سليمان يكشف.. “لماذا يتحايل السيسي بقصة السلام الدافئ؟”

- ‎فيأخبار

كتب: حسين علام

قال الخبير الإستراتيجي والعسكري اللواء عادل سليمان: إن السلام الدافئ بين العرب والعدو الإسرائيلي، الذي تكلم عنه قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، لم يتضمن خطة عمل محددة، أو خريطة طريق للوصول إلى ذلك السلام "الدافئ" مع عدو سلب الأرض، واحتل المقدّسات، واستحل الدم العربي، ولا يزال.

وتساءل سليمان "ما الجديد في الموقف الذي أدى إلى تلك التحركات، وتجديد الحديث عن "سلام الشرق الأوسط"؟ وهل حقاً هناك سعي جاد من أجل تحقيق سلام بين العرب والعدو الإسرائيلي، سلام شامل وعادل ودافئ؟ أم هناك أسباب ودوافع أخرى؟

وقال سليمان في مقاله اليوم الخميس بصحيفة "العربي الجديد" إن حقيقة الموقف أنه ليس هناك جديد في القضية الفلسطينية، ولا في مواقف أطرافها، سواء العدو، قائلا: "علينا أن نبحث عن أسباب ودوافع أخرى لتلك التحرّكات، التي تتخذ من قضية فلسطين، وهي القضية "المستدامة" عنوانًا أو ذريعة لتحركاتها، فنظم الحكم العربية، على اختلافها، تمر بحالة تصدّع واضطراب شديدة، لم تمر بها عقودًا، كانت فيها تلك النظم تُحكم قبضتها على مقدرات الشعوب، وتفرض عليها شكلاً من الاستقرار أقرب إلى الاستكانة، وتجعل من حكامها أباطرةً طغاة، ومن ثم، يصبح من السهل على القوى الكبرى، ذات المصالح الحيوية في المنطقة، أن تتعامل مع تلك النظم، وتحقق مصالحها؟ حتى وقع ما لم يكن في حسبان أحد، وهو انطلاق ثورات الربيع العربي من قلب العالم العربي لتسري في كل أوصاله بدرجاتٍ متفاوتة.

وقال إنه على الرغم من تصدّي الثورات المضادة لهبات الشعوب، ونجاحها المرحلي والمؤقت في إيقاف حركة المد الثوري، إلا أن الأهم أن الشعوب نجحت في كسر قيود الخوف والقهر، التي كانت تفرضها نُظم الحكم، وبدأت تمر بحالةٍ من استعادة الوعي، والاستعداد لمواجهة التحديات التي يمكن أن تواجه طموحاتها الوطنية، وهو إنجاز كبير وغير مسبوق، أدخل الشعوب في مرحلة مخاضٍ صعبة، قد تطول بعض الوقت، لكنها حتماً ستنتج نُظماً جديدة للحكم ذات سمات مدنية، ديموقراطية، حديثة، تحترم حرية الشعوب وحقوق الإنسان، والتداول السلمي للسلطة.

وكشف سليمان أن للقوى الدولية والإقليمية ذات المصالح في المنطقة العربية، هي عديدة لا تنتهي عند الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي، لكنها تمتد لتشمل روسيا والصين وغيرها من الدول الكبرى الصاعدة، وقبل كل تلك الدول، تأتي دولة العدو الإسرائيلي، فهي صاحبة المصلحة الأولى والأكبر، وتدرك كل تلك الدول والقوى جيداً أن التعامل مع النظم الديكتاتورية أيسر كثيراً من التعامل مع الشعوب والحكومات المنتخبة ديموقراطياً.

وأشار سليمان إلى استشعار العدو الإسرائيلي للخطر الحقيقي طالما استمرت الشعوب على حالة الغضب والرفض، والإصرار على استعادة حريتها وفرض إرادتها، على الرغم من كل ما تقدّمه من تضحيات، حتى التقت عند هذه النقطة، المصالح بين الغرب بكل قواه، ومعه العدو الإسرائيلي، ونظم الحكم في معظم العالم العربي، ورأت أن الحل لدرء هذا الخطر القادم من صحوة الشعوب هو إعادة إنتاج قضية الحرب والسلام بين العرب والعدو الإسرائيلي، وإحياء مشاعر القلق المصيري لدى المواطن العربي، وإشغاله من جديد بمتاهات الصراع وعملية السلام "المستدامة"، والمبادرات والتحرّكات والاجتماعات الطارئة لتبقي الشعوب على حالها في حظيرة الاستكانة بدعوى الاستقرار، والانشغال بالقضية، التي يجب ألاّ يعلو صوتٌ على صوتها إلى ما شاء الله.