كتب- أحمدي البنهاوي:
أمام مشهد مقتل العشرات من الضحايا المسيحيين بإطلاق الرصاص على أتوبيس المنيا استعاد المصريون مشهد 9 آبريل الماضي، حيث لم تكد تجف آثار دماء من قتلوا من ضحايا الكنيستين بطنطا والإسكندرية، فوجد المواطنون أنفسهم أمام مجلس أعلى لمكافحة الإرهاب، وحالة طوارئ صارمة تنتهي في 9 يوليو المقبل، بها 9 تدابير أمنية و3 مواد لم توقف الاستهدافات رغم التحذيرات المسبقة الصادرة عن السفارة الأمريكية.
لم تتح القوانين والمؤسسة الأمنية لسلطة الانقلاب إلا الذبح في الشوارع أو ما تسميه بيانات الداخلية "التصفية الجسدية"، واعتقالات للمعارضين السلميين ورافضي الانقلاب ومرتادو "فيس بوك"، وإمعان تعذيب المعتقلين السياسيين.
لم يجن المصريون من إجرءات السيسي وعصابة الانقلاب إلا مصادرة الصحف في إبريل بعدد جريدة "البوابة" الذي طالب، بإيعاز من أجهزة دأبت الصحف على تسميتها بالسيادية، بمحاسبة "وزير" الداخلية بحكومة الانقلاب مجدي عبد الغفار حين تساءلت: "هل وزير الداخلية على رأسه ريشة؟ هل إقالة مدير أمن الغربية تعفي عبدالغفار من الجزاء؟"، وتصدر الجريدة مقال للصحفي المقرب من الأجهزة الأمنية عبدالرحيم علي وصف ما حدث بالإهمال الأمني الجسيم، وناشد السيسي إقالة وزير الداخلية، فيما سبقت المصادرة والإغلاق في مايو 21 موقعا إلكترونيا يعري فشل الانقلاب الأمني والسياسي والاقتصادي
وزير الحرامية لا يرحل
ومنذ تفجير ديسمبر الماضي في بطريركية العباسية يعتدي الأقباط على أفراد الحراسة الأمنية من ضباط وافراد شرطة، كما حدث في طنطا والاعتداء على مدير أمن الغربية، واليوم الجمعة رصد موقع "مصراوي" تظاهر العشرات من الأقباط أمام مستشفى مطاي، حيث أودعت جثث ضحايا حادث استهداف 3 حافلات ركاب كانت تقل أقباطًا متجهين إلى دير الأنبا صموئيل المعترف بمدينة العدوة في المنيا.
وأثناء خروج جثامين الضحايا من المستشفى، ردد المتظاهرون هتافات "ارحل يا وزير الداخلية.. وبالروح بالدم نفديك ياشهيد، وبالروح بالدم نفديك ياصليب"، أما الهتاف الذي لم يورده "الموقع المنحاز لنجيب ساويرس للاقباط الذي قطعوا طريق السكة الحديد وهتفوا "مسرحية..مسرحية ارحل يا وزير الداخلية".
وفي 10 ابريل كان هتاف أهالي ضحايا تفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية "ارحل يا عبدالغفار دم القبطي مولع نار"، و"القضية هي هي.. مش إسلام و مش مسيحية.. ارحل يا وزير الداخلية".
تماما كما هتف المئات أمام كاتدرائية العباسية "دي مش فتنة طائفة ارحل يا وزير الداخلية"، و"ارحل يا وزير الداخلية..ارحل يا وزير الحرامية".
نشطاء وآراء
وتعليقا قال المواطن السكندري حاتم العسكرى على حسابه على "فيس بوك": "بعض الأقباط وبعض المسلمين يطالبون برحيل وزير الداخلية!! مش عاوزين يفهموا إن المشكلة مش فى الوزير لوحده!! المشكلة فى سياسة نظام عسكرى قمعى فاشل. إفهموها بأه الله يخليكم.. وجعتوا قلبى!! #ارحل_يا_فاشل #يسقط_يسقط_حكم_العسكر".
وقال كريم الكناني: "وزير الداخلية كان يجب إقالته منذ حادث العباسية والتقصير يؤدي إليّ مزيد من التقصير ورحم الله الشهداء".
وتساءل "عمك مصرى" عن "سر ابقاء السيسى على وزير الداخليه الفاشل؟.. الإجابة: لأن فشله يجعل الإرهاب ذريع مستمرة لمزيد من القوانين القمعية لقمع المعارضة السلمية".
واستغرب الإعلامي الدكتور عزام التميمي حديث مجدي الشاهد، مساعد وزير الداخلية الأسبق للجزيرة: "اعتداء المنيا دليل فشل الجماعات الإرهابية." ظننته سيقول إنه دليل على فشل النظام أمنياً!".
وقارن الإعلامي أسامة جاويش بين ما فعله "مبارك بعد حادثة الاقصر قال لطنطاوي وحسن الألفي كلمة واحدة" ده تهريج "وأقال وزير الداخلية يا ترى المهزأ اللي بيحكم دلوقتي هيعمل إيه".
حتى إن شريف إبراهيم، أحد الظانين خيرا بالسيسي، تساءل أيضا "متي يصدر السيسي قرارا بإقالة وزير الداخلية أم أن أاروح العامة من الشعب لا ثمن لها".
هتاف الاقباط أمام بطريركية العباسية في ديسمبر 2016
هتاف الأقباط أمام كنيسة طنطا 9 ابريل 2017