رامي ربيع
سجين كل العصور وصاحب لقب أول مرشد سابق لجماعة الإخوان المسلمين، إنه الأستاذ محمد مهدي عاكف، والذي وافته المنية بعد اعتقال 4 سنوات نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، حيث منعت قوات أمن الانقلاب تشييع جنازته، في مشهد تكرر القرن الماضي في جنازة الشهيد الإمام حسن البنا.
وبحسب تقرير بثته قناة مكملين اليوم، شيعت جنازة عاكف على درب أستاذه حسن البنا في ظلمة الليل، حيث كانت جنازة عسكرية، ولكن من نوع آخر، وسط حراسة أمنية مشددة؛ لمنع أي شخص من المشاركة، فكانوا خمسة رجال بينهم 3 من الداخلية و4 نساء، هم من سُمح لهم بصلاة الجنازة، في مشهد تكرر في جنازة الشهيد حسن البنا في القرن الماضي.
توفي عاكف عن عمر يناهز 89 عاما بعد صلاة الجمعة بمستشفى قصر العيني؛ بسبب الإهمال الطبي المتعمد، فقد تعرض على مدار نحو 4 سنوات من اعتقاله لوعكات صحية متكررة نتيجة كبر سنه وحالته الصحية المتدهورة، ما دفع منظمات حقوقية عالمية، أبرزها منظمة العفو الدولية، للمطالبة بالإفراج الصحي عنه، لكن لم يشفع ذلك له لدى النظام العسكري المتجبر في مصر، وأصدرت المحكمة أمرا في آخر جلسة بحضور عاكف رغم الحالة الصحية المتدهورة.
عاكف الذي أطلق عليه سجين كل العصور، وله تاريخ معروف في جهاده ضد الاحتلال الإنجليزي في مصر، وحّدت وفاته التيارات السياسية المختلفة حتى المعارضة لجماعة الإخوان المسلمين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ودفعت وسما باسمه إلى قائمة الأكثر تداولا على موقع تويتر، حيث اجتمعت معظم التوجهات على رثاء الشيخ التسعيني، مؤكدين أن وفاته جريمة لابد من محاكمة مرتكبيها.
ويعد مهدي عاكف أول مرشد للإخوان المسلمين يترك منصبه وهو على قيد الحياة، ويرفض الترشح لولاية أخرى لترسيخ مبدأ تداول السلطة، وهو صاحب لقب أول مرشد سابق للجماعة، وربما تكون وفاته منطلقًا لتوحيد صف الجماعة ليسيروا على نهج مرشدهم السابق، كما أوصاهم في آخر رسائله، والتي اختتمها بأنه لا يخشى الموت ولكن يخشى ضياع مصر.