مؤامرة القطيعة مع قطر.. تمهيد لعدوان “إسرائيلي” وشيك على غزة

- ‎فيعربي ودولي

 كتب: يونس حمزاوي
بالتزامن مع الحصار الخليجي على الشقيقة قطر؛ لقيامها بدعم حركات المقاومة الفلسطينية وثورات الربيع العربي، يكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس الأحد، بشكل كبير من مستوى جاهزيته القتالية على الجبهة الشمالية، عبر سلسلة من التدريبات والمناورات العسكرية المتكررة في الجليل، إلى جانب تدريبات مشتركة يجريها الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع في قبرص.

مناورة الجيش، بحسب الصحيفة، يحاكي فيها لواء الكوماندوز الإسرائيلي في جزيرة قبرص حالة قتال في مناطق جبلية، لكن هذه التدريبات والاستعدادات لا تُخفي حقيقة أن الأنظار موجهة هذه الأيام إلى قطاع غزة.

ويوضح التقرير أن المداولات الداخلية لقيادة الجيش، ولجهاز المخابرات العامة "الشاباك"، تكشف عن تصاعد لهجة الحديث عن احتمالات اقتراب تصعيد عسكري في قطاع غزة.

وذكر موقع «المصدر» الإسرائيلى، أن الحرب المتوقعة على غزة تبدو قريبة هذه السنة، وذلك قبل بدء فصل الصيف بأيام، مشيرا إلى أن ذلك ليس لأن إسرائيل تريد حربا، ولا حماس أيضا، لأنها لا تسرّ بتصعيد للوضع، «لكن على ما يبدو لا مفر أمامها، وهى متروكة وحدها فى مواجهة الحائط»، مشيرا إلى أنها «فى أسوأ مرحلة منذ سنوات، فى ظل توقف تمويل السلطة الفلسطينية، وأزمة قطر الراعى الرسمى للحركة مع الدول العربية». ما يعني انتهاز تل أبيب لفرصة الحصار الخليجي على قطر لشن عدوان دموي على القطاع المحاصر منذ 10 سنوات.

وأضاف تقرير "يديعوت أحرونوت" أنه "لا حاجة في هذا السياق لقراءة التقارير الاستخباراتية السرية، فيكفي النظر إلى التغييرات الجارية ميدانيا، بدءا من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، والتي تتدهور باستمرار بسبب مشاكل البنى التحتية المؤثرة في توفير مياه الشرب ومشكلة الكهرباء، وضغوط السلطة الفلسطينية على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)".

حصار قطر جزء من المؤامرة

ويكشف التقرير عن أن "الأزمة الحالية في الخليج والحصار البحري والبري والجوي على قطر- إذ تواجه قطر اليوم مقاطعة سياسية من بعض الدول وضغوطا دولية متصاعدة- من شأنها التأثير على دعمها الاقتصادي لحركة حماس، وزيادة تفاقم الأوضاع في القطاع".

وكانت تقديرات سابقة لجيش الاحتلال قد تحدثت قبل أكثر من شهر عن سيناريو مشابه لعملية عسكرية ضد قطاع غزة، مع بدء إسرائيل قريبا بعمليات بناء "عائق تحت الأرض وفوقها" لمواجهة الأنفاق، ومنع "حماس" من القدرة على حفر أنفاق تخترق الحدود إلى داخل إسرائيل.

كما أوردت سلطات الاحتلال مؤخرا ادعاءات مختلفة عن مساعي حركة "حماس" لإطلاق عمليات فدائية ضد الاحتلال، من داخل الضفة الغربية، بموازاة سعي الحركة لتنظيم مظاهرات عند السياج الحدودي الفاصل مع إسرائيل في قطاع غزة، والتي أسفرت الأسبوع الماضي عن استشهاد مواطن فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي.

ويشير التقرير إلى تقديرات ترجح أن تقوم "حماس"، في هذا السياق أيضا، بالسماح للحركات السلفية في القطاع بإطلاق النار باتجاه العمال والأطقم التي ستعمل على بناء العائق الفاصل الجديد، علما بأن إسرائيل حذرت بحسب التقرير، قادة "حماس" من أنها لن تسمح بعرقلة وتشويش أعمال بناء هذا العائق، ولو كان ثمن ذلك مواجهة عسكرية جديدة مع "حماس".

ليبرمان يهدّد "حماس"

ومن جانبه، هدد وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، اليوم الإثنين، حركة "حماس"، مدعيا أن "إسرائيل لا تعدّ لأي مواجهة عسكرية، ولا تعتزم إطلاق أي حملة ضد القطاع"، لكنها في الوقت ذاته لن تتحمل "أي استفزاز من طرف حماس".

وهدّد ليبرمان بأن إسرائيل "سترد على أي استفزاز بكل قوة، لن تكون بعد الآن أي مساحات خالية لإطلاق صواريخ.. سنرد بقوة كبيرة على أهداف نوعية، ولن يكون أي تهاون بهذا الشأن".

وجاءت تصريحات ليبرمان هذه في مؤتمر عقده "لوبي إسرائيلي" في الكنيست، بعد أقل من 24 ساعة على قرار للكابينيت الإسرائيلي بتقليص كمية الكهرباء لقطاع غزة.

إلى ذلك، هاجم ليبرمان بشدة قناة "الجزيرة"، متهما إياها بـ"بث الدعاية في أسوأ أنواعها، كتلك التي كانت تبثها ألمانيا النازية أو الاتحاد السوفييتي الشيوعي"، مضيفا "لن تروا عندهم تقريرا ضد إيران، لكنهم يبثون يوميا تقارير ضد إسرائيل".

وردد ليبرمان ادعاءات الاحتلال بأن "سبب أزمة الكهرباء في القطاع هو قيام حماس بجباية أثمان الكهرباء من أهالي القطاع، واستثمارها في حفر الأنفاق وصناعة الصواريخ".

إلى ذلك، أعلن ليبرمان عن تشاؤمه من إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية مع الفلسطينيين، مقابل تفاؤله بشأن التوصل إلى حالة تطبيع للعلاقات بين إسرائيل والدول العربية في المنطقة.

وخلص إلى القول "إن أقصى ما يمكن التوصل إليه مع السلطة الفلسطينية هو حل مرحلي طويل الأمد، وإنه على إسرائيل ألا تقبل بأن يكون التطبيع مع العرب مرهونا بحل المسألة الفلسطينية، بل يجب الفصل بين المسألتين".