“اغتصاب الأم”.. أساليب الأمن الوطني التي تقود الأبرياء إلى حبل المشنقة

- ‎فيتقارير

كتب- سيد توكل:

 

تفاصيل رهيبة يرويها بالبكاء أهالي 6 معتقلين من شباب المنصورة فيما يسمى بقضية "قتل الحارس".. مآسٍ تعرض لها أبناؤهم للاعتراف بتهم لم يرتكبوها، كما تروي يسرا، شقيقة أحمد أحد المحكوم عليهم بالإعدام في القضية، قائلة "أحمد اعترف بسبب التعذيب اللي اتعرض له وهو مختفٍ قسريًا بعد خطفه من سيارته، وهو يستعد للتعيين في الجامعة الامريكة"، هذا التعذيب تخطى ما هو بدني إلى التهديد بخطف الزوجات والأمهات واغتصابهن!.

 

وتضيف -في أسى-: أمن الانقلاب أخفاه قسريًّا وأنكرت وجوده، وعرضه للتعذيب أسبوعًا قبل أن يظهر في الفيديو، ويتعرَّف أهله على مكان احتجازه بسجن العقرب بعد ظهور الفيديو بثلاثة أيام.

 

اغتصاب الأم

وعما ناله من تعذيب تقول يسرا "كان مقيدا ومعصوب العينين وممنوعًا عنه المياه طوال فترة التعذيب، عُلِّق من يديه ورجليه في السقف، صُعق بالكهرباء في كل جسده حتى الأماكن الحساسة، هُتك عرضه بعصي خشبية، وهدد باغتصاب والدته إن لم يعترف بهذه التهم.

 

وقالت والدة المعتقل خالد عسكر إن ابنها تعرض للإخفاء القسري، والتعذيب في أمن الدولة لانتزاع الاعترافات منه، ووجهت سؤالا للقاضي الذي أصدر الحكم: "لماذا حرمتني حتَّى فرحتي أنني كنت أزوره فقط وهو داخل أسواركم.. ليه ما أخدتهوش مني قبل ما أفصّله بدلة فرحه؟".

 

وفي رسالة مؤثرة بعث المعتقل المشهود له بحسن الخلق إبراهيم عزب رسالة لاخته سمية بعد صدور حكم الإعدام قال فيها "وحشتيني وكان نفسي أشوفك، متزعليش هنتقابل في الجنة كوني بخير لأجلي"، لترد سمية في تدوينة لها على الفيسبوك "إنت هتستهبل، عاوز تهرب من الخروجة والعزومة على البحر، إنت مش هتموت كده، هشوفك وهحضنك وهتخرجني!".

 

طال التعذيب

وقالت سمية شقيقة إبراهيم إنه تعرض للتعذيب الشديد في الامن الوطني من حرق بالسجائر، وكيّ بالأسياخ الساخنة، والضرب بالأسلاك الشائكة، والتجريد من الملابس كلها، والاغتصاب بإدخال خشبة في الدبر، والصعق بالكهرباء في العضو الذكري، والتعليق من القدمين لأيام، والتعليق من يدٍ واحدة أو قدمٍ واحدة.

 

وأضافت طال التعذيب إبراهيم بتهديده باغتصاب والدتي وشقيقاتي، والضرب بعصا خشبية غليظة حتى كسرت ضلوعه وذراعه وساقه وأسنانه، ماأصابه بضعف في بصره نتيجة التعذيب بالكهرباء وتعصيب العينين لفترة طويلة.

 

وقالت أميمة دبور شقيقة المحكوم عليه بالإعداد أحمد دبور، بعد صدور الحكم "الظلم يعم بالمكان والنور يعم القلوب، لا أحد يؤنس وحشة الظلام ومُر الأيام وأسى جدران الزنزانة القابع بها الفتى سوى ربه وهذا يكفي ، والله يكفي".

 

وروت الأمهات في فيديو منشور لهن بأن الامن الوطني أتى والدة أحد المعتقلين الذي كان يرفض الاعتراف ولم تجدي معه شدة التعذيب، وقالوا له "هنقلعها قدامك"، وعلى الفور قال لهم "سيبوها وومالكمش دعوة بيها، وهقول كل اللي عاوزينه".

 

أي مسجون سيعترف

من جانبه قال د. احمد السيد أستاذ القانون الدولي، "يتم اتباع ابشع الاساليب لكي يتم اجبار المسجون على الاعتراف بأي شيء ممكن، ويتم اتباع ابشع انوع التعذيب مثل الصعق بالكهرباء في اماكن حساسه، والتعرض للنهش بالكلاب البوليسية، والتعليق لساعات باكثر من وضعيه (تسبب خلع الكتف).

 

وأضاف في تصريحات صحفية :"ناهيك عن الضرب المبرح، وتغطيس الوجه في المياه المكهربة والمياه العادية حتى يقترب من الموت (وضع الغريق)، بخلاف حالات هتك العرض، والاعتداء الجنسي عليهم".

 

وأكد السيد على أن كل هذا وأكثر يمارس مع المعتقل، وفي بعض الأوقات يتم احضار زوجات وشقيقات المساجين ويتم الاعتداء عليهم لفظيا والتحرش بهن والتهديد باغتصابهن، مما يدفع اي مسجون للاعتراف بكل مايطلب منه.

 

وقال إنه في إحدى القضايا تم إجبار أحد المسجونين على الاعتراف بإطلاق النار على إحدى السيارات، وعندما جاءت لجنة من الطب الشرعي لتحديد أماكن إطلاق النار وجدت أن الواقع مغاير تمامًا لما اعترف به المتهم، وهو ما يؤكد على أن المعتقل معترف بجريمة لم يرتكبها ولا يعرف عنها شيئًا.

 

وأكد السيد علي أن المعتقل ليس أمامه سوى أن ينجي نفسه من التعذيب، وينجي أهله من الإهانة، وينجي أمه وشقيقته من الاغتصاب، مشيرًا إلى أنه تأتي لحظات على المعتقل يتمنى فيها الموت في لحظة التعذيب، وسيكون الموت اهون عليه من استمرار التعذيب او اغتصاب احد أفراد أسرته أمام عينيه.