الزج بــ«الإخوان» في جريمة «الروضة» تدليس مفضوح

- ‎فيتقارير

كتب حازم الأشموني:

يتعمد إعلام العسكر التدليس على الشعب بشأن جماعة الإخوان المسملين، كبرى الحركات الشعبية في مصر، والتي فاز حزبها "الحرية والعدالة" بكل الانتخابات النزيهة بعد ثورة 25 يناير 2011م، حتى جاء انقلاب العسكر الدموي في 30 يونيو 2013 وأطاح بالقوة الغاشمة بالرئيس المنتخب وحكومته الشرعية ليؤسس لمرحلة جديدة من العنف والحكم الجبري الديكتاتوري.

وآخر صور التدليس المفضوح من جانب إعلام العسكر الزج باسم الإخوان في الجريمة الإرهابية التي وقعت يوم الجمعة الماضي في مسجد الروضة بمدينة بئر العبد بشمال سيناء، التي أسفرت عن استشهاد 339 مصليا بينهم 27 طفلا.

«4» صور من التدليس المفضوح
ومن صور ومشاهد التدليس المفضوح ما صرح به ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات التابعة لحكومة العسكر، مساء الجمعة 24 نوفمبر، في كلمته للمراسلين الأجانب، والذي تحدى فيه قيادات الإخوان أن يصفوا أى حادث إرهابي وقع ضد الأقباط والأمن والجيش وأيضا المسلمين فى مسجد الروضة، بالحادث الإرهابى!

وأضاف رشوان أنهم إذا فعلوا ذلك فسأعتذر لهم أمام الجميع لأني واثق أنهم لن يفعلوا ذلك!

والصورة الثانية من صور التدليس تعمد بعض صحف العسكر الزج بالإخوان في حادث مسجد الروضة؛ حيث جاء مقال محمد الدسوقي رشدي باليوم السابع في عدد اليوم الأحد بعنوان «الإخوان هم داعش.. وداعش هم الإخوان! مدعيا أن "حسن البنا وتلاميذه حاضنة إرهابية كبيرة منها انطلقت أفكار العنف، ومنها خرج الدواعش والمتطرفون، وفيما بينهم الآن خطوط مشتركة يحصلون على المال من نفس جيب قطر، ويحصلون على الدعم والمساندة من نفس الصندوق التركى".

الصورة الثالثة
من صور التدليس المفضوح ما تم الإشارة إليه في مانشيت الأخبار في عدد اليوم الأحد، حيث تعمد الربط بين الإخوان وحادث بئر العبد، حيث جاء في ذيل المانشيت «الشهود يكشفون لغة الإشارة بين الإخوان المحبوسين والمجرمين».

الأمر نفسه تكرر في مقال الوفدي الشهير عباس الطرابيلي بالمصري اليوم والذي جاء بعنوان "إنهم ينتقمون من الشعب"، زاعما بافتراء غير مسبوق أن الحادث إنما يأتي ردا على إسقاط حكم الإخوان في 30 يونيو، حيث يقول الطرابيلي: «إننى أرى فيها رسالة يبعث بها الإرهابيون لكل شعب مصر.. إذ هم مع تشددهم يستغلون الموقف لكى يعاقبوا شعب مصر كله.. وينتقموا منه بسبب ثورة الشعب الذى أسقط حكمهم وحكم الإخوان وأزاحهم عن حكم مصر.. ولذلك يعاقبون الشعب كله.. يعاقبونه على أمل أن ينجحوا فى العودة لحكم مصر»!!

الإخوان تلقف ما يأفكون
لكن جماعة الإخوان كعصى موسى عليه السلام، جاءت بالحق؛ فإذا هي تلقف ما يأفكون من بهتان وأكاذيب؛ فانقلبوا هنالك صاغرين.

