..رغم الطوارئ والقمع
كتب رانيا قناوي:
قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي، إنه بعد 6 أيام من التفجير الإرهابى الذى شهدته "مانشستر" الإنجليزية وقتل فيه ٢٢ شخصا وأصيب ١٢٠، أعلن فى لندن أن تحقيقا يجرى لتحديد الثغرات الأمنية التى مكنت الإرهابى الليبى الأصل من بلوغ هدفه. كما وصل عدد الموقوفين الذين يتم استجوابهم بخصوص صلتهم بالحادث إلى عشرة أشخاص.
وقارن هويدي خلال مقاله بصحيفة "الشروق" في عددها المنشور صباح اليوم الخميس، بين موقف بريطانيا في التعامل مع الحدث الإرهابي، وموقف سلطات الانقلاب في مصر، رغم فرض حالة الطوارئ، مؤكدا أننا لم نعرف أن تحقيقا أجرى يوما ما مع رجال الأمن لتحديد مواقع القصور فى أدائهم الذى أدى إلى إنجاح العمليات الإرهابية، ولم يحدث أن اعترفت جهة أمنية رسمية بأن بعض رجالها قصروا أو أخطأوا فى تعاملهم مع الإرهاب.
وأضاف هويدي: " صحيح أن الجهات الأمنية يمكن أن تحاسب بعض من تنسب إليهم شبهة التقصير، كما حدث فى نقل مدير أمن المنيا بعد الجريمة التى تعرض لها زوار الدير إلى ديوان عام الوزارة، لكن ذلك تم فى صمت، ولم يقل أحد إن تحقيقا جرى فى مدى مسئولية الأجهزة الأمنية عما جرى، حتى بدا وكأن الإجراء اتخذ من باب إرضاء الأقباط والرأى العام لا أكثر".
وقال هويدي: "القاعدة في مصر أن الإرهاب مستباح وأن الشرطة عندنا لا تخطئ، وإذ أثبت القضاء الخطأ فهناك ألف وسيلة لتدارك الموقف واحتوائه فى مراحله المختلفة، بحيث تتحقق البراءة فى نهاية المطاف".
ودلل على ذلك في تعامل سلطات الانقلاب مع أي عمل إرهابي باعتقال المئات، حيث تسارع الأجهزة فى بلادنا إلى إلقاء القبض على أكبر عدد من المشتبهين فيما يسمى بالتمشيط، ثم بعد ذلك يبدأ التحقيق والتحرى. وأحيانا يوجه الاتهام إلى الأعداد الكبيرة من البشر ــ العشرات وأحيانا المئات ــ ثم يترك الأمر للقضاء بعد ذلك، في الوقت الذي قامت فيه بريطانيا باعتقال شخص واحد فقط، وحددت من خلاله عشرة أشخاص اشتركوا معه في الجريمة.
وأعرب هويدي عن دهشته بإعلان رئيسة الوزراء البريطانية على الرأى العام عن درجة الطوارئ ومرتبتها، مضيفا: "إننا قضينا أعمارنا كلها فى ظل الطوارئ دون أن نعرف شيئا عن نوعيتها، وأتحدى أن يجيب أحد عن السؤال: فى ظل أى طوارئ تعيش مصر الآن؟".