كتب- كريم محمد:
ما إن وقع الهجوم المسلح الذي استهدف ناديًا ليليًّا للشواذ في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية، الأحد، والذي خلف أكثر من 100 قتيل ومصاب، حتى بادر المغردون والنشطاء العرب لطرح سؤال: "فتش عن المستفيد؟"، طارحين عددًا من التساؤلات حول توقيت الهجوم.
وعقب الهجوم ظهر دونالد ترامب ليؤكد مطالبته بفرض حظر على دخول المسلمين المولودين خارج الولايات المتحدة إلى أراضيها بعد هجوم أورلاندو.
وأعلن أنه تلقى اتصالات لتهنئته بأنه كان على حق في موقفه من "التشدد الإسلامي"، بعد ساعات على وقوع أسوأ حادث إطلاق نار في البلاد.
وقال ترامب في تغريدة: إنه يشكر كل الذين اتصلوا به "لتهنئته لأنه كان على حق في كلامه عن الإرهاب الإسلامي المتشدد"، مضيفًا: "إلا أنني لا أريد التهاني بل أريد الحذر والحزم.. لا بد لنا من أن نكون أذكياء".
وسبق لترامب أن أعلن بعد قيام رجل وزوجته بإطلاق النار في كاليفورنيا في ديسمبر الماضي، أنه سيمنع كل المسلمين من دخول الأراضي الأميركية في حال انتخابه رئيسًا في الثامن من نوفمبر المقبل.
وفي انتخابات أمريكا 2004 كان شبه مؤكد عدم فوز بوش بولاية رئاسية ثانية، ولكن الظهور المفاجئ لتسجيل بن لادن جاء ليحسم له النصر لبوش، ولهذا يرى مراقبون أن هجوم أمريكا الأخير الذي جرى اتهام داعش به قد يحسم النصر لترامب أيضًا.
وتعتقد منظمات إسلامية أمريكية أن هجوم أورلاندو سيؤثر على وضع الجالية المسلمة في الولايات المتحدة، ويفتح أبواب هجمات يمينية وإعلامية جديدة عليهم.
وسبق أن كشف رصد لموقع بي بي سي أنه في عام 2015 شهدت أمريكا 372 جريمة إطلاق نار جماعي، قتل فيها 475 وأصيب 1870، وأن 3 جرائم فقط أتهم فيها مسلمين.
واستغرب محللون ربط الجريمة بالمسلمين، وأن يكون المتهم هو أحد العاملين في شركة مرتزقة ولديه رخصة سلاح، ويميني متطرف، كما اعترف مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتحقيق معه 3 مرات، ثم توجه الاتهامات للمسلمين ويطالب "ترامب" مرة أخرى بطردهم خارج أمريكا.
وبرغم إعلان السلطات الامريكية أن المشتبه به هو "عمر متين"، وهو مواطن أميركي من أصل أفغاني ولد في 1986، ويقيم جنوب شرق أورلاندو، وذكر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، أنه ربما يكون متعاطفا مع داعش، فقد أثار النشطاء والمغردون العرب تساؤلات وشكوك حول المنفذ.
وأعلنت وكالة "أعماق" المرتبطة بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مساء الأحد 12 يونيو/حزيران 2016، مسؤولية التنظيم عن إطلاق النار الذي أودى بحياة 50 شخصًا على الأقل في مذبحة بالملهى الليلي، ليطرح تساؤلات حول العدو الجديد الذي وصل إلى قلب أمريكا، بعدما اخترقها تنظيم "القاعدة" من قبل وتسبب في جراح عميقة بهجمات 11 سبتمبر 2001.
"ترامب".. مستفيد أم خاسر؟
اتفق عدد من المغردين والنشطاء العرب علي أن المستفيد الوحيد من الحادث هو اليمين المتطرف ومرشحه العنصري "ترامب" الداعي لطرد المسلمين من أمريكا، ولمزيد من المذابح والكوارث للمسلمين، خصوصا بعدما ظهر دونالد ترامب ليتاجر بحادثة اورلاندو، وألمح نشطاء لاحتمال تورط اليمين الامريكي المتطرف في الحادثة.
وسبق للباحث والكاتب "عصام مدير" أن قال قبل ثلاثة أشهر من الآن، في تغريده على حسابه أن "كل ما يحتاجه ترامب ليتوج جهوده بعد بلوغ وانجاز هذه المرحلة المتقدمة ضد الاسلام في أمريكا هو عمل ارهابي مفتعل هناك ليفوز بالرئاسة فلنستعد له"، وهو ما حدث.
ولكن الدكتور محمد الجوادي خبير التاريخ المصري يري العكس ويعتبر حادث اورلاندو "لا يصب في مصلحة ترامب"، بل ويؤكد "أنه يمثل سقوط اول حجر في هيكل ترامب ".
تشويه زيارة بن سلمان لأمريكا
نشطاء سعوديون تساءلوا بدورهم عن سر تزامن الهجوم على الملهي وتوجيه الاتهامات للمسلمين، مع الزيارة المهمة لولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، للولايات المتحدة الأمريكية، والتي بدأت أمس الأحد في نفس توقيت الهجوم.
ويرى المراقبون، بحسب صحيفة عكاظ أن هذه الزيارة التي تبدأ بالعاصمة واشنطن، ستكون المضرب الأول لكرة الثلج الدبلوماسية، بغية إحراز تقدم في ملفات المنطقة، خصوصًا اليمن، وسورية، والعراق، وليبيا، وأمن الخليج بشكل عام.
كما أن هذه الزيارة ستفتح ملفات استراتيجية مهمة بينها الحرب على "داعش" و"القاعدة"، والتطرق للتحالف العسكري الإسلامي الذي تقوده السعودية لمحاربة الإرهاب بعضوية 40 دولة.
وتوصف زيارة الأمير محمد بن سلمان بأنها ذات جناح سياسي وآخر اقتصادي، نظرًا للقاءات المرتقبة مع مسؤولي البيت الأبيض، ووزارتي الخارجية والدفاع (البنتاغون)، وكذلك رؤساء الشركات الكبيرة؛ بهدف استقطاب استثمارات أمريكية ضخمة ضمن الرؤية السعودية العملاقة لإعادة هيكلة الاقتصاد السعودي بما يتوافق وخطة الرؤية السعودية الطموحة 2030.