هويدي يكشف كيف تحول الإعلام لهراوة أمنية في يد الانقلاب

- ‎فيأخبار

كتب: حسين علام

قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي: إن مشكلة الإعلام تكمن في البيئة السياسية المحيطة ومناخ الحريات العامة المتاح فيها، موضحا أن  فنون الاستبداد تطورت؛ حيث لم يعد يمارس فقط من خلال مؤسسات القمع وهراوة الأمن وإنما صار الإعلام أحد أذرعه القوية.

وأضاف هويدي -خلال مقاله بصحيفة "الشروق" اليوم الخميس- أنه لا وجود لإعلام قوى وحر فى مجتمع هش وناقص الحرية أو معدومها. إذ فى الدول الديمقراطية يصبح الإعلام صوت المجتمع وعينه، كما أنه منصة التعبير عن أشواق ناسه، موضحا أنه حين يتغير شمس الديمقراطية فإن الإعلام يصبح صوت السلطة وسوطها وأداتها للعبث بالوعى وتزييفه.

وقال هويدي "إن العوج فى الإعلام لا يصلحه ميثاق الشرف الصحفى، الذى لا أرى فيه سوى وسيلة للتجمل وخداع للذات يوهم بأن الشرف قد تمت صيانته والمهنة قد تطهرت بعد الانتهاء من تدبيج الميثاق وحشوه بأقوى العبارات والصيغ البلاغية التى تحقق المراد" موضحا أنه حتى مفهوم الشرف نفسه بات بحاجة إلى تحرير، خصوصا بعدما صار بعضنا يشيرون إلى صحفيى الموالاة ونظرائهم من الأمنجية باعتبارهم الصحفيين الشرفاء ورموز الصحافة الإيجابية المعنية بالتصفيق والتهليل.

وقال إن شرف المهنة ليس اختراعا حديثا ولا هو نص يوضع فى إطار يتصدر واجهات النقابة. ولكنها مجموعة من القيم والتقاليد التى تحرسها النقابة وقد يكون إلى جوارها مجلس مستقل يمثل فيه شيوخ المهنة وبعض العقول الكبيرة، وذلك كله ينبغى أن يتم فى إطار القانون وبعيدا عن سلطة الدولة ونفوذها. لكن تلك القيم والتقاليد لن تحفظ للمهنة شرفها إلا فى مناخ تحترم فيه الحريات العامة، الأمر الذى يحفظ للمجتمع حضوره وعافيته، بما يمكنه من صد تغول السلطة ورفض هيمنتها.

وأضاف أن دور الإعلام ورسالته ليس كما قال مسئول كبير في سلطات الانقلاب الذى اعتبر أن رفع الروح المعنوية هو مهمة الإعلام، لأن هذا دور الشئون المعنوية للجنود ، أما الإعلام فدوره مختلف حيث يفترض أنه فى الدول الديمقراطية مستقل عن السلطة وليس تابعا لها، وهو مرآة المجتمع الذى يعكس واقعه، ويعبر عن آراء مختلف توجهاته. ثم إنه عين المجتمع أيضا فى مراقبة السلطة.

وأشار إلى خطورة الإعلام إذا خرج من دائرة القرار السياسى، إذ إنه فى هذه الحالة يعيد إلى الأذهان ذكريات مرحلة تأميم الصحف المصرية الذى وصف تأدبا بأنه «تنظيم» لها، وهى ذات الحيلة التى تم بها الالتفات على الهزيمة فى يونيو عام ١٩٦٧، ووصفها مجرد نكسة، موضحا أن أزمة الصحافة جزء من أزمة الوطن وفرع عنه. ولن ينصلح حال الفرع إلا إذا استعاد الوطن عافيته وخرج من أزمته. ليتنا ننشغل بالأصل قبل الفرع.