الانقلاب يقود أوروبا في الحرب على الإسلام.. ويبدأ من تركيا

- ‎فيتقارير

..ماذا كشفت مندوبة الانقلاب؟

كتب رانيا قناوي

أعلن الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، خلال نظر ميزانيته لعام 2018، خفض التمويل المخصص لتركيا، بسبب ما قيل إنها شكوك في التزام أنقرة بالديمقراطية وحقوق الإنسان. إلا أن المتابع لكلمة مندوب سلطات الانقلاب المصري في الاتحاد الأوربي لمساعدة الدول النامية، يكتشف السبب الحقيقي لخفض هذه المعونات، بعد الهجمة الشرسة التي قامت بها المندوبة المصرية، في الهجوم على الإسلام، وخطاب الوازع العنصري لزعماء أوروبا، من أجل التحريض على تركيا.

كانت المفاجأة التي تكشف كل يوم عن العقيدة التي يدين بها سلطات الانقلاب في مصر، حيث طالبت مندوبة الانقلاب في جلسة الاتحاد الأوروبي لمساعدة الدول النامية بالتصدي لتركيا نظرا لتنامي الدولة الاسلامية بها و تزايد دورها، ولامتداد نفوذها في المنطقة اقتصاديا وصناعيا وعقائديا.

لجيبها رئيس الجلسة: وماذا يفيد الدول النامية من التصدي لنفوذ تركيا؟.
لتكشف مندوبة الانقلاب عن الهدف الحقيقي في الحرب على تركيا وهو ليس هدف سياسي أو خلاف على نظام الحكم، ولكنه الهدف الأكثر رعبا بالنسبة للانقلابيين وهو بحسب ما أجابت مندوبة الانقلاب: بأن تزايد نفوذ تاركيا سوف يعمل على زيادة اللحمة العقائدية في المنطقة، مما يضر بمصالح الدول الأوروبية بالمنطقة لتعاظم دور المسلمين وتأثيرهم السلبي على أوروبا.

انتهازية مندوبة الانقلاب لزعماء لقيادات أوروبا بأن هذا التزايد يعمل على زيادة اللحمة العقائدية فى المنطقة مما يضر بمصالح الدول الاوربية لتعاظم دور المسلمين وتأثيرهم السلبي علي اوربا، أكد أن النظام الحاكم في مصر يعمل وفق الأجندة الإسرائيلية التي تعتبر أن كا ما هو إسلامي هو ضد أوروبا ومصالح اليهود والولايات المتحدة الأمريكية، وهو الخطاب الذي اعتاد عليه نظام السيسي في تهييج العالم على المسلمين لتأمين حكمه.

الأمر الذي أثار حالة استهجان وغضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، ليتساءل معها نشطاء ومتابعون على "فيس بوك": " هي المتحدثة في جلسة الاتحاد الأوروبي هي مندوبة لمصر أم مندوبة لإسرائيل. فيما تساءل آخرون: " هو النظام في مصر ملته إيه؟".

سوابق سيساوية
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يعلن فيها نظام السيي عن كراهيته للإسلام والحرب عليه بزعم محاربة التطرف والإرهاب، حيث سادت حالة كبيرة من الجدل في الأوساط الدينية والشعبية بمصر، عام 2015 حينما أثارتها دعوة عبد الفتاح السيسي لـثورة تجديد دينية للتخلص من أفكار ونصوص تم تقديسها على مدى قرون وباتت مصدر قلق للعالم كله، وفق تقديره.

وقال السيسي في كلمة له بمناسبة المولد النبوي الشريف العام قبل الماضي، إنه "ليس معقولا أن يكون الفكر الذي نقدسه على مئات السنين يدفع الأمة بكاملها للقلق والخطر والقتل والتدمير في الدنيا كلها". وتابع السيسي قائلا إنه لا يمكن أن يَقتل 1.6 مليار (مسلم) الدنيا كلَّها التي يعيش فيها سبعة مليارات حتى يتمكنوا هم من العيش، وهو ما اعتبره متابعون أنه اتهام صريح من السيسي للمسلمين بالإرهاب والتطرف.

وكان قد وافق أعضاء البرلمان الأوروبي ودول الاتحاد على خفض "تمويل ما قبل الانضمام" إلى الاتحاد، المخصص لتركيا، بمقدار 105 ملايين يورو (124 مليون دولار)، في حين تم تجميد سبعين مليون يورو (82.5 مليون دولار) أخرى من مخصصات أعلن عنها سابقا.
وقال النواب الأوروبيون في بيان إنهم "يعتبرون الوضع المتردي في نواحي الديمقراطية وحكم القانون وحقوق الإنسان مثيرا للقلق".

وقد قادت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المطالبة بخفض هذا التمويل، الذي يمنحه الاتحاد الأوروبي للدول التي تجري مفاوضات للانضمام إلى التكتل، عقب حملة الاعتقالات الواسعة في تركيا منذ محاولة الانقلاب التي جرت في يوليو 2016.

وقال النائب الروماني في البرلمان الأوروبي سيغفريد موريسان "لقد أرسلنا رسالة واضحة بأن المال الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يكون بلا ضوابط".

وكانت أوروبا قد تعهدت لتركيا بدفع مبلغ 4.45 مليارات يورو (5.25 مليارات دولار) بين عامي 2014 و2020 في عملية تمويل تسبق انضمامها إلى الاتحاد، لكن لم تخصص منها سوى 360 مليون يورو (424 مليون دولار) حتى الآن.

وتبدو محاولة أنقرة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي مجمدة بحكم الواقع حيث انتقد عدد من القادة الأوروبيين رد السلطات التركية على محاولة الانقلاب على الرئيس رجب طيب أردوغان العام الماضي.