شاهد.. “صرخة غلام”.. رسالة طفل لاجئ إلى “الله”

- ‎فيأخبار

كتب – هيثم العابد

لا يمكن أن تردد شعار «يسقط حكم العسكر» دون أن يتردد فى آذانك صوت المطرب الرائع رشيد غلام، الذى بات يشبه صوت الضمير فى العالم العربي الذى تسيطر عليه الطواغيت وتنهش أحراره صراعات إقليمية وأجندات غربية، إلا أن الصوت القادم من المغرب العربي قرر أن يكسر حاجز الصمت الشائك الذي يحاصر المنكوبين فى بلاد الشام تحت براميل بشار وخلف ألغام حزب الله وغارات بوتين العنقودية لينقل "صرخة طفل لاجئ" لم يجد بقايا من إنسانية فى ضمير العالم.

وفي سياق الحملة التي أطلقتها الهيئة العالمية للإغاثة والتنمية "أنصر" تحت عنوان "قبل أن يلتهمهم البرد" أطلق رشيد علام رائعة "صرخة" لينقل فى عمل فني معاناة الأطفال اللاجئين مع البرد والجوع والغربة في مخيمات اللجوء الحدودية لإيصال صوتهم ومعاناتهم الى العالم.

غلام -سفير الهيئة العالمية للإغاثة والتنمية- قدم عبر ألحانه مرثية تنعي بلدان العالم الإسلامي التى تغافلت عن مأساة الأشقاء فى سوريا على عتبات الجليد وصور مجاعة "مضايا" وأطلال دوما، وباقي من عاصمة الخلافة الأموية، وتطلب الاغاثة من "الله" بعد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت.

"صرخة" من كلمات الشاعر المبدع أمل شقير، وتقول:

عصفتْ رِياحُ البردِ داخلَ أضلعيْ
فتمزقتْ مِن عصفِها أحشــــــائي
شفتايَ جفَّتْ مِن صقيع عـــارمٍ
وتجمّدتْ في داخليْ أعضـــــائي

وأرى أخيْ قدْ نامَ في صندوقِه
وينامُ جاريْ دونَ أيِّ غطاء!
وأرى صديقي لفَّ جسماً ناحلاً
بـملاءةٍ تحويهِ وسط عراءِ !

ورأيتُ أميْ لم تنــــمْ في ليلِــها
سهرتْ لتحضُنَـنا كـ مثلِ رداءِ
و رأيتُ أرصفةَ الشوارعِ مرقداً
نُصلى بها، فـ ننامُ بعــــدَ عناءِ

فاضتْ بيَ العبراتُ حين تذكُّري
بيتا لنا و حديقة بـ فنــــــــــاءِ
و ذكرتُ غرفتيَ الصغيرةَ كم بها
مِن ملبسٍ وحقيبةٍ وحذاءٍ؟

للــــهِ أيامُ الشتـــــــــــاءِ بـ بيـتِنا
للــــهِ كوبيْ دافئٌ وحسائــي
للــــهِ معطفيَ الرمــــــاديُّ الذي
قد كنتُ ألبَسُهُ بفصل شتاءِ؟

" بشارُ "شـــرَّدنا لِـ يغفوَ هانئاً
انــــــــــزعْ إلهيْ روحَه بـ شقــاءِ
اشفِ الصدورَ به، ومزِّقْ مُلكَهُ
وأذقْه مِن كُــرَبٍ ومِــــــن لأواءِ

وبكيتُ أخرى حين أذكرُ أمتيْ
تأتي لها صوريْ بكلِّ مســـــــاءِ
لكنها قد خُدِّرتْ وتخــــاذلتْ
عن شامِها المحفوفِ بالأرزاء!

الموتُ أشبــــــــاحٌ نراهُ محْـــدِّقاً
و يخيفُنا في هذهِ الأرجـــــــــاءِ
لالستُ أخشَى الموتَ لكن رَابني
خذلانُكم مع صبيةٍ ضُعفـاءِ!!

إني تعبتُ ،ولا مجيبَ لصرختيْ
كلَّا و مـا لبّـــوا عَظيمَ ندائـي!
البردُ يقتُـــــــلُنيْ و يقتُلُ إخوتيْ
وَالكلُّ مسؤُولٌ بلا استثناء!

يا ربِّ لا أرجوْ الجموع تُغيثُـــنيْ
أو دولــةً عمِيـــتْ عن الأنبــاءِ!
أرجوكَ أنتَ خلـــقتَنيْ و رزقتنيْ
حتماً سـ تكسونيْ فأنتَ رجائيْ