كتب- أحمدي البنهاوي:
قالت حركة حماس إن بريطانيا ارتكبت مجزرة تاريخية بحق شعب له وجود وثقافة وتاريخ وهي ملزمة اليوم بالتكفير عن خطيئتها بإعادة الحقوق لأهلها.
واعتبرت "حماس" أن وعد وزير الخارجية البريطاني "آرثر جيمس بلفور" عام 1917 ومنحه اليهود حق إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، يتطلب اعتذارها وتعويض شعبنا وتصحيحًا بريطانيًا.
واستغربت حماس عجرفة رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي للاحتفال بذكرى مرور مائة عام على وعد بلفور المشؤوم"، وقالت: إن ذلك "إنما هو استمرار في غيّها وتجاهل لحقوق الشعب الفلسطيني وتكثيف لمعاناته وتأييد لما يمارس ضده من جرائم واضطهاد وتشريد".
وطالبت حماس بريطانيا بالاعتذار العملي للشعب الفلسطيني عبر عودة اللاجئين الذين هُجروا عن أرض فلسطين التاريخية موطنهم الأصلي، وتعويضهم عما لحق بهم، ودعم حقهم في الحرية والاستقلال.
وأضافت أن وعد بلفور الذي قام على أساس "منح أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" هو وعد "تكذبه الحقائق على الأرض، فالفلسطيني منغرس بأرضة كأشجار الزيتون الرومية والجبال الراسخة، والشهداء وحدهم من يمنح هذه الأرض الهويّة".
وشددت حماس على أن "وعد بلفور زائف وسرقة للتاريخ والثقافة والحضارة والحياة، فهو وعد قائم على الافتراء والتسلط وإحلال بقوة الاحتلال لا بقوة المنطق والحق".
وأوضحت أن الشعب الفلسطيني تصدّى بكل أدوات الصمود والتحدي لهذا الوعد الزائف، ابتداءً من ثورة النبي موسى، مرورًا بثورة يافا، والبراق، والكف الأخضر، وأكتوبر، وعزالدين القسام، والثورة الفلسطينية الكبرى، وثورة الحجارة والأقصى والقدس وليس للثورات انتهاء حتى يسقط الوعد وتزول آثاره.
ونبهت حماس إلى أن الشعب الفلسطيني "لم يتوان عن دفع الأثمان لنيل حريته، فثار على مخلفات بريطانيا المجرمة، ويخوض الملاحم، بما لا يدع في القلب من شك، أن بلفور كان أحمق حين ظنّ أن هذه الأرض بلا شعب"، مؤكدة أن سنين الاحتلال الطويلة أثبتت اختيار شعبنا طريق الوحدة الوطنية والاعتماد على الذات، وشعوب أمتنا هي الطريق للخلاص والحريّة.
وفي بيانها استخفت حماس بمكائد الصهاينة وشددت على أن المائة سنة لم تذهب تضحياتها هدرًا، وقالت: يكفي شعبنا فخرًا أن يقف "عجل بني صهيون (رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو) ليعبر عن أقصى حلم له بأن يحتفل بمائة سنة على قيام دولة الاحتلال، وهو حلم ستقصر أجله سواعد المجاهدين وقبضة المقاومين.
وقالت "حماس": "الأيام دول، وشريعة الغاب التي استنها بلفور ستفتك ببريطانيا يومًا، والتاريخ بالمرصاد، لا يموت، ولا ينسى، ولا يسامح.. فلسطين قبلة الفلسطينيين، سنصلي في محاريب القتال حتى النصر، لا نقيل ولا نستقيل ولا نسقط الراية، وإن غداً لناظره قريب".