ازدواجية الانقلاب.. دقيقة حدادا على الروضة.. واحتفال بملكات الجمال بالفنادق

- ‎فيأخبار

كتب رانيا قناوي:

وسط حداد سلطات الانقلاب الذي اكتفت به دولة عبد الفتاح السيسي للتعبير عن حزنها المصطنع على 300 روح مصرية أزهقتها العملية الإرهابية الخسيسية في مسجد الروضة في بئر العبد بشمال سيناء، لم تمنع سلطات الانقلاب نفسها من الاحتفال باختيار ملكة جمال مصر للسياحة بأحد الفنادق الكبرى، في الوقت الذي انتشرت فيه مسلسلات وأفلام فضائيات النظام، كجزء من الحداد، ليؤكد السيسي أن حزنه يشبه إنجازاته التي يسمع عنها المصريون ولم يرها.

وقال تقرير منشور على موقع "عربي 21" اليوم الاثنين، "وبينما أهالي سيناء لم يكملوا بعد مراسم دفن وعزاء 305 من أبنائهم بينهم 30 طفلا، وفي الوقت الذي يقبع فيه عشرات الجرحي يصارعون الألم وينتظرون الموت في المستشفيات، تنقل وسائل إعلام مصرية وقائع حفل ملكات الجمال، وتنشر صور ضيوفه عبر صفحاتها ومواقعها بالملابس السواريه".

كما لم تمنع فنانات وإعلام السيسي نفسهن من الاستمرار في مهرجان القاهرة السينمائي، رغم حالة الصخب والصراخ والعويل التي يظهر بها هؤلاء ليل نهار، لاستغلال حادث الروضة في الترويج لعبد الفتاح السيسي بزعم الحرب على الإرهاب، والتحريض على الشعب المصري.

وأضاف التقرير أن المشهدين متباينان يفصلهما من الزمن 24 ساعة فقط، من أهالي سيناء وسط الدماء والثاني صور أخرى للاحتفال، ما دفع مراقبين للتساؤل عن أخلاق مهنة الصحافة وعدم احترام مشاعر المصريين وأهالي سيناء، وآثاره السلبية، خاصة مع احتفالات دولة السيسي إثر الجريمة.

و"في أحد الفنادق الكبرى تم تنظيم حفل اختيار ملكة جمال مصر للسياحة؛ ببداية الحفل الصاخب، ومشاركة من المنظمين لأحزان مصر بفقدان أكثر من 300 إنسان، تم عزف السلام الوطني والوقوف بملابس السواريه الساخنة دقيقة حداد".

دقيقة حداد كفاية؛ وبعدها نفرح وننبسط ونحتفل بملكة جمال مصر الجديدة، نحتفل بالخيبة والوكسة واللاضمير واللاإنسانية واللا وعي واللاذوق واللا أخلاق واللامسؤلية واللاوطنية"، هكذا علق المتابعون على الحفل الصاخب الذي يعبر عن دولة الانقلاب.

53 صورة للجميلات وفقرات الحفل، في ظل حزن رسمي وشعبي، ليتساءل المتابعون: "هل هذا مناسب؟ هل هذا لائق لا أقول مهنيا ولا أخلاقيا؛ هل لائق إنسانيا؟ أم إن وضع كلمة (حداد) في الترويسة تكفي؟".

في الوقت الذي ألغت فيه دولة مثل الولايات المتحدة الأامريكية وفرنسا جميع احتفالاتها ومهرجاناتها في مناسبات مماثلة للحداد على ضحايهم.

وقال الأمين العام المساعد السابق للمجلس الأعلى للصحافة، قطب العربي، إن المشكلة ليست في القنوات أو الصحف ذاتها"، مؤكدا أنها "مطالبة بنقل الخبر أيا كان مأساويا أو متفائلا، ولكن المشكلة فيمن يدير هذه القنوات والصحف".

وأضاف "وأقصد هنا تحديدا من يعطي التوجيهات لطريقة التغطيات، وهو معروف بالنسبة للإعلام المصري حاليا (عباس كامل مدير مكتب قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي ورجاله في المخابرات)".

وأوضح العربي، أن "هؤلاء هم من أداروا واحتكروا معركة المعلومة والصورة في مذبحة مسجد الروضة؛ ليحركوها بالطريقة التي تخدم نظامهم"، مؤكدا أنهم "هم أنفسهم الذين وجهوا بنقل فعاليات حفل ملكات الجمال وغيرها من الحفلات بالطريقة التي تخدم نظامهم أيضا"، مضيفا أنه "في كل الحالات لم تكن هناك شفافية ولا مراعاة لمشاعر المصريين".