كتب رانيا قناوي:
أكد الكاتب الصحفي وائل قنديل أن إسقاط الجنسية عند السيسي هو "الترانسفير" عند هرتزل مؤسس الصهيونية، التي تخلص من خلالها من أصحاب الأرض، موضحا أنه بالذهاب إلى تشريع إسقاط الجنسية عن المعارضين، يكون نظام عبدالفتاح السيسي قد وصل إلى ذروة المرحلة الفاشية، بما يجعل السعي إلى تغيير البنية الديموجرافية في مصر واقعًا مجسدًا على الأرض، وليس هواجس لدى متابعي الحالة المصرية.
وقال قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الاثنين- إن الأمر هنا ليست شطحة نائب برلماني مسكون بهوس الاستئصال والإبادة، بل تقول الوقائع إن القانون المزمع تطبيقه هو من صميم فكر عبدالفتاح السيسي وصياغته، خاصة أنه أعلن عنها مبكرا في ندوة تثقيفية للقوات المسلحة، ليقول بالحرف "أي شخص ينتمي لأي تيار سياسي أو ديني أو طائفي معلش يستريح شوية، ولو اكتشفنا شخص بالنوع ده هنبعده، ليس فقط من الجيش والشرطة، بل من الدولة المصرية ككل، لأنه يركز على خدمة مصالحه وانتماءاته".
وأضاف قنديل أن السيسي ينقل حرفيًا من تراث مؤسس العقيدة الصهيونية، تيودور هيرتزل، فيما يخص منهج "الترانسفير" القائم على سياسات الاقتلاع والإبعاد والترحيل والتهجير القسري، بمعيار تلمود العنصرية والإقصاء، في سبيل ترحيل أهل فلسطين وتوطين اليهود مكانهم، في الوقت الذي طالب فيه شخص مثل الكاتب المسرحي الراحل علي سالم، من نظام عبد الفتاح السيسي، باحتضان أسراب المصريين المتصهينين، وتشجيعهم على العمل هناك، في إسرائيل، ومنحهم حرية التنقل بين القاهرة وتل أبيب.
وأشار قنديل إلى أنه بالنظر لمسيرة العامين الماضيين، عاد علي سالم إلى الحياة، لينطلق مشروع هرتزل المصري بالسرعة القصوى، وتنشط في تنفيذه منصّات القضاء وغرف التشريع وكتائب الإعلام وقنوات الدبلوماسية، ليستسلم الجميع للفناء، وينتظرون دورهم في الاقتلاع، من دون أن يتصدّى أحد بالجدية اللازمة لهذا التيار الصهيوني الجارف الذي يستهدف تدمير شخصية مصر، التي صاغها التاريخ والجغرافيا.