تقرير يفضح كذب داخلية الانقلاب في تلفيق رواية مقتل ريجيني

- ‎فيأخبار

كشف تقرير صحفي عن مفارقة في ادعاءات داخلية الانقلاب حول رواية مقتل الطاب الإيطالي جوليو ريجيني، وإعلان تصفية "تشكيل عصابي" بزعم قتل ريجيني بزعم أنهم اكتشفوا حيازتهم جواز سفر ومتعلقات الطالب الإيطالي المقتول الذي صعّد موته التوتر بين مصر وأوروبا، مما دفع السلطات الايطالية بطلب توضح جلي من مصر حول القضية.

 

وقال التقرير الذي نشرته صحيفة "هافينجتون بوست" اليوم السبت، إن النيابة العامة المصرية أعلنت بعدها بيوم أن المجموعة التي تم قتلها ليس لها علاقة بمقتل ذلك الطالب، لكنها مسؤولة عن عمليات نصب وسرقة وقتل أخرى من بينها عمليات ضد أجانب، وتساءل التقرير "إذا كانت العصابة بريئة من دم ريجيني، فأين وجدت الداخلية المصرية جواز سفره وبقية متعلقاته الشخصية؟!".

 

وذكر أن السؤال أعاد الشكوك مجددًا حول مسؤولية وزارة الداخلية المصرية نفسها عن موته وسط اتهامات متكررة بأن الشاب تعرّض للتعذيب قبل الموت بنفس الطريقة التي يتعرض لها المواطنون المصريون في أقسام الشرطة، مدللة بما نفته النيابة العامة في تورُّط التشكيل العصابي الذي تم تصفيته يوم 25 مارس في حادثة مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني، وذلك بعد ساعات من إعلان وزارة الداخلية المصرية تصفية 5 أفراد من أفراد تلك العصابة.

 

وأوضحت تحقيقات نيابة القاهرة الجديدة أن أحد المجني عليهم من قبل هذا التشكيل كان مواطنًا إيطالي الجنسية، ولكنه لم يكن جوليو ريجيني، وقالت إن المتهمين استولوا منه على 10 آلاف دولار في وقت سابق أثناء ممارستهم عمليات النصب، وذلك حسب جريدة "الشروق" المصرية، ما دفع روما إلى طلب التوضيح ومعرفة الحقيقة جلية من المسؤولين المصرية في القضية.

 

وشكك مصدر في مكتب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي قائلاً: "لا تزال الحكومة الإيطالية مُصرّة على أن يسلط التحقيق الجاري الضوء بشكل كامل وشامل دون ظلال من الشك حول موت الباحث الإيطالي الشاب"، كما لمّح أليساندرو دي باتيستا، النائب البارز عن حركة خمسة نجوم، اليوم الجمعة إلى أن الحكومة مهتمة بتطوير شركة إيني الإيطالية لحقل الغاز الطبيعي المصري الضخم "ظُهر" أكثر من اهتمامها بريجيني.

 

ودخل رئيس وزراء إيطاليا السابق إنريكو ليتا إلى دائرة الجدل بتغريدة على تويتر قال فيها: "أنا آسف.. لا أصدق ذلك. #ريجيني. مصر#. لا تتوقفوا عن المطالبة.. #الحقيقة من أجل جوليو ريجيني".

 

وكانت النيابة المصرية إثر معاينتها آثار المواجهة بين الشرطة المصرية والعصابة الإجرامية أثار سؤالاً كبيراً بخصوص الكيفية التي وصل بها جواز سفر ريجيني إلى قوات الأمن. وإذا كانت هذه العصابة بريئة – كما تقول النيابة – فكيف تم العثور على بعض المتعلقات الشخصية لريجيني في منزل أحد أفرادها؟!.

 

وطبقًا لرواية داخلية الانقلاب، فقد داهمت الشرطة منزل شقيقة أحد أفراد التشكيل العصابي التي "كانت على علم بنشاط شقيقها الإجرامي وعُثر بداخل المسكن على حقيبة يد حمراء اللون عليها علم دولة إيطاليا".

 

وتقول رواية الداخلية الجديدة إن قوات الأمن عثرت بداخل الحقيبة على "محفظة جلد بُنية اللون بها جواز سفر باسم جوليو ريجيني مواليد 1988"، إضافة إلى بطاقة انتسابه إلى الجامعة الأميركية في القاهرة بصفة باحث مساعد وبطاقة انتسابه إلى جامعة كامبردج، وبطاقتي ائتمان وجهازي هاتف محمول، ومقتنيات شخصية أخرى خاصة بريجيني.

 

وظهرت عدة ثغرات في رواية الشرطة تشكك في مصداقيتها. لماذا احتفظت العصابة بمتعلقات ريجيني الشخصية بينما لم تحتفظ بمتعلقات الشخص الذي وُجد مقتولاً في السيارة التي داهمتها الشرطة؟ والسؤال المهم هنا هو: لماذا قامت العصابة بقتله من الأساس؟ العصابة سرقت الكثير من الأجانب طبقاً لرواية الشرطة لكنها لم تقم بقتل أيٍّ منهم، فلماذا ريجيني تحديدًا؟