لهذه الأسباب.. تضامن “السفيه” مع حزب الله

- ‎فيتقارير

كتب- أحمدي البنهاوي:

 

لا وجه لانتقادات وجهها ضاحي خلفان، أحد مسؤولي الأمن السابقين بالإمارات ومن أقرب الموالين لمحمد بن زايد ولي عهد أبوظبي؛ لقطر بإنها في المحيط الإيراني في الوقت الخاطئ، متجاهلا إفادة السفيه عبدالفتاح السيسي أمس الثلاثاء بأن بلاده لن تتخذ إجراءات ضد حزب الله اللبناني، في أعقاب الأزمة السياسية التي تشهدها بيروت على خلفية استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، حسبما نقلت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.

 

وأجاب "السفيه" عن سؤال حول ما إذا كانت القاهرة ستتخذ إجراءات ضد حزب الله، قائلا: "نحن نريد زيادة الاستقرار (في المنطقة)، وليس حالة عدم الاستقرار من خلال إجراءات أخرى".

 

وزعم المنقلب أن "الاستقرار في المنطقة هش، في ضوء ما يحدث من اضطرابات في العراق وسورية وليبيا واليمن والصومال ودول أخرى".

 

وهو ما رأى محللون موقفا مغايرا للموقف السعودي الحالي الذي يتبنى التصعيد مع إيران وحزب الله في آن، فيقول المعارض الإماراتي أحمد محمد الشيبة النعيمي المقيم بالخارج، تعليقا على موقف السيسي من حزب الله "تضامنت دول الخليج مع السيسي ضد الأخ الشقيق وهاهو يجاهر بفرض التضامن معهم ضد عملاء إيران".

 

وتشهد العلاقات المصرية الايرانية تقاربا في المواقف في اليمن وسوريا، لاسيما بعد اضمحلال قوة الخليج والسعودية تحديداً بعد الاتفاق الايراني النووي مع الدول الكبرى، وعدم استعداد الغرب الأوروبي لتبديل الإتفاق على رغبة الرئيس ترامب فكلاهما متفقان على عدم خلق قوتين في منطقة واحدة.

 

لقاء بري

 

وعلى هامش منتدى الشباب بشرم الشيخ التقى "السيسي"، رئيس مجلس النواب اللبناني، ورئيس حركة أمل الشيعية نبيه بري، وكانت التصريحات التي نشرتها وكالة الشرق الأوسط الرسمية برأي مراقبين لم تعر اهتماما باستقالة سعد الحريري التي اتهم فيها إيران وحزب الله بخطف لبنان بحكم قوة السلاح، وجاءت الاستقالة بناء على رغبة سعودية، وأكدت ما صرح به السيسي بشأن حزب الله.

 

وقال السيسي إن "اللبنانيون فقط هم المعنيون بالتوصل إلى الصيغة السياسية التي يرتضونها، وتحقق مصالح الشعب اللبناني الشقيق، التي يجب أن تحتل الأولوية القصوى".

 

 

عقل النظام

 

وإبان الخلافات المعلنة بين النظام السعودي والانقلابيين بمصر وتحديدا في 21 يوليو 2015، لم يخف محمد حسنين هيكل، عقل النظام السياسي، كما يصفه المحلل السياسي الأردني ياسر الزعاترة، سعي القاهرة للتقارب مع طهران، وقال في مقابلة مع الصحفي طلال سلمان في حوار مع للسفير اللبنانية: إن "مصر تسعى إلى التقارب مع إيران"، لكنه أشار إلى وجود "محاولات من أجل ثني السيسي عن التقارب مع طهران"، دون أن يكشف عن الجهات التي تضغط على السيسي لعدم الانفتاح على إيران.

 

وألمح إليها معتبرا أن السعودية ودول الخليج أضعف من أن تشاغب على الاتفاق النووي، ولكن يمكنها أن تشكو إلى الأمريكيين وتعاتبهم وهم يعتبرون توقيع الاتفاق خيانة لهم، مشيرًا إلى أن "الإماراتيين اتخذوا موقفًا إيجابيًا حتى الآن، ولكنني سأستغرب أن تقوم السعودية بالأمر نفسه، ثم أنه علينا أن ننتظر تصرفات هذه الدول وليس مواقفها المعلنة، كلهم يتساوون في الخوف من إيران، وقد قامت دول الخليج بالتحريض على إيران في الفترة الأخيرة والتشكيك في نياتها”.

 

ورأى "هيكل" إن "قتال حزب الله في سوريا هو للدفاع عن نفسه، وليس معركة إثبات نفوذ”، مضيفا: "للسيد حسن نصر الله إشعاع معيّن.. فلا نحمّله ما لا يطيق".

 

تقارب ملموس

 

وخلال تقديم العزاء في محمد حسنين هيكل في 25 فبراير 2016، كشفت مصادر مخابراتية عن لقاء جمع وفدا من حزب الله اللبناني ومسؤولين رفيعي المستوى في المخابرات المصرية.

 

وكانت وسائل إعلام مصرية نقلت عن مسؤول العلاقات الإعلامية في "حزب الله" محمد عفيف أن علاقات الحزب مع مصر مفتوحة، كما نقلت وكالة أنباء فارس عن مصادر صحفية أن زيارة وفد حزب الله إلى القاهرة تأتي في خطوة مفاجئة رغم فتح ملفات قضائية بحق الحزب من قبل السلطات المصرية.

 

وأكد حزب الله في خبر نشر على موقع قناة المنار التابعة له الثلاثاء تقديم وفد من الحزب العزاء بهيكل في مسجد عمر مكرم بالقاهرة، ويضم الوفد -إلى جانب عفيف- مسؤول العلاقات العربية حسن عز الدين والنائب علي المقداد.

 

وكشفت صحيفة "جيروزاليم بوست"، عن أن السبب الحقيقي للزيارة، يتمثل في توطيد المصالح المشتركة بين حزب الله ومصر ومناقشة الصراع الداخلي في لبنان بين حزب الله والأطراف الموالية للسعودية، ومناقشة أيضا الوضع السوري.

 

تهديد ماض

 

وسبق للسعودية أن حرضت كتابها على تهديد الإنقلابيين في مصر من علاقته بحزب الله، حيث كتب الكاتب السعودي محمد آل الشيخ، إن تقارب مصر مع إيران، يعني التضحية بـ5 ملايين مصري بالخليج، موجهاً حديثه ل"السيسي".

 

وأضاف "آل الشيخ" في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "تقارب مصر السيسي مع الفرس وحلفائهم ومخططاتهم يعني بمنطق المصالح المحضة انه يعرض أرزاق خمسة ملايين مصري يعملون في الخليج للخطر".

 

ورأى الأكاديمي السعودي، الدكتور محمود المبارك، استضافة وفد حزب الله حينها بابتزاز للسعودية .وعلق "المبارك" عبر حسابه على "تويتر": "أرى أن يكون الرد بدعوة عدد من الإخوان المسلمين إلى الرياض".

 

وكتب جمال خاشقجي على "تويتر"، "في مصر مشاكل لا مشكلة، انها تبحر بعيدا، تجاهل المشكلة بالسكوت والتمني لن يعالجها"، في إشارة إلى السعودية حين تتغاضى عن مواقف مصر المنسجمة مع مشاريع إيران وحلفائها في المنطقة.