فهولاء الكذبة.. لم يتجاهلوا فقط بيان الجماعة الذي نزل عليهم مثل الصاعقة، بل تجاهلوا عشرات التقارير التي نشرتها المواقع الرسمية للجماعة وكذلك الفضائيات الموالية للشرعية والرافضة للانقلاب كمكملين والشرق والوطن والتي اصطفت من اللحظة الأولى مع الشعب ضد هؤلاء المجرمين، الذي قتلوا الركع السجود الذي لا يختلفون كثيرا عن المجرمين من مليشيا العسكر الذي قتلوا الركع السجود في مذبحة الحرس الجمهوري يوم 7 يوليو 2013م.

وجاء بيان الإخوان يدين الجريمة ويصفها بالهجوم الإرهابي، فهل يعتذر ضياء رشوان أمام مراسلي وكالات الأنباء العالمية؟!

يقول نص بيان الجماعة الذي تم إصداره مساء الجمعة 24 نوفمبر: «‎تدين جماعة "الإخوان المسلمون" بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجد "الروضة" في مدينة بئر العبد بسيناء، وراح ضحيته مئات الشهداء والمصابين أثناء صلاة الجمعة».

‎وتستنكر الجماعة كل اعتداء على أي من دور العبادة، وأي عمل يستهدف المصريين ويسعي لإدخال مصر في دوامات العنف والعنف المضاد، وتحمل سلطة الانقلاب مسئولية تدهور الوضع الأمني إلى هذا الحد الخطير، وتفريغ سيناء من أهلها وجعلها مرتعا للمجرمين.

وتطالب الجماعة بسرعة الإعلان عن الفاعل الحقيقي لهذه الجريمة النكراء وتقديمه للمحاكمة العاجلة بكل شفافية ومصداقية بعيدا عن سرعة تلفيق التهم لأبرياء، وهو ما يعبر عن عجز الأجهزة وفشلها.

وتتوجه جماعة "الإخوان المسلمون" للشعب المصري عامة وأبناء شمال سيناء خاصة بخالص العزاء في ضحايا هذه الجريمة المفجعة، متمنية كامل الشفاء للمصابين.

وتدعو الله بالتوفيق للم شمل الشعب المصري، ووقف نزيف الدماء ونبذ التطرف والعنف حتي تنعم مصر بالأمن والاستقرار الذي يستحقه شعبها».

معركتنا معكم لأنكم مستبدون ظالمون
ومنذ انقلاب 3 يوليو المشئوم يسعى إعلام العسكر للترويج لعدة افتراءات وأكاذيب، منها أن الصراع يتعلق بالخطاب الديني وأن الإخوان حركة متطرفة لا تختلف عن داعش، بل هي أم جميع حركات العنف والتطرف.

والأكذوبة الثانية أن الصراع بين الشعب والنظام من جهة والإخوان من جهة أخرى، وليست معركة الشعب المتطلع نحو الحرية والعدالة وتأسيس نظام ديمقراطي سليم، وحكم الشعب ضد الحكم العسكري الظالم.

يا أزلام العسكر وأبواق النفاق.. اعملوا أن صراع الشعب المصري -وفي قلبه جماعة الإخوان المسملين وكل حر شريف- يتعلق باستبداد الحكم العسكري ومظالمه وإجهاضه المسار الديمقراطي الذي جاء ثمرة لثورة 25 يناير 2011م.

صراعنا معكم لأنكم ظالمون فاشلون مستبدون، أغرقتم البلاد في بحار الدماء والديون، ولم تحققوا إنجازا واحدا، أهدرتم حقوق مصر المائية بالتوقيع على اتفاق المبادئ يوم 23 مارس 2015م، وفرطتم في تراب الوطن ببيع جزيرتي تيران وصنافير للسعودية مقابل حفنة مليارات من الدولارات.

ألا تعلمون أن تراب الوطن لا يقدر بثمن؟ وأننا لن نكف عن مواجهتكم والتصدي لكم بكل السبل السلمية؛ من أجل إنهاء حكم العسكر البغيض حتى نحرر الوطن، كل الوطن، من احتلالكم المشئوم، ونسترد السيادة المصرية على كامل تراب الوطن الذي فرطتم فيه؟!