كتب سيد توكل:
"يا عيني لما الحاجات كلها تتعمل صح.. العملية صح.. التعاون بين الجيش والشرطة صح.. الحايس رجع صح.. بيانات ورا بعضها صح.. الناس مبسوطة صح.. كله صح الصح"، تغريدة أطلقها الإعلامي عمرو أديب، عقب إفراج الجهة "المجهولة" التي اختطفت النقيب محمد الحايس، أحد الذين وقعوا في كمين جلاشة "الواحات".
تغريدة "أديب" التي نقلها عن جهة سيادية تملي عليه ما يقوله وما لا يقوله في برنامجه، فضحت المستور وراء مجزرة الواحات والذراع الذي يقف خلفها، وذلك بطرح عدة أسئلة هامة وخطيرة:
– الضابط محمد الحايس.. أين كان مختطفاً؟
– كيف تم تحريره.. مع قتل كل الخاطفين في الوقت نفسه؟
– لماذا لم يستعمل كدرع بشري؟
– لماذا لم تساوم الجهة الخاطفة عليه قبل إطلاقه؟
أين الحقيقة؟
ورصد مراقبون عدة مؤشرات تشير إلى أن "دولة الجيش" في مصر، بقيادة جنرالات الانقلاب العسكري، قد "ورطت" قوات الشرطة وتركتها بمفردها في حادثة مجزرة الواحات.
من جهته يقول الدكتور محمد الصغير مستشار وزير الأوقاف السابق:" رواية رسمية عرضت عن تحرير الضابط محد الحايس يصعب أن تقنع بها بالغا راشدا وعرض المسرحية بهذه الصورة يؤكد كل الشكوك والظنون حول مذبحة الواحات".
وأذاع التلفزيون الرسمي للانقلاب فيديو زيارة السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، للنقيب محمد الحايس في مستشفى الجلاء العسكري التي يرقد فيها ويتلقى العلاج.
وأعلن المتحدث العسكري للانقلاب: "وصل النقيب الحايس إلى إحدى مستشفيات القوات المسلحة بعد القضاء على العناصر الإرهابية بمنطقة الواحات".
وردًا على مسرحية تحرير الجيش لـ"الحايس"، يقول الإعلامي محمد الأسواني: "السيسي في طريقه للتخلص من كل من ساعدة وامتطاه ما لم يكن له عبدًا مطيعًا وهذه هى أدبيات اليهود وحنكتهم في تبديل الأقنعة".
وتابع: "إلى كل من يريد أن يعرف شكل المخادع فلينظر إلى وجه السيسي، وإن إردت أن تعرف نبرة صوت من هو مراوغ أى الملاوع فلتستمع إلى صوت السيسي".
مضيفًا: "ومن يريد أن يعرف هيئة أهل الفتنة والفتانين وتلك الشخصية التى تصنع الدسائس بين الناس فلتراقب حركات السيسي، وهذه هى ملامح الخونة فهم يتحروا الكذب ويصرون عليه وبهذا يتمكنوا من خداع أصحاب النفوس الضعيفة ولينتبه الناس إنه من يخادع ويكذب مرة فهو يكذب ألف مرة.. وهذا هو حال الصهاينة والشبكة الماسونية والمفسدين في الأرض".
تصفية مراكز قوى
وأطاحت مجزرة "الواحات" بعدد من قيادات شرطة الانقلاب، ووصلت إلى حد إقالة رئيس جهاز الأمن الوطني اللواء محمود شعراوي المتهم بقتل الطالب الايطالي جوليو ريجيني، بالإضافة إلى مدير العمليات الخاصة في الأمن المركزي.
ورصد الصحفي بقناة الجزيرة، محمد مرسي، مجموعة أمور رأى أنها تكشف عن توريط الجيش للداخلية في حادث الواحات، وسهلت مهمة المسلحين بطريقة غير مباشرة، بهدف إرسال رسالة للشرطة ولكل المؤسسات التي قد تدعم أحد رجال نظام مبارك ضد السيسي، كما قال.
وأشار مرسي، عبر صفحته في فيس بوك، إلى "تجاهل السيسي التام للحادثة، وعدم إصدار وزارة الدفاع لأي بيان يدين الحادث، وتعامل الإعلام ببرود مع المجزرة، والحديث عن الخيانة من قيادات سابقة بالجيش، وإذاعة أحمد موسى لتسريب يهين الشرطة"، ورجح أنها جميعا تشير إلى توريط قادة الجيش للشرطة.
خيانة عسكرية
وكان المرشح الرئاسي الخاسر، الفريق أحمد شفيق، أشار عبر صفحته في فيس بوك السبت، إلى أن ما جرى ليست قتلا في كمين، ولكنها "عملية عسكرية كاملة الأركان"، متسائلا عن وجود "خيانة" للقوات وما إذا كان هناك من غدر بعناصر الشرطة.
وهذا ما أشار إليه أيضا رئيس أركان الجيش الأسبق، الفريق سامي عنان، في تعليقه حول ملابسات الحادث، حيث خاطب النظام بقوله: "احترموا عقولنا". وتابع متسائلا: "هل أبناؤنا أعز وأكفأ ما نملك ضحية الخيانة، وضعف وسوء التخطيط، وعدم دقه المعلومات؟".
وتزامن حديث شفيق وعنان، مع ما رجحه رئيس أكاديمية الشرطة السابق، اللواء أحمد جاد منصور، عن وجود "خيانة"، وكتب عبر فيس بوك: "أين أجهزة المعلومات؟ أين التنسيق بين الجهات الأمنية؟ رائحة الخيانة تزكم الأنوف".
فتش عن المستفيد
وفي تعليقها، قالت أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، سارة العطيفي، إن "دم المصريين برقبة السيسي وعصابته"، مشيرة إلى أن "ما يحدث الآن هو مثال حي لما كان يريده السيسي بتحويل مصر لبحيرة من الدماء والاقتتال بين الشعب والأجهزة، بهدف إسقاط مصر بحرب أهلية"، وفق قولها.
وأكدت العطيفي أن "مئات الشهداء يتساقطون يوميا على أيدي الإرهابيين الحقيقيين من رجال المنظومة الانقلابية، وهناك آلاف المصابين بالجيش والشرطة يتساقطون يوميا؛ لمجرد أنهم ينفذون أوامر السيسي"، محملة إياه "وزر قتلهم بهذا الشكل البشع".
وأضافت المنسقة الإعلامية لحركة "مصريون بالخارج من أجل الديمقراطية"، إن السيسي "هو المسئول عن سفك وإراقة دماء المصريين وتفجيرهم وقتلهم بالرصاص الحي ومدافع (أر بي جي) و(الجرينوف) بسيناء والواحات، والمسئول عن الفوضى التي تحدث على أرض مصر"، وفق تقديرها.
وقالت إن "السيسي هو من فتح الطريق للإرهاب بكل بقاع مصر، وسمح بدخول الأسلحة بكافة أشكالها لمصر حتى تكون له مليشياته التي تحميه، وهو من سمح لجهاز الأمن والشرطة وحتى أصغر جندي؛ بقتل المصري حتى ولو اشتباه".