كتب حسن الإسكندراني:
تمامًا كما قال المثل المصرى القديم "بلها واشرب متيها"، هذا هو ما يحدث فى ظل حكم العسكر والمليئ بالمهازل والفضائح القاسية. فقد كشفت طالبتان جامعيتان قيامهما بعرض شهادتهما والميداليات الذهبية التذكارية للبيع بعد تضاؤل فرص عملهما فى مصر.
وعرض الإعلامى وائل الإبراشى -ببرنامج "العاشرة مساء" عبر فضائية "دريم" الأربعاء- قيام طالبتين بعرض شهادتهما الجامعية للبيع وسط صدمة ودهشة منه.
وكشفت "دينا حسنى" -إحدى الطالبتان اللاتى عرضن الشهادة والميدالية للبيع فى مداخلة هاتفية مع البرنامج، الأربعاء- إن أسباب إقدامها على هذا الأمر عقب حصولها على ليسانس الآداب قسم إعلام من جامعة عين شمس، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف عام 2015؛ هو عدم وجود فرص عمل حتى الآن.
وقالت حسني: لجأت لعرض الميدالية التي حصلت عليها بمناسبة حصولها على امتياز مع مرتبة الشرف للبيع لعدم وجود قيمة لها الآن. وأردفت: شعرت بعدم جدوى الشهادة الجامعية بعد طلب أصحاب الأعمال منها نسيان كل ما تعلمته في الجامعة لوجود فارق بينه وبين الحياة العملية.
ومن جانبها أشارت صديقتها "ياسمين أشرف" سبب عرضها شهادتها الجامعية للبيع، إلى أنها خريجة كلية الآداب قسم إعلام جامعة عين شمس بتقدير جيد، قامت بعرضها لصعوبة العمل في مجال الصحافة ورفض نقابة الصحفيين الاعتراف بخريجي الإعلام وحصول الصحفيين المتدربين على مكافآت مالية غير مجزية.
جدير بالذكر، أن الطالبتين قد لجأتا عبر أحد مواقع البيع الإلكتروني بمصر بعرض شهاداتهما للبيع، بعد أن ضاق بهما الحال، وفشلتا في الحصول على وظيفة.
وحسب الصور المنشورة، فإن المعروض هى شهادات لـ"دينا حسني" و"ياسمين أشرف" قد تخرجتا في كلية الآداب بجامعة عين شمس قسم علوم الاتصال دفعة العام الماضي 2015، حيث حصلت دينا على الليسانس بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، أما ياسمين فتقديرها جيد.
وكان الفتاتان قد نفذتا مشروع تخرج مجلة حملت اسم "هاشتاج"، مارستا خلاله كل أنواع الأشكال الصحفية التي درساها خلال فترة تعلمهما في الجامعة، اعتقادًا منهما أن سوق العمل سيسمح بنتفيذ كافة الأفكار التي تخطر ببالهما، دون أن تكترثا أن مجال العمل الصحفي حاليًّا يعاني من أزمات متتالية، نتج عنها تشريد العديد من الصحفيين من مؤسساتهم الصحفية، دون أن يجدوا عائلًا لهم، بل إن الكثير منهم فشل حتى في أن يدافع عن حقه في ظل عجز نقابة الصحفيين عن حمايتهم.
"ياسمين" قالت فى تصريحات صحفية مؤخرا، إنها لجأت إلى هذا الطريق بعد أن ضاق بها الحال، وفشلت في الحصول على وظيفة تعينها على الحياة، وأضافت: أنا لما باروح أقدم في شغل، وأدى له الشهادة مش بيعترف بيها، وكأني مثلًا جايبة الشهادة دي من بيتنا مش من مكان حكومي معترف به.
وتابعت، أنها حاولت العمل في المجال الصحفي، معتمدة على أنها تعشق هذا المجال وقادرة على العطاء فيه، لكنها دائمًا ما كانت تتعرض للصدمة من هول ما تراه، خصوصًا العمل لساعات طويلة دون أجر، وإن تواجد فيكون بسيطًا جدًّا، ولا يكفي أي شيء.
وأكملت ياسمين أنها لم تجد فرصة العمل المناسبة لها، وإنما اصطدمت بواقع مفاده “من يمتلك الواسطة يمتلك الفرصة، معقبة أنا لا أملتك أية واسطة يبقى من حقي أبيع الشهادة، على الأقل أحصل على جزء من تعب سنين".
واختتمت حديثها: الأهم أن كل مسئول عن التعليم في مصر لا بد له أن يعلم أن كل تعب الطلاب خلال مراحل دراستهم المختلفة يختزل في شهادة يكون مصيرها النهائي أن ترمى في الدرج، ولا يعترف بها في أي دولة.
أما "دينا" فقالت فى تصريحات صحفية مؤخرا: مش مقصود إننا نحبط الشباب، بس ده واقع إحنا بنعيشه، بس كلنا قررنا نسكت ونتأقلم على وضع غلط، مضيفة: أنا عايزة أوصل رسالة للمسئولين عن التعليم في مصر، إن شهادتهم دي ما لهاش لازمة.. وآخرها درج المكتب.