السيسي “يبنيها” باعتقال بائعي ألعاب الأطفال!

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

أدخل قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي في قاموس حقوق الإنسان مصطلح "الحق في محاربة الإرهاب"، وبعدها طبقه فورا بالقبض على عدد من تجار لعبة مهينة للسيسي بسبب الاسم الذي تم إطلاقه عليها، في محاولة لوقف انتشار تلك اللعبة السريع بين الأطفال في مصر.

واعتقل نظام الانقلاب خلال 48 ساعة الماضية عشرات التجار، وتم ضبط 1403 لعبة، وقالت مديرية أمن الجيزة إنها شنت خلال اليومين الماضيين حملة للقضاء على تلك الظاهرة ومواجهة هذه اللعبة التي بين يدي الأطفال، موضحا أن الحملة شملت أقسام شرطة إمبابة و6 أكتوبر ومنشأة القناطر والطالبية وبولاق الدكرور وكرداسة والدقي والوراق والحوامدية، وأسفرت الحملة عن ضبط 41 تاجرًا و1403 لعبة.

شرعنة القمع
تلقفت دار الإفتاء، دعوة السيسي في الحرب على المصريين وقمعهم باسم الحرب على الإرهاب، حيث ألبستها بـ"سوليفان" الشريعة والدين!

وعلق الكاتب الصحفي محمود سلطان مدير تحرير صحيفة "المصريون" قائلا: ""الحق الجديد" الذي أضافه السيسي، يعتبر إضافة خطيرة، إن لم تكن متعجلة.. لأن "الإرهاب" كمصطلح، هو فضفاض وفسيفساء واسعة، ويمكن تفصيله على "مقاس" أي شخص أو جهة أو حزب أو جماعة أو طائفة أو مذهب، لا يروق سياسيًا أو إيديولوجيًا للسلطة، حتى وإن كان لا يعتمد العنف خيارًا في علاقته مع المجتمع أو مع الدولة".

وأشار سلطان خلال مقاله اليوم الأربعاء أن وزير خارجية السيسي سامح شكري نفسه، وفي لقاء مع أوائل الطلبة، بمقر وزارة الخارجية، يوم 21 أغسطس عام 2016، قال: "إنه لا يمكن اعتبار مقتل أطفال فلسطينيين على أيدي إسرائيل إرهابًا طالما لا يوجد اتفاق دولي على تعريف محدد للإرهاب"، وأضاف أن هناك مصطلحات دولية مثل إرهاب الدولة لكنها تدور في أُطر سياسية"!!

وقال سلطان إنه إذا كانت مصر الرسمية، ليس لديها تعريف محدد للإرهاب، والعالم كله -كما قال "شكري"- تائه ومختلف على تحديد الإرهاب.. فما تعتبره أنت إرهابًا قد لا تعتبره دول أخرى كذلك.. بل العكس فإن "شكري" قال إنه ليس معروفًا دوليًا إلا ما يسمى "إرهاب الدولة"!

كلام خطير
وأكد أن صدور هذا الكلام من السيسي نفسه، والذي يحتكر استخدام السلاح "الشرعي" للدولة، يعتبر كلامًا خطيرًا، ويحتاج إلى وقفة.. لأن خصومه السياسيين كثر، واتسعت جبهة المعارضة ضده، والدولة بمؤسساتها -حتى النيابية-تستخدم لغة مفردات مخيفة ضد المخالفين.. واستنادًا إلى ما قاله فليس مستبعدًا أن تستخدم الدولة قواها الخشنة ضد المعارضة، إذ ما اعتبرها النظام "إرهابًا".. فمن يحمي المعارضة من إدراجها في قائمة الإرهاب، وبالتالي تعرضها للتصفية الجسدية بوصفها "حقًا إنسانيًا" للدولة؟!

وقال محمد محيي عضو مجلس الشورى السابق: "بدلا من القبض على تجار ومصادرة لعبة أطفال بدعوى الحفاظ على الذوق العام (وهو ما لا أعترض عليه).. أنصح أمننا الواعي اليقظ (الذي لم يتبق أمامه من معضلات إلا هذه اللعبة بذيئة الاسم سياسيا) بأن يضعوا لها مع وزارة الشباب والرياضة (اسما بديلا) وهو (البندول)!!!!..".

فيما علق الكاتب الصحفي سليم عزوز قائلا: "يا جماعة بالله عليكم حد يشوف لنا الدكتورة هبة قطب بتاعة الثقافة ولا مؤاخذة الجنسية تقول لنا ايه في اللعبة دي يخل…".

وقال الناشط السياسي حازم عبد العظيم: "أقسم بالله انا سمعت الكلام ده في الاعلام من كام يوم ضحكت وما صدقتش طبعا.. قلت الفوبيا لن تصل إلى هذا الغباء والحماقة وطلع حقيقي.. نظام مريض".