هشام جعفر معلنا الإضراب: جريمتنا الحلم لهذا الوطن

- ‎فيأخبار

كتب أحمد علي:

قال الكاتب الصحفى هشام جعفر -المعتقل بسجن العقرب- إنه قرر الدخول فى إضراب يشاركه فيه الصحفى حسن القبانى وعصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط رفقاء السجن سيء الذكر لمواجهة حالة الاستباحة التى يتعرضون لها.

وتابع فى رسالة نشرتها رابطة أسر المعتقلين بسجن العقرب اليوم، مبيننا أشكال الاستباحة التى يتعرضون لها ومنها "استباحة الجسد، استباحة المال، استباحة المشاعر الإنسانية، استباحة الحق فى العلاج، استباحة الحقوق الدينية، استباحة للقانون".

وأوضح فى رسالته أن ما يتعرضون له من استباحات لأنهم حلموا يومًا بمصر أفضل لجميع المصريين وسعوا أن تكون مصر ديمقراطية، وتمنوا أن يختفى التمييز والفقر، وأن يسود العدل بين الشعب، وفكروا فى أن تتبوأ مصر مكانتها بين الدول فى المنطقة.

واختتم بالتأكيد على أنه إذا كان الهدف من الاستباحات الكفر بالوطن بقوله "لا لن نكفر بالأوطان.. لا لن نكفر بالأوطان.. لا لن نكفر بالأوطان".

نص الرسالة
أكتب إليكم من سجن العقرب بعد أن قررت أنا والزميل حسن القبانى والصديق عصام سلطان أن ندخل فى إضراب لمواجهة حالة الاستباحة التى نتعرض لها ومنها:

استباحة الجسد: حيث نقضى فى زنزانة عبارة عن صندوق من الجدارن المسلحة تمتص حرارة الشمس وتبثها داخلها مدثة ثلاثة وعشرون ساعة متصلة وهذه الزنزانة تسبح على مستنقع من مياه المجارى الممتلئة بالبعوض الذى يمتص دماءنا التى أصابها فقر شديد من قلة الطعام وسوئه.

استباحة المال: يتم الاستيلاء فى تجريدات متصلة «انظر إلى لفظ التجريدة الذى يذكرك بحملات المماليك على الفلاحين للاستيلاء على متاعهم القليل» على متع الحياة المتوفرة فى زنزانتك ثم يتم بيعها لك مرة أخرى بعد انتهاء فترة التجريدة التى قد تمتد لشهور.

استباحة المشاعر الإنسانية: آسف زميلى العزيز فقد نسيت أن أهنئكم برمضان كل عام وأنتم والأسرة بخير.. لقد نسيت معانى التهنئة فى المناسبات المختلفة لأنى محروم وكل من فى السجن من زيارات الأهل منذ أكثر من شهرين، بل موعد ميلاد ابنتى القريبة إلى قلبى والمقرب من نفسها دون أن أتوجه إليها بالتهنئة.

استباحة الحق فى العلاج: أعانى من تراجع فى النظر لمرض قديم ومطلوب فحوصات فى القصر العينى على وجه السرعة لمعرفة السبب كما أعانى من تضخم فى البروستاتا واشتباه فى ورم يحتاج إلى فحص طبى لمعرفة طبيعته حميد أم خبيث، ومقرر لى عملية منذ أكثر من عام ولكن لا حياة لمن تنادى.

استباحة حقوقى الدينية: فمطلوب منى فى هذا الشهر إخراج زكاة الفطر حتى يطهر صومى ولا أستطيع إبلاغ أهلى بذلك وأرجوك إبلاغهم عنى وأقترح على وزارة الداخلية أن تقوم بإخراجها عن المسجونيين.. فى إطار حملة العلاقات العامة التى تقوم بها لسداد ديون الغارمين.

استباحة للقانون: الزميل حسن القبانى قد تجاوز مدة الحبس الاحتياطى، وهو محتجز الآن أو بالأحرى مختطف ونحن نبلغ رسميًا بمكان اختطافه ونرجو من يهمه الأمر اتخاذ اللازم.

لماذا هذه الاستباحات المتعددة؟
هل لأننا حلمنا يومًا بمصر أفضل لجميع المصريين؟
هل لأننا سعينا أن تكون مصر ديمقراطية؟
هل لأننا تمنيينا -يومًا- أن يختفى التمييز والفقر وأن يسود العدل بين شعبنا؟
هل لأننا فكرنا فى أن تتبوأ مصر مكانتها بين الدول فى المنطقة؟
أم يريدون أن نبتعد عن كل هذا ونكفر بمصر!

لا لن نكفر بالأوطان.. لا لن نكفر بالأوطان.. لا لن نكفر بالأوطان.

هشام جعفر المعتقل بسجن العقرب