دلالات منع السودان الوزير طه عثمان من السفر إلى السعودية!

- ‎فيعربي ودولي

 كتب- محمد مصباح

تناقلت وكالات الانباء ، اليوم ، عدة أخبار عن قيام السلطات السودانية بمنع وزير الدولة برئاسة الجمهورية «طه عثمان»، مساء أمس الثلاثاء، من السفر إلى المملكة العربية السعودية برفقة وفد سعودي، مؤكدة أن المنع تم بتوجيهات عليا من القصر الرئاسي.

 

وبحسب المصادر، منع الوزير «عثمان» من مغادرة البلاد رغم وصوله المطار وإكماله كافة إجراءاته لمغادرة الأراضي السودانية إلى الرياض.

 

وكان «طه» قد وصل إلى الخرطوم، أمس الثلاثاء، قادما من جولة شملت الإمارات والسعودية امتدت لنحو أسبوعين.

 

وتتداول الأوساط السودانية منذ 3 أيام معلومات حول نية الرئيس السوداني «عمر البشير»، إقالة «عثمان» من منصبه كمدير لمكتب الرئيس ووزير دولة في رئاسة الجمهورية، مع ترجيح ارتباط ذلك بالأزمة الخليجية الحالية، مشيرة إلى أن «عثمان» سرب مكالمة لـ«البشير» تتصل بالأزمة..

 

فيما تناقلت دوائر اعلامية أول أمس الاثنين، أنباء عن إعفاء الفريق «طه عثمان» وتكليف لواء «محمد حسن بخيت» بإدارة مكتب رئيس الجمهورية.

و منذ العام 2014 بدأ نجم «عثمان» في الظهور وبات يزداد لمعانا كلما انحلت عقدة من تعقيدات العلاقات السودانية الخليجية، لا سيما فيما بين الخرطوم والرياض وأبوظبي إلي أن جاءت عملية «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية ضد «الحوثيين» في اليمن والذي يعتبر «عثمان» المهندس الأساسي في ترتيب مشاركة القوات السودانية فيها.

 

وذكر المصدر أن مساحات «عثمان» توسعت أكثر حينما أعلن هو عن قطع السودان لعلاقاته مع إيران الحليف الاستراتيجي طيلة سنوات العزلة، وعندما أعلنت واشنطن في يناير الماضي تخفيف العقوبات المفروضة علي السودان حيث نسب «عثمان» الفضل في تخفيف العقوبات لنفسه ولأدواره التي لعبها مع ولي ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان».

 

وأشار المصدر إلى ظهوره عقب أزمة التراشق بين السودان ومصر وهو يحمل رسالة من «البشير» إلي عبدالفتاح السيسي رغم وجود لجان من الخارجية معنية بملف العلاقات بين الخرطوم والقاهرة، بجانب حضوره الملفت في القمة الإسلامية الأمريكية التي عقت في مايو الماضي، بالرياض ومصافحته الباسمة للرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» الذي رفض حضور «البشير» للقمة رغم دعوة العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» المسبقة له.

 

ويعتبر «عثمان» مفتاح علاقات السودان بدول الخليج، ولا سيما السعودية والإمارات، إذ تربطه علاقات شخصية بقادة تلك الدول، كما يعتبر رجل الخليج في السودان.

فيما يرى محللون أن اقالة عثمان، تأتي في اطار رفض السودان للحصار غير القانوني الذي اعلنته السعودية والامارات والبحرين ومصر ضد قطر…

حيث رفضت السودان طلبا للسعودية باعلان مقاطعة قطر، ودعوتها لانهاء الخلافات عبر الحوار.

ويحمل قرار اقالة عثمان توجها في السياسة السودانية متباينا مع السياسات المصرية السعودية..