كتب – هيثم العابد
"إن للإخوان صرح.. كل مافيه حسن.. لاتسألنى من بناه.. إنه البنا حسن" على وقع تلك الأبيات أحيا الشعب المصري ذكرى تأسيس جماعة الإخوان المسلمين قبل نحو 88 عاما على يد الإمام الشهيد حسن البنا عبر هاشتاج #88سنة_جهاد_ودعوة، بعدما بات التنظيم يمثل أيقونة النضال فى مواجهة الأنظمة الفاشية وشوكة موجعة فى حلق الحكم العسكري.
على مدار 8 عقود كانت الإخوان فى القلب من حراك الشعب المصري ضد الاستبداد ورأس الحربة فى مواجهة الظلم لتدفع بمفردها الثمن باهضا بالحظر والتشويه والحل والتصفية والاعتقال والإعدام، منذ بدأت نضالها المبكر ضد الفساد الملكي من منطلق دعوي لا يبحث عن سلطة ولا يمهد إلى حكم وإنما كانت اللافتة واضحة والهدف بارز بأن البحث عن المنصب لا يندرج ضمن أبجديات الجماعة إلا إذا اضطرتها الظروف الملحة المتعلقة بالصالح العام إلى ذلك.
وكانت الجماعة حاضرة بقوة منذ انطلقت من رحم صحوة الشبان المسلمين فى مواجهة حالة الانسلاخ من الهوية التى فرضها الاستعمار البريطاني آنذاك، فى كافة اللحظات الحاسمة فى تاريخ مصر الحديث، بالوقوف فى خندق مقاومة الاحتلال فى الداخل والاندفاع نحو فلسطين من أجل الدفاع عن الآراضي المقدسة فى مواجهة الزحف الصهيوني فى معارك كانت الأكثر إيلاما للعصابات العبرية، قبل أن يعودوا إلى الوطن بعد خيانات العسكر والقصر لمشاركة الضباط الأحرار فى ثورة لتطهير الداخل فى حراك دفع ثمنه باغتيال الإمام المؤسس حسن البنا.
ومع اللحظات الأولي للجمهورية الوليدة تحرك الإخوان خطوة ليتركوا خانة العسكر الطامع فى الاستحواذ على السلطة، لينضموا إلى ركن الشارع الطامح فى التغيير، وقرر أن يمثل أو معارضة حقيقية ضد انحرافات السلطة الوليدة، فكانت الفاتورة باهظة التكاليف بإعدامات دموية طالت أبرز قيادات الجماعة فى عام 54 وتكررت بعد 10 سنوات فى موجة جديدة جاد خلالها التنظيم بالمفكرين والمبدعين، إلا أنها لم تفت من عضد الإخوان من أجل مواصلة العهد على التغير والتمسك بثوابت الدعوة.
سنوات طويلة من النضال ضد الاستعمار وفاشية العسكر وفساد مبارك وانقلاب السيسي، بذل خلالها الإخوان الغالي والنفيس وجاد بالذكي من الدماء وصمد فى الميادين فى الوقت الذى تراجع فيه الجميع للخلف، ليدافع عن انطلاقة دعوية عرفت طريقها إلى العالم بآثره وباتت تمثل العصب الدعوى والسياسي فى مختلف بلدان العالم الإسلامي.
وعلى الرغم من تشابك الأحداث فى مصر منذ بزوغ فجر الإخوان، ووجود الجماعة فى قلب الحدث، إلا أنها لم تتخلَّ يوما عن الدعوة جنب الجهاد، والفكر بجوار النضال، فأثرت المكتبة الإسلامية بآلاف المجلدات والكتب فى مختلف المجالات وقدمت مئات العلماء والمفكرين، كما لم تنس يوما هموم الأمة وقضايا العالم الإسلامي فكانت فى القلب من جهاد فلسطين، والحراك المناهض للعلمانية فى تركيا، وتفشي الفساد فى بنجلاديش، ودموية الجنرالات فى الجزائر، لتستحوذ على ثقة الجميع وتربح أكثر الاستحقاقات الانتخابية على غير هوى السلطة والغرب.
ساعات قليلة كانت كفيلة بأن يصعد هاشتاج #88سنة_جهاد_ودعوة إلى قائمة التريندات على مواقع التواصل الاجتماعي، فى ظل تفاعل النشطاء على نطاق واسع مع الوسم الجديد الذى يدعم صمود جماعة الإخوان المسلمين فى مواجهة الانقلاب العسكري، ويبارك ثبات شباب التيار الإسلامي فى الميادين الذي كسر كبرياء العسكر وشحن بطاريات الطاقة لدي الثوار فى الشوارع لمواصلة النضال.