شروط تعجيزية لبناء المساجد.. ومراقبون: أصبحنا ذميين بدولة العسكر

- ‎فيتقارير

أحمدي البنهاوي
أعلنت حكومة الانقلاب عن منع بناء أي مساجد في مصر دون الحصول على موافقة رسمية مسبقة، كما حظرت تماما إنشاء المساجد الصغيرة التي تقام أسفل العقارات، والمعروفة في مصر باسم "الزوايا"؛ بحجة محاربة التطرف والإرهاب.

وجاء الإعلان الحكومي على لسان محمد مختار، وزير أوقاف الانقلاب، والذي سنّ قواعد جديدة وصعبة للحصول على ترخيص لبناء المساجد، حيث اشترط أن يكون المسجد على مساحة كبيرة، وأن يشمل دارًا لتحفيظ القرآن وحضانة للأطفال ومستوصفات طبية، ولم يستثنِ قرية أو مدينة من هذه الاشتراطات.

أهل ذمة

وفي الوقت الذي يرى فيه مراقبون أن هذه الاشتراطات جعلت المساجد المسموح بها بمثابة مراكز إسلامية، لا يقدر على تكاليف بنائها سوى قلة قليلة من أثرياء المجتمع، الأمر الذي سيجعل السكان في مصر يكافحون حتى يتمكنوا من بناء مسجد جديد، رأى نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي أن المسلمين في مصر باتوا أهل ذمة، يستجدون حقوقهم الدينية من دولة العسكر.

وقالت أميرة القوصي، عبر حسابها على فيسبوك: "أصبحنا ذميين وأصبح الذميون أسود المكان فى عهد الانقلابيين، ففى الوقت الذى تستولى فيه الأديرة على أملاك الدولة بآلاف الأفدنة، وتشيد المبانى على هيئة قلاع، ولا يسمح بدخولها ولا تفتيشها لمعرفة ما بداخلها، يصدر هذا العميل الخائن الخاسر قراراته المتعسفة بعدم إنشاء المساجد، وكأن حرية العبادة وإقامة الشعائر ليست من حق المسلمين".

تأجيج الفتن

وكتب عبود إلهامي: "ربنا ينتقم منك ومن أمثالك وممن يؤيد قرارك، وممن تعمل أنت بقرارك هذا لخدمتهم.. أتمنع بناء المساجد؟ أتمنع المسلمين من إعمار بيوت الله فى الأرض؟ أنت بهذا تخدم غير المسلمين فى بناء دور عبادتهم.. أنت بذلك ستكون سببا فى زرع فتنة جديدة بين الشعب المصرى بعدما طوينا صفحات الماضى المخزية، وتفتح صفحات جديدة من المحبة والإخاء بين فصيلى الأمة المصرية، أنت بذلك تؤجج نار الفتنة من جديد، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد".

وأوضح عبد السلام سلمان، قائلا: "محدش يزعل.. بناء الكنائس بالإخطار فقط، والمساجد ممنوعة، نحن أصبحنا نطالب بالمساواة مع الأقباط في الامتيازات، نحن أصبحنا الأقلية في دولة الفاتيكان".

أغلبية مضطهدة

وبرر وزير الأوقاف هذه القرارات، بأن البلاد لا تحتاج إلى بناء زوايا جديدة؛ لأن الزوايا تنتشر في كل مكان وأعدادها كافية، معتبرا أن "كثرة بناء الزوايا ليس من الدين ولا الوطنية، لأنها تفرق ولا تجمع".

وكتب المواطن محمد عبد الحكيم: "يعنى المسلمين اللى بيصلوا خمس مرات فى اليوم، ويوم الجمعة الناس بتصلى فى الشارع، شايف سياتك إنك تعمل حذر على بناء الجوامع، وتعقد عليهم المشكلة، وفيه ناس لا بتصلى ولا حاجة إلا كل سنة مرة، وممكن متروحشى خالص، ده يبقى محاربة الدين محاربة صريحة، والمسلمون هم الأغلبية المضطهدة".

صناعة التطرف

وقال جمعة الأوقافي الانقلابي: إن "المساجد الصغيرة والزوايا أصبحت أداة في يد البعض لنشر الأفكار المتطرفة، واستُغلت خلال العقود الماضية من جانب الجماعات الإرهابية لتجنيد الأطفال".

غير أن الباحث السياسي جمال مرعي، قال في تصريحات صحفية لـ"عربي 21": إن قرار وزارة الأوقاف في حد ذاته يتضمن إحدى صور التطرف بحجة مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن الحكومة ترغم الناس على الالتزام بشروط متعسفة لبناء المساجد، معللة ذلك بأنها تعمل على منع تكوين جماعات إرهابية".

وأشار إلى أن مختار جمعة بهذا القرار يساهم في توفير بيئة خصبة لتطرف جديد تحت الأرض، وتجمعات سرية تعمل ضد النظام".