نصائح قنديل لمن أراد العودة إلى “الحظيرة”

- ‎فيأخبار

قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن الإثارة الإعلامية التي حدثت على مراسل التلفزيون المصري وفضائية نجيب ساويرس، السابق، طارق عبدالجابر، تثير حالة من الكوميدية حينما تعرف ان قائد الانقلاب مهتم بقصته في تكرارٍ سخيف لما عُرف بقضايا "العائدين"، موضحا ان مصدر السخف، هنا، أنهم يجترّون عناوين بليدة، يحاكون بها تلك العناوين التي عرفتها الصحافة الأمنية في التسعينات، مثل "العائدون من أفغانستان".

وأضاف قنديل أن الموضوع حينما يتحوّل إلى ملفٍّ رئاسي ساخن، فهذا يعني أن حضرات السادة الطغاة، منزعجون من أي صوتٍ في الخارج لا يردّد أناشيد الفاشية، ويعطي مؤشراً قوياً على أن انفجار "ميلودراما عبد الجابر" الذي يبكي حنيناً إلى "أيام الكنافة في كواليس فضائية ساويرس" في هذا التوقيت، ليس من قبيل المصادفات، بل تم وفقاً لسيناريو رديء لا يقنع طفلاً، قصدوا منه اصطياد هذه الحالة المصنوعة، وتعميمها على كل الإعلاميين في المهجر، بحيث يصبح هناك، في نهاية المطاف، ملف ذو رنين وبريق اسمه "قضية التائبين عن المعارضة".

وأوضح أن القصة كلها أن نظام السيسي، بأمنييه وسياسييه ومثقفيه وإعلامييه، لا يريد أن يصدّق أن هناك من لا يستطيع التعايش مع كل هذا القبح الساكن في مقبرتهم السعيدة، ولا يقبل أن يخدع نفسه، ومن يصدّقونه من قراء ومشاهدين، بأن هذه هي مصر، كما يعرفها التاريخ والجغرافيا، وكما يراها المحبون الحقيقيون.

وأكد أنهم لا يفهمون أن "الحظيرة" ليست إغراءً كبيراً لآخرين من دونهم. وبالتالي، لن يسيل لعابهم عندما يقرأون عناوين ضخمة في صحافة السيسي، تقول "رئاسة الجمهورية تبدأ ترتيبات عودة "التائبين" من قنوات الإخوان إلى مصر"، وتنقل عن "التائب الأول" أنه سيعود أول الشهر (إبريل) والنظام يمد يده للجميع.. وتعيد التأكيد على البيان رقم واحد، وفيه "السيسي أمر بعودته وملف الراغبين في العودة تتولاه الرئاسة".

وأضاف قنديل أنه لا مصادرة على حق أحد في اختيار قرار العودة، وقتما يشاء، وكيفما يشاء، حتى لو كانت هذه العودة على طريقة "مسحول اسطنبول التائب"، طمعا في "الكنافة"، أو خوفاً من "الهراوة"، "لكن، حين تتحوّل المسألة إلى تجارة عاطفية رخيصة وابتزاز عاطفي مصنوع، بغية الوصول إلى مربط الفرس في الموضوع، وهو وصم المعارضة من الخارج بالخيانة، واعتبارها خطيئةً تستوجب تقديم "طلبات توبة" إلى "مصلحة العفو السيسية"، فهذا ما لا ينبغي السكوت عليه، أو إهماله، ومن أراد الحظيرة فهي له وهو لها، من دون أن ينثر رذاذ خسّته على آخرين، لا يستطيعون التصالح مع صنّاع المقتلة".