كتب أحمدي البنهاوي:
أيدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في افتتاحيتها اليوم حيثيات حكم محكمة أمريكية من أن حظر الرئيس الأمريكي لمسلمي 6 دول -وهي سوريا وإيران وليبيا والصومال واليمن والسودان- كان "مدفوعًا في الغالب بما تسميه المحكمة "عدائية دينية"، ويمثل إهانة لبند التعديل الأول في الدستور الذي يحظر المحاباة الدينية، وهذا ما بدا واضحًا في قرار ترمب بـ"المنع الكامل والتام للمسلمين القادمين إلى الولايات المتحدة".
وأعتبرت الصحيفة بأنه "بقدر ما يتبين أن حظر ترمب عدواني ومتهور وغير حكيم وبقدر ما نعتقد أنه يسبب ضررًا حقيقيًا ليس فقط لأهداف سياسة أميركا الخارجية، ولكن أيضًا للأسر والمجتمعات والمؤسسات في الولايات المتحدة، فمن الإنصاف أن نتساءل عما إذا كان هذا الحظر حقا بمثابة هجوم على الإسلام وإهانة للدستور".
وقضت محكمة استئناف فدرالية ثانية بولاية فيرجينيا الأميركية بعدم شرعية قرار الرئيس دونالد ترمب بحظر السفر من ست دول إسلامية. وأشارت إلى أن القرار يستند إلى افتراضات مشكوك فيها بادعاء أن الحظر سيحمي بطريقة ما الأمة من أي هجوم إرهابي.
وقللت واشنطن بوست من القرار وقالت إنه "خلال الأربعة عقود الماضية لم يقتل أميركيون في أي هجوم إرهابي في الولايات المتحدة قام به مهاجرون من البلدان الستة التي شملها الحظر..".
وأضافت أن "ما يقال خلال الحملة الانتخابية قد لا يكون دليلاً لا يقبل الجدل على نية المرشح الحقيقية، إضافة إلى نية إدارة لم تتشكل بعد"
ونبهت الصحيفة الأمريكية إلى أن العدائية الدينية والمحاباة لأديان أخرى لدى ترامب شكلت محتوى تصريحاته وتغريداته ترمب الملتهبة في كثير من الأحيان إبان كان مرشحًا. وهو ما بدا واضحًا في قراره بـ"المنع الكامل والتام للمسلمين القادمين إلى الولايات المتحدة".
ورغم ذلك سجلت واشنطن بوست ملاحظة شديدة الأهمية لأحد القضاة البارزين بأن ما يقال خلال الحملة الانتخابية قد لا يكون دليلاً لا يقبل الجدل على نية المرشح الحقيقية، إضافة إلى نية إدارة لم تتشكل بعد. وأضاف القاضي أن التصريحات التي تطلق أثناء الحملة "تفسر وتعدل وتستدرك ويسهب فيها كلما تكررت وكلما ظهرت ظروف وجدالات جديدة. وهذه غالبًا ما تكون غامضة".