أحمدي البنهاوي
أكدت صحيفة "فرانكفورتر" الألمانية، أن العرض الذي تقدمت به حركة المقاومة الإسلامية حماس لحركة فتح هو عرض مسموم، موضحة أن تنازل حماس عن اللجنة الإدارية للقطاع سيُظهر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الفلسطينيين على أنه المتسبب في الأزمة الحالية بقطاع غزة.
غير أن التقرير تحدث عن الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، كما لفت إلى أن معبر رفح حيوي لقطاع غزة بالنسبة للصهاينة؛ لأن المعابر الحدودية مع (إسرائيل) مغلقة إلى حد كبير، منوهًا إلى أن حماس تتعرض لضغوط من جانب العديد من الأطراف، ومن الناحية المالية، تشعر بالقلق بشكل خاص من عزلة المانحين لها.
ونبهت إلى أن حصار غزة كان مدخل السلطات في مصر إلى المفاوضات مع حماس، لافتة إلى أن "القاهرة وحماس كانتا قد اتفقتا سابقًا على تأمين الحدود المشتركة بينهما، بالقابل امتنعت حماس عن وقف التهريب عبر الحدود، وألقت القبض على زملائها الجهاديين الناشطين في شبه جزيرة سيناء، في حين فتحت مصر معبر رفح الحدودي مرة أخرى لتسليم المواد الغذائية ومواد البناء".
وقالت الصحيفة الألمانية: "يبدو أن "حماس" قد عانت من ضغط عباس، فقدمت موافقتها على المصالحة دون شروط مسبقة، ومن ناحية أخرى، فإنها تقدم عرضا مسموما، حيث يأتي بيانها على الفور قبل اجتماع عباس والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في الجمعية العامة للأمم المتحدة".
وذكرت تقارير عبرية كلاما مشابها لمحللين صهاينة، من أن سعي حماس للمصالحة يفخخ لقاء عباس الرئيس الأمريكي ترامب، حيث كانت القطيعة والعقوبات على غزة بمثابة قربان من رضا ترامب.
وقال التقرير الألماني، إن عباس لن يوافق على المصالحة مع منظمة تصنف دوليا على أنها جماعة "إرهابية"، وفي الوقت نفسه يعارضها دونالد ترامب، وإذا رفض الرئيس عباس المصالحة مع حماس مرة أخرى، يمكن للإسلاميين أن يلوموا الرئيس الفلسطيني الذي لا يحظى بشعبية، على ازدياد الأزمة في غزة، لذلك تضغط حماس بقوة الآن مرة أخرى على الرئيس الفلسطيني بالمصالحة.
واعتبرت "فرانكفورتر" أنه من السابق لأوانه تفسير إعلان حماس على أنه استعداد صادق للاستسلام عن سلطتها على قطاع غزة، ولا سيما في بيان حماس، يوم الأحد، فإن الحديث الوحيد هو حل محتمل لما يسمى بالإدارة المدنية، ولكن ليس واضحا مستقبل الذراع المسلحة للحركة، كتائب القسام، التي تعد واحدة من أهم عوامل القوة في غزة.