وفد التحريض يعود بخفي حنين من واشنطن: الإخوان “مش إرهابية”

- ‎فيأخبار

كتب محمد مصباح:

في تأكيد على صهيونية نظام الانقلاب العسكري الذي يعتمد في علاقاته على اليهود، في تسويقه في المحافل الدولية، ابتعث السيسي وفدا من برلماني الدم للسعي لدى واشنطن لإدراج الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، لتمرير سياسات قمعية أكثر ضد الإخوان في مصر، بعد هزيمة تلقاها النظام الانقلابي بعد رفض الإدارة البريطانية إدراج الجماعة كمنظمة إرهابية.. بعد دراسة مطولة لتاريخ وواقع الجماعة، رغم وثائق العار التي قدمها السيسي للبريطانيين، والتي تنم عن خيانته وعمالته، حيث قدم وثائق تتعلق بجهاد الإخوان للمحتل البريطاني في قناة السويس في خمسينيات القرن الماضي، وجهادهم في فلسطين ضد اليهود، وهو ما يعده كثيرون من الدوائر العالمية شرفا وفخرا.

اليوم، كشفت مصادر في الوفد البرلماني الذي زار الولايات المتحدة الأمريكية أخيرًا، عن أبرز النتائج التي توصل لها الوفد في أعقاب لقاءاته بعدد من أعضاء الكونجرس ومع مسئولين في دوائر صنع القرار الأمريكي، إضافةً إلى اجتماعات مع مراكز أبحاث أمريكية بارزة. وأكدت أن هذا الوفد عاد إلى القاهرة عاجزًا عن تحقيق هدفه المتمثل في دفع الإدارة الأمريكية إلى إدراج حركة "الإخوان المسلمين" على قوائم الإرهاب الأمريكية.

فيما كشفت مصادر مقربة من الوفد، في تصريحات صحفية، اليوم، أن هناك شعورًا بالإحباط بعد الزيارة، بسبب رد المسئولين الأمريكيين بالرفض على مطلب إدراج جماعة "الإخوان المسلمين" على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية.

وأوضحت أن "الرد كان حاسمًا وصريحًا دون مواربة، وأن هذا الأمر مستحيل تمامًا ولا يمكن للإدارة الأمريكية الإقدام عليه". وأوضحت المصادر أن "مسئولين على قدر عالٍ من الأهمية في الإدارة الأمريكية أكدوا أن إدراج الجماعة على قوائم المنظمات الإرهابية يمثل دربًا من دروب الجنون، ولا يستطيع أي رئيس أمريكي تمرير مثل هذا القرار".

وفسّرت المصادر ذلك بقولها إن "التقديرات الأمريكية لأعداد من يتبنّون فكر الإخوان في المجتمع الأمريكي يتجاوزون الـ430 ألف مواطن يحملون الجنسية الأمريكية"، متابعًا أنه "في حال إدراج اسم الجماعة على القائمة لا بد أن يستتبع ذلك التحفظ على أموال هذا العدد الهائل من المواطنين، وهو أمر مستحيل حدوثه". وأضافت المصادر أن الأمريكيين يعتقدون أن "هذا الأمر قد يُسقط إدارة كاملة" ويحذرون من خطورة تلك الخطوة.

وأشارت المصادر إلى وجود سبب آخر ذكره المسئولون الأمريكيون في حديثهم بشأن موقف الإدارة من "الإخوان المسلمين"، وهو يتمثل بوجود حكومات عربية وإسلامية ترتبط بعلاقات استراتيجية بأمريكا، وفي الوقت نفسه تابعة للجماعة، وسيكون من الصعب خسارة الولايات المتحدة لها خلال الفترة المقبلة، لأنه في حال إدراج الجماعة على القائمة الأمريكية للإرهاب سيستلزم ذلك قطع العلاقات مع تلك الحكومات وهو أيضًا أمر مستحيل، وفق ما نقلت المصادر عن مواقف المسئولين الأمريكيين.

وكان وفد برلماني انقلابي قد غادر القاهرة في 10 يونيو الجاري برئاسة رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس نواب الدم، أحمد سعيد، متجهًا إلى واشنطن، وضم كلاً من رئيس لجنة التعليم جمال شيحة، ورئيس لجنة الإدارة المحلية أحمد السجيني، ورئيس لجنة الشئون العربية سعد الجمال، وعضو لجنة الشئون الاقتصادية بسنت فهمي، ووكيلي لجنة العلاقات الخارجية طارق رضوان وكريم درويش، وأمين سر اللجنة طارق الخولي، وعضو اللجنة عماد جاد، إضافة إلى النائبات آمنة نصير وداليا يوسف وسوزي رفلة.

كما كشفت المصادر عن أن الوفد المصري التقى عددًا من ممثلي اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، ومراكز الأبحاث التابعة لهم. ولفتت إلى أن المشاورات تطرقت إلى الموقف من قطر وضرورة ممارسة الولايات المتحدة ضغوطًا عليها، وهو ما تلقوا عليه ردًا، بأن هناك تفاصيل كثيرة داخل الإدارة الأمريكية لا يمكن للجانب المصري فهمها في هذا الشأن، في إشارة إلى صعوبة تدخل أمريكا كطرف في الأزمة بين محور أبوظبي-الرياض-القاهرة، والدوحة.