محادثات السلام السورية في جنيف.. تحديات وفرص

- ‎فيعربي ودولي

كتبه جميل نظمي

قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية: إن هناك عدة عقبات ظهرت بالتزامن مع بدء محادثات السلام الخاصة بسوريا في جنيف، رغم الانسحاب العسكري الروسي من سوريا، الذي كان يؤمل أن يؤدي إلى زيادة الضغط على النظام السوري وإعطاء دفعة قوية للمحادثات التي يقودها استافان دي مستورا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا.

أولى العقبات التي ظهرت بالتزامن مع تلك المحادثات، تقول الواشنطن بوست، هي محاولة جبهة النصرة السيطرة على مناطق جديدة، مستغلة وقف إطلاق النار الذي بدأ قبل نحو أسبوعين، مشيرة إلى أن النصرة ومع أنها غير مشمولة بهذا الاتفاق إلا أنها سعت للسيطرة على مناطق جديدة خاضعة للجيش السوري الحر كما جرى مع الفرقة 13، حيث تم مداهمة مقرهم واعتقال أعضاء في هذه الفرقة، وهو أمر ترى فيه الصحيفة الأمريكية أن من شأنه أن يضعف وفد التفاوض التابع للمعارضة السورية.

كما كان لتصريحات بشار الجعفري ممثل النظام السوري في جنيف وقع سيئ على جو المحادثات المضطرب أصلاً، حيث أعلن الجعفري للصحفيين أن لا وفد سوري يمكن أن يحتكر كل المعارضة، في تشكيك واضح بشرعية وفد المعارضة الموجود في جنيف، مع أن الوفد الموجود في جنيف يمثل أكثر الفصائل السورية المعارضة، سواء السياسية أو العسكرية.

الجعفري اعتبر أن الانسحاب الروسي من سوريا لم يكن مفاجئاً، وأنه تم التنسيق بين دمشق وموسكو قبل اتخاذ هذه الخطوة.

وقد قام دي مستورا أمس بجولات مكوكية بين وفد المعارضة السورية ووفد النظام السوري، في وقت أعرب فيه دبلوماسيون وأعضاء في وفد المعارضة عن تفاؤل حذر حيال ما يمكن أن تسفر عنه تلك المفاوضات، رغم إيجابية الخطوة التي اتخذتها روسيا بسحب قواتها من سوريا، وفقاً لتلك المصادر، حيث يأمل كثيرون أن تؤدي هذه الخطوة إلى مزيد من الضغط على نظام الأسد للقبول بخطة دي مستورا.

دبلوماسي غربي تحدث للواشنطن بوست قائلاً: إن الجعفري ما زال يعيش الوهم من خلال اعتقاده بأن لديه إمكانية لتعطيل وفد المعارضة وإجباره بهذه التصريحات على مغادرة جنيف.

خطوة أحزاب كردية بإعلان إقليم فيدرالي بشمال البلاد، زادت من تعقيدات المفاوضات الجارية في جنيف، حيث اعتبر أعضاء في وفد المعارضة السورية بجنيف أن أي خطوة من هذا القبيل لن تكون مرحباً بها؛ لأنها تصدر من جانب واحد.

ومن بين الأشياء التي أسهمت بتعقيد أجواء المفاوضات الجارية في جنيف، تأخر وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة من قبل النظام، والإفراج عن المعتقلين في سجون النظام، وهي مطالب شدد عليها وفد المعارضة السورية باعتبارها بوادر حسن نية من طرف النظام، غير أن شيئاً منها لم يحدث، وهو ما دفع بوفد المعارضة إلى إبلاغ دي مستورا عن قلقهم حيال تأخر النظام بتلبية هذه المطالب.