سلمان يصدّر “الوش الخشب” للسيسي رغم محاولات محلل الإمارات

- ‎فيتقارير

كتبت- رانيا قناوي:

 

انتظر قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي صباح اليوم "السبت"، في دولة الإمارات، لعل الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين، يصل لمطار أبو ظبي، فتتلاقي الوجوه، ويغير قائد الانقلاب جلده الذي يتلون بألف لون، فيرق قلب العاهل السعودي الذي قطع عنه "الرز" وأوقف إمداده بالنفط، إلا أن الملك السعودي قطع عنه الأمل، الأمر الذي قطع أية تكهنات حول وجود قمة لإنهاء الخلاف بين مصر والسعودية برعاية الإمارات.

 

غادر السيسي مطار أبوظبي، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يودعه، بنظرات حنونة تقول للسيسي "كنا نأمل مساعدتكم في عودة الرز السعودي ولكن ليس لنا حيلة".

 

خيانة السيسي

 

ولعل ما كشفه بعض المتابعين للعلاقات المصرية السعودية خلال تصريحات صحفية اليوم السبت، يؤكد فشل عقد قمة محتملة بين السيسي والملك سلمان، برعاية أبناء الشيخ زايد، خاصة وقد تأكد للسعودية خيانة السيسي الذي دخل على خط محاربة السعودية بشكل مباشر في اليمن عن طريق دعم الحوثيين وفتح خط بحري لتهيب السلاح إليهم في مواجهة السعودية، رغم مليارات الدولارات التي سمن بها النظام السعودي جسد نظام الانقلاب في مصر.

 

وقالت المصادر إنه رغم الخبر الذي سربته مخابرات السيسي عن وجود قمة بين الجانبين قبل سفر السيسي إلى أبو ظبي  لحضور الاحتفال بالعيد الوطني للإمارات، إلا أن تعمد الملك سلمان الوصول للإمارات بعد مغادرة السيسي أكدت أن هذه المفاوضات باءت بالفشل.

 

يأتي ذلك في الوقت الذي اضطرت فه السعودية وقف إمداد مصر بشحنات البترول المتفق عليها من شركة «أرامكو» كتعبير عن تصاعد الخلافات بين البلدين، نتيجة خيانة السيسي في اليمن.

 

وأكدت المصادر أن وجهة نظر الرياض هو أنهم تعرضوا لخيانة كبرى من القاهرة فبعدما قدموا مساعدات عدة لم يحصلوا على ما توقعوه من نظام السيسي سواء سياسياً في تأييد التحركات السعودية عربياً أو بتسليم جزيرتي تيران وصنافير للمملكة، بالرغم من توقيع الاتفاقية بين رئيس الحكومة المصرية وولي ولي العهد محمد بن سلمان.

 

 وطالبت وزارة الخارجية السعودية مرات عدة بشكل رسمي خلال الأسابيع الماضية بسرعة تصديق البرلمان على الاتفاقية، مثلما فعل مجلس الشوري السعودي لنقل السيادة عليهما إلى قوات حرس الحدود السعودية، وهي الطلبات التي تجاهلتها وزارة الخارجية المصرية حين ردّت أخيراً بالتأكيد على انتظار الفصل قضائياً بشأن الاتفاقية.

 

الرز الخليجي

 

 وكان قد قام قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، أمس الجمعة، بزيارة ضريح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ؛ وذلك في إطار رحلة البحث عن الرز الخليجي الذي شهد تراجعا خلال الفترة الماضية.

وتأتي زيارة السيسي للامارات في إطار محاولات قادة الانقلاب في مصر لاعادة العلاقات مع المملكة العربية السعودية الي طبيعتها بعدما شهدتة من توتر خلال الاشهر الماضية ، علي خلفية تطاول الاذرع الاعلامية للانقلاب علي الملك سلمان ونجله والنظام الحاكم بالسعودية ، في أعقاب توقف تدفق شحنات الوقود السعودي لمصر علي مدار الشهرين الماضيين.ٍ

 

ولم يكن توقف الوقود هو العامل الرئيسي في توتر العلاقات بين الجانبين ، وإنما شمل عوامل أخري ، أبرزها تصويت مندوب الانقلاب في الامم المتحدة لمشروع قانون روسي ترفضه السعودية والدول العربية لانحيازة لبشار الاسد علي حساب الشعب السوري ، فضلا عن خذلان السيسي للسعودية في حربها باليمن وانحيازه الواضح لايران والمليشيات الشيعية في اليمن.

 

دعم الحوثيين

 

فيما كشف تقرير نشره محققون دوليون، الأسبوع الماضي، عن وجود خط بحري لتهريب الأسلحة من إيران إلى الحوثيين في اليمن، عبر إرسالها أولا إلى الصومال، وكانت السعودية ألمحت إلى تزويد نظام الانقلاب في مصر الحوثيين بأسلحة، ولكن "السيسي" لا ينفي ذلك بصورة قاطعة.

 

ويستند تقرير منظمة "أبحاث تسلح النزاعات" إلى عمليات تفتيش بحرية تمت بين فبراير ومارس 2016 وضبطت خلالها أسلحة مهربة على متن سفن الداو الشراعية التقليدية.

 

وقالت منظمة "أبحاث تسلح النزاعات" التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها وتعتمد في تمويلها على الاتحاد الأوروبي بشكل أساسي إنها حللت صورا فوتوغرافية للأسلحة التي صودرت على متن هذه السفن خلال عمليات تفتيش تولتها السفينة الحربية الأسترالية "اتش ام ايه اس دارون" والفرقاطة الفرنسية "اف اس بروفانس".

 

وقامت هاتان السفينتان الحربيتان بعمليات التفتيش هذه في أطار مهمة لمراقبة الملاحة لا علاقة لها بالحرب الدائرة في اليمن.

 

وأكد التقرير أن السفينة الأسترالية ضبطت على متن سفينة داو متجهة إلى الصومال أكثر من ألفي قطعة سلاح، بينها رشاشات كلاشنيكوف و100 قاذفة صواريخ إيرانية الصنع.

 

أما الفرقاطة الفرنسية فضبطت على متن سفينة داو أخرى ألفي رشاش تحمل مميزات "صناعة إيرانية" و64 بندقية قناص من طراز هوشدار-ام إيرانية الصنع، بحسب التقرير نفسه. كما تمت مصادرة تسعة صواريخ موجهة مضادة للدروع من طراز كورنيت روسية الصنع.