كتب- أسامة حمدان:
"أنا وأنت وبابا في المشمش" مسلسل مصري، من إخراج محمد فاضل وبطولة فردوس عبد الحميد والفنان الراحل حسن عابدين ونخبة من النجوم، يروي قصة موظف محترم في حكومة الفساد ويكتشف اختلاسات في إدارته، فيقع ضحية لهؤلاء الفاسدين، فتسعى ابنته لإثبات براءته بالتعاون مع العديد من الأصدقاء، فتدخل في مغامرات وصراع ضدهم.
قصَّة المسلسل تبدأ عند عبد الباقي الجوهري، الموظَّف الشريف، الذي يكتشف تلاعبًا ضخمًا في المؤسسة التي يَعمل بها بشأن إحدى الأراضي السياحية الضخمة، يُحاول، مع ابنته وداد، وصديق العائلة الذي يعمل في المؤسسة نفسها "بشير"، كَشف هذا التلاعب والفساد الذي يخفيه؛ ما يقودهم لصراعٍ أكبر كثيرًا من عالمهم الصغير.
لُعبة المؤلف "أسامة أنور عكاشة" المُفضَّلة، التي حَمَلت جانبًا كبيرًا من جماهيرته عند الجمهور، هي "الصراع"، الشكل المُباشر جدًّا والأبدي للصراعِ، والمتواجد دائماً في كافةِ أعماله، وهنا واحد من أبرزها، فريقان، أحدهما للخير والآخر للشرّ، مع فارقين يجعلان الأمر أكثر ثقلاً وحِدَّة.
يَظُن عبدالباقي وابنته وبشير في البداية أن المواجهة مع مُدير المؤسسة «السمري بيه»، الذي يلعب دوره عبد الله فرغلي، ولاحقاً يتسع الأمر ليشمل المُتحكّم الرأسمالي في المدينة الساحلية وأكبر أغنيائها «أبو صالح»، يؤديه حسن مصطفى، قبل أن يَضطر لترك المَدينة ذاتها والذهاب للقاهرة ومُواجهة "عصابة الستة"، ليَكتشف أن صراعه، على قِطعة أرض تُباع بثمنٍ بَخس كي تعود بأضعاف أضعافه، هي في الحقيقة جانب صغير جداً من الفساد الذي يُفاجأ بوجوده، وكأن المسلسل سبق وقته ويحكي عن فساد جمهورية العسكر في 2016، وينتهي عند جُملة حسن عابدين الأيقونية «يا خيبتك يا عبد الباقي انتَ وكل اللي زيّك».
"أنا وأنت وبابا في المشمش" تعاد حكايته اليوم في مصر، ولكن أبطاله هذه المرة فريقين أحدهما الانقلاب العسكري، ويقوده عبد الفتاح السيسي، والأخر رافض للانقلاب وهم خليط من تيارات مختلفة واعمار مختلفة يغلب عليهم حب مصر، فمن ينتصر في النهاية؟