أسرار عودة “البلاك بلوك”!

- ‎فيأخبار

كتب- جميل نظمي:

في خطوة لا يمكن قراءتها بعيدًا عن المشهد الاقتصادي الذي يترقب ثورة جياع تدق أبواب مصر بعد تعويم الجنيه المصري وخفض قيمته أمام الدولار بنحو 112 قرشًا؛ ما يهدد المجتمع المصري بفوضى شعبية بعد أن غابت آلاف الأصناف من الأدوية وارتفاع جميع أنواع السلع بنحو 40%.

ويشير البيان الصادر اليوم عن مجموعات البلاك بلوك على الصفحة الرسمية، اليوم، إلى أن الأجهزة الأمنية بدأت العودة لنهجها القديم بالاستعانة بمجموعات البلطجية والبلاك بلوك، التي واجهت بها الإخوان المسلمين وثورة 25 يناير بأعمال بلطجة وقتل وإحراق منشآت خلال العام الذي حكم فيه الرئيس المنتخب محمد مرسي.   حيث أعلنت مجموعة الكتلة السوداء "بلاك بلوك black bloc"،  اليوم، استعدادها لانطلاقة ثانية، في تدوينة نشرتها الصفحة الرسمية للمجموعة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".   وكانت مجموعة "بلاك بلوك" قد أعلنت، في السادس عشر من شهر يناير الماضي، في بيانٍ لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، انسحابها تمامًا من المشهد، والعودة إلى "الأدراج" مثلما وصفوا، وعدم خوض أي معارك من جديد.. سيناريو عودة البلاك بلوك قد يكون البديل عن مواجهات تخطط لها أجهزة الأمن بعيدًا عن أمناء الشرطة وأفراد الداخلية الذين يواجهون نقدًا واستهجانًا محليًّا وإقليميًّا حتى من أقرب مؤيدي السيسي نفسه، لانتهاكاتهم الواسعة بحق الشعب المصري، سواء المعارضون السياسيون أو عموم الشعب المصري، كما حدث في باب الخلق وفي المنوفية وغيرهم من الأماكن التي تعرضتت لانتهاكات دانها البرلمان الأوروبي واللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان، وأخيرًا السفير البريطاني بالقاهرة.   وكانت مصادر تحدثت عن استعانة النظام الانقلابي بعدد من شركات الأمن الخاصة عبر سامح سيف اليزل وشركات بلاك وواتر سيئة السمعة ، والذين يتخصصون في العمليات القذرة، ويتم استأجراهم بالمال.   وكانت "الحرية والعدالة" تنبأت في وقت سابق باحتمال استعانة النظام المصري عبر الإمارات بعناصر مقاتلة من كولومبيا متخصصة في الأمن والقتل والمهام القذرة، وذلك حينما وقع النظام الانقلابي اتفاقية دبلوماسية بشأن التأشيرات مع دولة كولومبيا في وقت سابق من العام 2016، دون توضيح من الخارجية المصرية، ما عزاه البعض إلى الاستعانة بفرق أمنية من رجال العصابات الكولومبية المتخصصين في الأعمال القذرة والذين يمثلون عموم جيش الأجانب العامل في الإمارات مقابل مبلغ 3500 دولار شهريا للفرد الواحد.   ولعل الاقرب للفهم أن يكون البلاك بلوك هم البديل لأمناء الشرطة لمواجهة الغلابة والمضارين من سياسات رفع الدعم عن الطاقة والوقود بصورة كبيرة خلال الأشهر القادمة، أو لتمرير سيناريو الفوضى في البلاد!.