دعوات التفاوض “المدني- العسكري” لإزاحة السيسي.. هل تفيد؟

- ‎فيأخبار

  

كتب- مجدي عزت:

 

تأتي دعوة الدكتور يحيى القزاز، الأستاذ بجامعة حلوان، اليوم، لمفاوضات مدنية عسكرية لازاحة السيسي الذي أوصل البلاد لحد الخراب السياسي والاقتصادي، في وقت بالغ الخطورة، مع مطالبته بتحرك الجميع لمطالبة الجيش بعقد لقاء مع المدنيين، كما يتعامل تجاريًا واقتصاديًا مع المدنيين، لعرض سوء ماوصل له حال البلاد من جراء إدارة السيسي السيئة للدولة.

 

وقال القزاز عبر صفحته على الفيس بوك، اليوم: "هاهي الصورة اتضحت، وصفقة القرن تحققت، وسيناء تضيع. علينا ألا ننكر الحقائق بأن السيسي يعتمد في حكمه على ساقين: الكيان الصهيوني والجيش المصري".

 

مضيفًا: "الجيش المصري هو جيشنا الوطني مهما اختلفنا مع بعض قياداته الفاسدة الخائنة، وهو قاعدة الحكم المصري الداخلي"…

 

وتابع القزاز: "وجود السيسي في سدة الحكم خطر على مصر والعالم العربي السيسي هو أداة إعادة تقسيم مصر والعالم العربي.. لذلك لابد من تكوين وفد والذهاب لمفاوضة الجيش فى السيئ.. السيسى فعلها ووجه دعوة للقوى المدنية بحجة انقاذ الدولة من حكم مرسى. ما فعله لإنقاذ الدولة علينا بأن نفعله أيضا".

 

وأكد أنه لابديل عن التفاوض مع الجيش حرصا على وحدة الشعب وتماسك الدولة. مصر فى مهب الريح.

 

محذرا من أن الانفجار هو البديل.. "الانفجار فعل تدميرى هدمى والثورة فعل بنائى.. لكن الثورة لاتبدأ فى المجتمعات المنقسمة. ومجتمعنا منقسم".

 

تقديرات سياسية

 

ويرى مراقبون أن الدعوة في مجملها ايجابية كطريق بديل لحلحلة الأزمة السياسية في البلاد، ولكنها تختزل الازمة السياسية في شخص السيسي ، دون قيادات النظام العسكري، الذين لن يستطيعوا مجرد الجلوس على طاولة حوار وليس تفاوض، الا بأمر قائد الانقلاب وبترتيب مخابراتي يفجر الأزمات ولا يحلها.

 

كما لفتوا إلى أن الدعوة تتجاهل واقع الاستفادة الكبرى المحققة للمؤسسة العسكرية من وراء السيسي، حيث إن التوسع الاقتصادي للعسكر وتمددهم في جميع بطاعات الدولة كان ثمنا للانقلاب على ارادة الشعب المصري..بل تقدر اقتصادات العسكر 60% من الاقتصاد المصري، معفاة من الضرائب او الرسوم".

 

ولفت المراقبون إلى أن أزمة ثقة تضرب النخب السياسية، تحتاج لترميم تلك العلاقة، واتفاق جاد على أجندة سياسية ومجتمعية واضحة لا تستثني أحد.

 

ولعل ملف الحقوق والحريات من أبرز الملفات التي يجب ادراجها على طاولة المفاوضات المدنية المدنية.. ومع تلك الدعوات لابد من إعاددة الزخم الثوري بالتشارك بين جميع القوى المدنية والثورية لسابق عهده، ليكون ورقة ضغط على العسكر ، الذين لا يفهمون سوى لغة القوة ، بمفهاهيمها المتنوعة، حيث من غير المعقول أن يقبل العسكر بالجلوس مع اي فصيل سياسي لا يملك قوة ميدانية او حراكا ثوريا، وهو ما كان في 25 يناير.

 

وتبقى أية دعوة لاخراج مصر منن كابوس الانهيار السياسي والمجتمعي محترمة ، تحتاج لصقل وخوار داخلي اولا قبل الوصول لطرف الاحتلال العسكري للسياسة المصرية.

 

واقع مصر

وتحتاج مصر بالفعل إلى إنقاذ، فهي تسير بسرعة رهيبة إلى هاوية سحيقة، حيث يقودها عميل، أدخل البلد بكل مؤسساتها في تحالفات دولية قذرة، وما زال يورط البلد كلها ، خصوصا الجيش، في أعمال سفلية لا تقوم بها إلا أحط الميليشيات، ويعوّل عليه الغرب (وحلفاؤه الإقليميون) الكثير، فهم يرونه رجل المهمات القذرة، ويأملون في أن يتولى الجيش المصري القيام بأدوار مخزية لم تقم بها مصر في تاريخها أبدا..بحسب عبد الرحمن يوسف ، بمقاله اليوم "من ينقذ مصر؟".

 

وهو الأمر الذي يفرض على الجميع التفكير والعمل في مهمة انقاذ الوطن بشكل شامل من براثن السيطرة العسكرية…حتى لا يتكرر مشهد الثورة المضادة على ثورة الشعب، كما حدث مع "25 يناير"!