل غياب المعلومة الكاملة في مصر، فالبعض ربط القرار بحادث الواحات الإرهابي، وبعضهم قال إن حجازي يتم إعداده لرئاسة الوزراء بعد مرض شريف إسماعيل، رئيس وزراء الانقلاب الحالي.

بديل للسيسي

آخرون ذهبوا إلى أن الفريق "حجازي" يتم إبعاده عن المؤسسة العسكرية تمهيدا لـ"تلميعه" وإعداده كبديل لـ"السيسي" من داخل المنظومة العسكرية إذا تأزمت الأمور.

ورجح مراقبون أن تكون عملية "إقالة حجازي" ليست سوى عملية مرتبة بين قيادات المجلس العسكري والسفيه السيسي، الهدف منها إبعاد شخصية عسكرية عن ساحة الصراع السياسي في الوقت الحالي، ليتم صناعة بديل سياسي محتمل حال تأزم الأمور في البلاد.

ولأن الفترة الحالية تشهد حالة من السخط الشعبي المتزايد ضد السيسي، لتردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلاد، فمن الممكن أن يكون قد تم الاتفاق على صناعة "حجازي" كبديل يرتدي البدلة المدنية، ويتواصل مع القوى السياسية المختلفة، حال حدوث تغييرات غير متوقعة للمشهد السياسي في مصر.

كومبارس محتمل!

الانتخابات الرئاسية المرتقبة، والتي من المحتمل أن يترشح فيها كل من العسكريين السابقين، أحمد شفيق وسامي عنان، ربما تكون أيضا سببا في صناعة بديل عسكري ثالث، يكون مدينًا بالولاء للسيسي، وفي نفس الوقت، ليس في دائرة السلطة والحكم بشكل مباشر، فيقدم نفسه كمخلص للبلاد.

الكاتب جمال سلطان قال، في مقال له بصحيفة "المصريون"، إن هناك من يربط بين القرار المفاجئ وبين التطورات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المقبلة، والضغط المعنوي والسياسي الذي يمثله الفريق أحمد شفيق بأنباء احتمال ترشحه للرئاسة.

وهناك ما يشبه الإجماع على أن محمود حجازي هو الشخص الوحيد من الناحية العملية حاليا الذي يمثل "البديل" للسيسي في حال أجريت انتخابات، أو في حال اعتذر السيسي عن الترشح أو كانت "الأجواء" الإقليمية والمحلية لا تساعده على الاستمرار في منصبه، وشفيق لا يحظى بالقبول داخل المؤسسة ولدى شخصيات لها حضور معنوي كبير عند أصحاب القرار، وبالتالي يرى هؤلاء أن قرار عزل حجازي ربما يكون متعلقًا بتجهيز "البديل" من داخل المؤسسة، إذا جد في الأمور أمور.

وأضاف طسلطان" أنه بغض النظر عن تلك التكهنات كلها، فلا شك أن قرار إقالة رئيس الأركان بصورة مفاجئة، هو قرار مثير للغاية وشديد الغموض، خاصة وأنه لا يوجد أي سبب ظاهر ومقنع لقرار بهذا الحجم، وغالبا لن يعرف السبب إلا بعد فترة زمنية تكون كافية لرؤية المشهد المصري الجديد في 2018.