كتب- رانيا قناوي:
بدأ قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في حصد ثمار التطبيع لصالح الكيان الصهيوني، بعدما ظهر السيسي مع ملهمه نتنياهو خلال اللقاء الذي تم على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعلى وجهه ابتسامته التي احتفلت بحرارة هذا اللقاء. وكان أول ما حصده السيسي، ظهور عدد من أنصاره يصافحون رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أثناء خروجه من الأمم المتحد بمدينة نيويورك الأمريكية.
وظهر عدد من أنصار السسي يصافحون نتنياهو وزوجته، ويتباهون بأنهم مصريون، كما تفاخروا بالسلام عليه، الامر الذي قابله نتنياهو بفرح شديد، وقال لهم: "السلام عليكم"، فرد عليه أنصار السيسي بأنهم من مصر ويحبون عبد الفتاح السيسي، وكأنها تأشيرة العبور لقلب نتنياهو.
السيسي يتعهد بالتطبيع
وأبرزت صحيفة "الوطن" في صدر صفحتها الأولى وعود "السيسي" بإقامة 50 دولة إسلامية وعربية علاقات دبلوماسية وفتح كامل للحدود مع إسرائيل عند حل القضية الفلسطينية.
وقال السيسي في حواره مع "فوكس نيوز" إنه أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن لديه "فرصة لحل هذه القضية، فهذه هي قضية القرن فضلا عن كونها أحد أكبر ذرائع الإرهاب" بحد زعمه.
وأشار السيسي إلى تفهمه أن الإسرائيليين لديهم دواعي قلق بالنسبة لأمنهم وأمانهم، وأكد على ضرورة أن الحل يجب أن يتضمن وجود دولتين فلسطينية وإسرائيلية ويحقق كذلك أمن واستقرار ورفاهية المواطنين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضاف: "إننا سنبدأ عصرا جديدا للمنطقة المتضررة من عدم حل هذه القضية، وسنكون عند حل القضية على مشارف أفق جديد من التفاعل والانفتاح".
نتنياهو يمدح السيسي
فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن بلاده قدمت معلومات استخباراتية حالت دون وقوع العديد من الهجمات الإرهابية في أنحاء العالم.
وخلال كلمة نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أشار إلى لقائه مع عبدالفتاح السيسي، مشيرا إلى أن السيسي يعمل من أجل السلام، ومؤكدا في سياق كلمته على استعداده للتعاون معه في هذا الشأن ومع القادة العرب الآخرين.
وأضاف نتنياهو: «نحن في خضم ثورة كبرى في وضع إسرائيل في أوساط الأمم".
وقال نتنياهو إن إسرائيل هي دولة الابتكار، ودولة التكنولوجيا المتقدمة، متابعا "قدمنا معلومات استخباراتية حالت دون وقوع العديد من الهجمات الإرهابية في أنحاء العالم".
نتنياهو أسس للانقلاب
وكان قد اعترف أحد منظري الانقلاب العسكري، عماد جاد عضو برلمان العسكر، بأن إسرائيل لعبت دوراً مهماً فى دعم الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، قائلا: " إسرائيل لعبت دوراً مهماً فى ثورة الشعب المصرى فى الثلاثين من يونيو، ومارست الوفود التى أرسلها بنيامين نتنياهو ضغوطاً كبيرة على أعضاء فى الكونجرس من أجل تبنى رؤى موضوعية تجاه الأحداث فى مصر.
وأضاف عماد جاد في مقاله المنشور بصحيفة "الوطن" الجمعة، "أن أغلب المصريين لم يتوقفوا خلال لقاءات السيسي بزعماء العالم، إلا أمام لقاء السيسي مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وهناك من اعتبر اللقاء فى حد ذاته مصيبة وتطبيعاً ولقاءً مع العدو، مضيفا أن هؤلاء تجاهلوا أننا وقّعنا معاهدة سلام مع الدولة العبرية عام 1979، وأن إسرائيل انسحبت من كل الأراضى المصرية التى كانت تحتلها حتى الكيلومتر الأخير، وأن مشكلتنا مع إسرائيل كانت، ولا تزال، هى القضية الفلسطينية، أى الاحتلال الإسرائيلى للضفة الغربية وفى القلب منها مدينة القدس الشرقية وقطاع غزة، أو الأراضى التى احتلت فى عدوان يونيو 1967.
وتابع: "لكن علينا فى الوقت نفسه أن نضع المصلحة الوطنية المصرية فى المقدمة ونتحلى بالموضوعية، ونعترف بأن إسرائيل لعبت دوراً مهماً فى دعم ثورة الشعب المصرى فى الثلاثين من يونيو، ومارست الوفود التى أرسلها بنيامين نتنياهو ضغوطاً كبيرة على أعضاء فى الكونجرس من أجل تبنى رؤى موضوعية تجاه الأحداث فى مصر".
وقال جاد "من هنا نفهم لقاء الرئيس السيسى بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب، واللقاء برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، هكذا تدير الدول علاقاتها وتنسج شبكة من الروابط والعلاقات التى تخدم مصالحها ورؤاها، فعلاقات الدول تبنى على أسس مصلحية واقعية بعيداً عن الشعارات البراقة وسياسة دغدغة مشاعر الجماهير".