كتب يونس حمزاوي:
كشفت النسخة الألمانية لصحيفة "سبوتنيك" أن العدد الحقيقي لضحايا حادث المنيا الإرهابي الذي وقع صباج الجمعة 26 مايو 2017م، يصل إلى 50 قتيلا وليس 30 كما أعلنت حكومة الانقلاب.
وحول أسباب تعمد قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي وحكومته إخفاء العدد الحقيقي للضحايا، قالت الصحيفة أمس السبت إن السبب وراء وجود تضارب في أعداد ضحايا حادث المنيا الإرهابي، أن الجهات الأمنية في مصر تخشى موجة غضب أكبر للمسيحيين في الفترة المقبلة، كما تحاول عدم إثارة المزيد من الرعب في نفوس المواطنين.
الصحيفة أشارت إلى أن التقارير الرسمية تصرح بمقتل 30، بينما أقر البعض بمقتل 35، في حين أعلن أسقف مغاغة أن العدد وصل إلى 50، وفسرت ذلك بأن هذا التضارب يشير إلى حالة من الاضطراب والخوف تسيطر على النظام في مصر.
ورجحت الصحيفة أن يكون رقم 50 الذي أعلنه أسقف مغاغة هو الأقرب إلى الدقة، معللة ذلك بأن الرجل موجود في المنيا بالقرب من المكان الذي وقع فيه الحادث، إضافة إلى تأكيد عدد من شهود العيان أن الحافلة التي كانت تقل عددًا كبيرًا من الأطفال، قتل جميع ركابها ولم ينج منهم إلا 3 أطفال فقط.
وأوضحت الصحيفة أن المكان الصحراوي الذي وقع فيه الحادث، لا يتواجد فيه أية وسائل اتصال، الأمر الذي يدل على أن الإرهابيين درسوا مسرح العملية بشكل جيد، حيث إن الدير يشهد بشكل يومي رحلات كثيرة للزائرين من عدد كبير من المحافظات.
وحول الطريقة التي تم تنفيذ العملية بها، تؤكد تزعم الصحيفة أن المسيحيين هم الفئة المستهدفة في مصر، متجاهلة الحرب الشعواء التي يشنها نظام الانقلاب على جماعة الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي، حيث تم قتل الآلاف واعتقال مئات الآلاف وتشريد عشرات الآلاف.
وتوقعت الصحيفة مزيدا من الهجمات خلال الفترة المقبلة في محاولة من تنظيم "داعش" لتشتيت انتباه السلطات الأمنية في البلاد عن منطقة شبه جزيرة سيناء، التي يعتبرها التنظيم ولايته في مصر، والتي ضيقت قوات الأمن الحصار عليها في الآونة الأخيرة، وهم في هذا الإطار يسعون لإثبات قوة زائفة، حيث إنهم يشعرون بقرب نهايتهم.
بينما اعتبر الباحث المسيحي هاني سمير، أن أسلوب العملية الجديدة ضد المسيحيين، الذين كانوا في رحلة إلى المنيا وقادمين من محافظة بني سويف، يدل على أن هناك تطورًا كبيرًا ونوعيًا في العمليات الإرهابية ضد المسيحيين في مصر، مطالبا دراسة التطورات في العمليات الإرهابية بشكل مستفيض.
وأردف "سمير" أن الإرهابيين اختاروا هذه المرة لتنفيذ العملية منطقة صحراوية صعبة التضاريس، يمكن بشكل تقريبي القول إنها معزولة تمامًا عن العالم، على الرغم من أن الدير الذي وقع بقربه الحادث يحميه العرب ولم تقع فيه أي مشكلات من قبل.