كتب- جميل نظمي:
أفادت تقارير صحفية من إثيوبيا اليوم الجمعة برفض فريق التفاوض الإثيوبي للطلب المصري بزيادة فتحات سد النهضة وتوسيع التوربينات للسماح بزيادة كميات المياة الواردة إلى مصر والسودان.
ففي الوقت الذي يسود فيه الغموض حول نتائج الاجتماعات الفنية لدراسة المقترح المصري بزيادة الفتحات أسفل سد النهضة الإثيوبي، سربت بعض المصادر الإثيوبية معلومات أكدت فيها أن تنفيذ مقترح زيادة الفتحات في سد النهضة سيكون أمرا غاية في الصعوبة.
حيث رفضت شركة ساليني الإيطالية المقترح، لافتة إلى أن تصميم السد بالمواصفات الحالية سيسمح بتمرير المياه في حدود المسموح لمصر والسودان.
فيما أصدرت وزارة الري المصرية بيانا لم يتضمن أي نتائج؛ حيث أكد حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، أنه سيتم رفع تقرير لوزراء الخارجية والري من وزراء دول حوض النيل الشرقي المقرر عقده في الخرطوم حول نتائج الاجتماعات الفنية التي عقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على مدار يومين لدراسة المقترح المصري بزيادة الفتحات أسفل سد النهضة الإثيوبي.
وأضاف مغازي في تصريحات صحفية، اليوم الجمعة، أنه تلقى تقريرا عن المناقشات التي دارت بين خبراء الدول الثلاث، على مدار يومين 6 و7 يناير الجاري في حضور شركة ساليني المنفذة لسد النهضة، وذلك في إطار مخرجات الاجتماع السداسي الأخير لوزراء الخارجية والرى، الذى عقد بالخرطوم فى الفترة 27-28 ديسمبر 2015. عرض دراسات الدول الثلاث لتشغيل السد.
وضم الوفد الدكتور علاء الظواهرى وعارف غريب وأشرف الأشعل، حيث تمت مناقشة المقترحات المصرية الخاصة بزيادة عدد فتحات الرى بجسم السد الإثيوبى لتصبح أربعة فتحات بدلا من فتحتين فى التصميم الحالى لتمرير تصرفات المياه، تحت ظروف تشغيلية وتصميمية معينة، من خلال تحديد عدد البوابات، المناسبة، مع الاطلاع على الدراسات الإثيوبية المعنية ببوابات السد، باعتبار سيناريوهات وافتراضات مختلفة لتشغيل السد، حيث قامت كل دولة بعرض وجهة نظرها العلمية طبقا لدراستها الوطنية.
يذكر أن المناقشات الفنية التى تمت على مدار اليومين كان هدفها توضيح الرؤية المصرية من خلال دراسة فنية متكاملة حول إمكانية إنشاء فتحتين إضافيتين بجسم السد لتصبح عدد الفتحات المستخدمة أربع فتحات، بما فيها الفتحتين الموجودتين حاليا ضمن التصميم الإثيوبى، لضمان مرور المياه إلى دولتى المصب فى حالة حدوث أية طوارئ تتسبب فى إيقاف عمل توربينات توليد الكهرباء بجسم السد، خاصة أن الدراسات المصرية أكدت صعوبة إمرار الاستخدامات المائية الحالية لدولتى المصب خصوصا فى فترات الجفاف التى قد تتعرض لها الهضبة الإثيوبية.
وأضافت المصادر التى فضلت عدم ذكر اسمها أن الموقف التنفيذى للأعمال الإنشائية بجسم السد تسمح بتنفيذ المقترح المصرى، الذى يستهدف تمرير المياه من الأنفاق الخاصة بالتوربينات، التى لم يتم تركيبها حتى الآن وجزء آخر فوق جسم السد بعد الانتهاء منه، مشيرا إلى أن الأنفاق الأربعة السفلية التى تناولت وسائل الإعلام هى انفاق مؤقتة سوف تستخدم فى فترة الملء الأول للبحيرة على أن يتم غلقها بالخرسانة المسلحة بعد الانتهاء فترة الملء الأول.
غير أن مصادر إثيوبية، أكدت أن ما تم عقده على مدار اليومين ليس مفاوضات حول إقامة الفتحات من عدمه، وإنما ما تم فيه هو توضيح لرأى الفنيين الإثيوبيين، وكذلك استشارى شركة سالينى الإيطالية المنفذة لأعمال البناء فى سد النهضة فى المقترح المقدم من مصر.
وتتمسك إثيوبيا بموقفها القوي في مواجهة العجز المصري بعد تقيع عبد الفتاح السيسي على اتفاق المبادئ، والذي لم يتطرق لأية حقوق تاريخية لمصر في مياة النيل، لأول مرة منذ قيام الدولة المصرية الحديثة. كما اشارت المصادر الاثيوبية في وقت سابق ، أن مصر لم تطلب نهائيا وقف بناء السد، بينما أعلن وزير خارجية اثيوبيا أن مصر غير قادر على توجيه ضرب لاثيوبيا، وأن مصر قد وقعت على اتفاق المبادئ وليس من حقها طلب وقف بناء السد.