كتب كريم محمد:
كشفت تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تسعي لإنشاء تحالف عسكري عربي أمريكي لمحاربة إيران، وأنها طلبت من مصر استضافة قوة عربية مشتركة لمكافحة النفوذ الإيراني.
وأشار مسئولون في إدارة ترامب إلى أن التحالف سيضم "حلفاء أمريكا العرب" وهم السعودية، الإمارات، مصر والأردن بهدف القيام بعمليات مخابراتية مشتركة مع إسرائيل لمساعدتهم "في مواجهة عدوهم المشترك إيران"، حسب قول الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تجري مباحثات لإنشاء هذا التحالف الذي يضم 4 دول عربية واسرائيل وأمريكا، يفترض أنه على غرار حلف شمال الأطلسي فيما يخص حماية أعضاء الحلف، إذ ينظر إلى أي هجوم يستهدف أي عضو في الحلف بأنه اعتداء على الحلف بأسره.
ونقلت الصحيفة في التقرير الذي حمل عنوان "الولايات المتحدة، وحلفاؤها في الشرق الأوسط يستكشفون إمكانية تأسيس تحالف عسكري عربي"، عن خمسة مسؤولين من دول عربية مشاركة في هذه المحادثات، لم تكشف عن هويتهم إن "إدارة ترامب طلبت من مصر استضافة قوة عربية مشتركة لمكافحة النفوذ الإيراني".
وقال دبلوماسي عربي للصحيفة إن "المسئولين الأمريكيين بدأوا يجسون نبض البعثات الدبلوماسية العربية في واشنطن عن مدى استعدادها للانضمام إلى هذه القوة التي تضم مكونًا إسرائيليًا"، مضيفًا "أن دور إسرائيل سيقتصر على تزويد التحالف بالمعلومات حول الأهداف وليس التدريب أو إرسال قوات برية"، فهذا ما يجيده الإسرائيليون، حسب تعبيره.
وقال المسئولون في المنطقة "إن المحادثات حول الخطة المذكورة بدأت بين دبلوماسيين عرب في واشنطن وكل من وزير الدفاع جايمس ماتيس ومستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين قبل استقالته من منصبه".
ووفق مصادر دبلوماسية للصحيفة فإن "هذه الخطة ستكون على طاولة النقاش خلال زيارة ماتيس إلى المنطقة هذا الشهر (فبراير)".
اليمن أول اختبار
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن "اليمن سيكون ساحة الاختبار الأولى لهذا التحالف"، وقالت "إن اليمن سيكون ساحة الاختبار الأولى لهذا التحالف الجديد حيث ستكثف الولايات المتحدة مساعداتها العسكرية للحملة هناك فضلاً عن تأمينها البحر الأحمر".
ووفق الصحيفة "ستقدم الولايات المتحدة الدعم الاستخباراتي والعسكري لهذا التحالف بما هو أبعد من الدعم المحدود الذي تقدمه للتحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، لكن لا الولايات المتحدة ولا إسرائيل ستكون جزءًا من اتفاقية دفاع مشترك في إطار هذا التحالف".
إلغاء "جاستا" مقابل التعاون
وبينما لا تزال المرحلة التي وصلت إليها هذه المحادثات غير واضحة حتى الآن، قال مسئولون "إن السعودية والإمارات عرضتا مطالبهما في مقابل الموافقة على التعاون مع إسرائيل، من بينها ما هو مرتبط بقانون 11 سبتمبر الذي يجيز لذوي ضحايا الهجمات بمقاضاة السعودية.
ونوهت الصحيفة لاستجابة إدارة ترامب، مؤكدة أن "المسئولين في إدارة ترامب أبلغوا الحلفاء الخليجيين بأنهم سيضغطون من أجل تعديل الكونجرس لهذا القانون".
الإخوان "إرهابية" مقابل خضوع السيسي
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن دبلوماسي عربي زعمه أن التوجه المحتمل للإدارة الأمريكية سيكون هو تصنيف جماعة الإخوان المسلمين "تنظيمًا إرهابيًا" بهدف أن يكون ذلك حافزا لنظام السيسي من أجل الانضمام إلى التحالف، واستضافة قواته على أرض مصر.
فيما رأى مسئول عربي أنه "سيكون من الصعب الحشد من أجل قيام هذا التحالف في ظل الزخم القليل الذي حظي به اقتراح إنشاء قوة عربية شاملة عام 2015".
وأضافت "أن الدبلوماسيين العرب أبلغوا المسئولين الأمريكيين باستعدادهم لتواصل أكثر علانية مع إسرائيل في حال توقفت عن بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وأن هذا التعاون مرهون أيضًا بامتناع الإدارة الأمريكية عن نقل سفارتها إلى القدس".
لا تعليق
وكان من الملفت أن المسئولين الأمريكان والإسرائيليين والسعوديين لم ينفوا الخطة، واكتفوا برفض التعليق على ما نشرته الصحيفة.
ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية أو دولة الاحتلال الإسرائيلي التعليق على هذه الخطة، كما رفض الجنرال أحمد عسيري، المستشار في وزارة الدفاع السعودية، التعليق عليها طالما هي غير رسمية بعد، خصوصًا في الجانب المرتبط بمشاركة دولة الاحتلال، مضيفًا "لا توجد علاقات بيننا وبين إسرائيل.. لكن الإسرائيليين مثلنا يواجهون التهديد الإيراني نفسه".
ولكن "ميشيل دن" الباحثة الامريكية بمركز "كارنيجي" كتبت عبر حسابها على تويتر تؤكد أن: "إدارة ترامب طلبت من مصر استضافة قوة عربية مشتركة سوف تعمل مع إسرائيل ضد إيران"، ونوهت إلى تقرير وول ستريت جورنال.