إغلاق مكتبة “البلد” بعد شهور من “الكرامة”.. قتل الثقافة والحريات العامة بعهد السيسي

- ‎فيأخبار

كتب- محمد مصباح:

 

أغلق أعداء العلم والثقافة، أمس، مكتبة البلد، بشارع محمد محمود، بالتحرير، وسط القاهرة، والتي تعود ملكيتها للناشط السياسي فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي؛ حيث تعد من المكتبات والمراكز الثقافية الشهيرة بالقاهرة، وتم تأسيسها في العام 2007 وتمارس نشاطها منذ ذلك الحين وحتى الآن.

 

وتتيح المكتبة لروادها قراءة الكتب مع تناول المشروبات، ويقام بها العديد من الندوات الثقافية وحفلات توقيع الكتب.

جحافل شرطة السيسي، وأصحاب التفوق في البلطجة بمجموع 50% بالثانوية العامة، قاموا باعتقال اثنين من العاملين بها بينهم مدير المكتبة، ومصادرة محتوياتها من كتب وأثاث وتشميعها بالشمع الأحمر دون إبداء أية أسباب.

 

مشهد زوار الليل تكرر سابقًا مع عدة مكتبات ودور نشر عامة، كمكتبات الكرامة التي أسسها وأدارها لسنوات المحامي والحقوقي جمال عيد، وكذا عدة جالريات ثقافية ومقاه ثقافية بوسط القاهرة، ظلت لسنوات مقرًا ومركزًا لنشر الوعي الثقافي.. قوبل إغلاق مكتبة "البلد" بغضب سياسي وحقوقي.

 

والمكتبة مملوكة لفريد زهران، رئيس الحزب المصري الديمقراطي، والمحسوب على مؤيدي 30 يونيو، فعلق أحد الناشطين: "نظام يرفع شعار يفيد بإيه التعليم في وطن ضايع.. ونظام يفتك حتى بمؤيديه".

 

وغرد الحقوقي جمال عيد: "‏بعد مكتبات الكرامة العامة، غلق مكتبة البلد والاستيلاء على أثاثها وتشميعها، والقبض على 2 من العاملين بها، من قبل دولة مرشحة لرئاسة اليونسكو!".

 

وقال كريم مستور: "‏‎في أي زمن وأي بلد نعيش؟! تغلق المكتبات من المستفيد من تجهيل الشعب إلا السلطة المستبدة والمتطرفون"، وأكد "كهربائي تويتر": "‏‎من استولوا على الحكم بقوة السلاح ضد المعرفة".

 

وتساءل خلفاوي: ‏"الأمن يقتحم مكتبة البلد ويصادر الكتب ويشمعها بالشمع الأحمر، عنده حق، يعمل إيه التعليم في بلد بيحكمها سيسي

بـ50%؟". وقال المحامي طارق العوضي ساخرًا: "‏طبيعي جدًا يقفلوا مكتبة البلد، انتم كمان عاوزين الناس تقرا وتعرف؟"

 

بدوره، علق دايم: "‏أغلقت قوة أمنية مكتبة البلد بوسط البلد المملوكة للسياسي الاشتراكي فريد زهران رئيس حزب المصري الديمقراطي والمؤيد الكبير للانقلاب، كاس وداير".

 

وعلق المدون والكاتب أحمد جمال زيادة: "‏النظام المصري الداعشي يغلق مكتبة البلد بالشمع الأحمر، لتنضم إلى مكتبات الكرامة المعنية بتعليم الفقراء في الأماكن الشعبية".

 

وسخر أحمد: "تشميع مكتبة #البلد بالشمع الأحمر ومصادرة الكتب والكراسي.. وهو حكم العسكر إيه غير يقفل مكتبات ويفتح سجون ويقولك بكره تشوفوا مصر!؟".

 

بينما لخص علاء فرغلي القضية: "اللي عايز يعرف مشكلة مكتبة البلد إيه باختصار إن صاحبها فريد زهران، رئيس حزب معارض ليبرالي ليه مواقف محترمة، وميعاد التجديد الرسمي للسيسي فاضل عليه شهور.. فما ينفعش الراجل ما يضغطوش عليه بشوية حاجات كده لحسن يفكر يعترض ولا حاجة.. والله أعلم".

 

واختصر شوكت المصري الأزمة في كلمات: "انت زعلان علشان قفلوا مكتبة البلد.. يا سيدي دول قفلوا البلد ذات نفسها".

 

ولعل عشرات الصحف التي صودرت وأغلقت مقراتها وحوكم صحفييها باتهامات باطلة ، وكذا إغلاق الكتاتيب ومراكز تحفيظ القران..

يأتي في نفس سياق القمع الأمني، وهو ما يصدق فيه مقولة الحقوقي جمال عيد، حينما أغلقت جميع مكتبات الكرامة الثمانية في مايو الماضي: "لا خير يُرجى ولا أمل في نظام يمعن في الاستبداد والانتقام ولو على حساب الآلاف من الشباب والأطفال الذين تم حرمانهم من المعرفة والوعي بإجراءات بوليسية. غلق المكتبات سبب ضررًا وحرمانًا للجمهور من خدمة لا تقدمها الدولة وسدت منافذ تقديمها".

 

ولعل موت الثقافة بعهد السيسي هو ما يرسم حقيقة الانقلاب العسكري، الذي يعيد مصر للوراء أكثر من 40 سنة التي توعد بها السيسي المصريين قبل انقلابه العسكري، وهو ما يوجب على المصريين الثورة الحقيقية لاستعادة معاني الحياة في مصر التي أممها السيسي وانقلابه الدموي.