شاهد.. رسالة “مبارك”.. مراهقة سياسية تجاوزها رافضو الانقلاب

- ‎فيتقارير

كتب- أسامة حمدان:

 

تعتبر قضية قصور الرئاسة هي القضية الوحيدة التي أدين فيها المخلوع "مبارك" ونجليه، والتي تم التحقيق فيها من قبل النيابة العامة، وأحيلت إلى المحاكمة وقت تولي المستشار طلعت عبدالله، منصب النائب العام، الذي عينه الرئيس محمد مرسي.

 

وأحال عبدالله مبارك ونجليه إلى محكمة الجنايات، وعقب الانقلاب على "مرسي" من المجلس العسكري، عين النائب العام القتيل، هشام بركات، خلفا لـ عبدالله، وتم إجراء تحقيقات تكميلية في القضية، وإضافة أسماء جديدة حصلت جميعها على البراءة!.

 

وجاءت هذه التحقيقات التكميلية بعد التحقيقات الأساسية التي أجريت بمعرفة نيابة الأموال العامة العليا، برئاسة المستشار أحمد البحراوي، المحامي العام الأول للنيابة، خلال تولي المستشار طلعت عبدالله، منصب النائب العام.

 

رسالة السيسي

 

ويعد الحكم بإدانة المخلوع وأولاده في قضية القصور الرئاسية "خفيفاً"، ولا يتناسب مع جرائمه طوال الـ 30 عاماً التي جثم فيها على أنفاس الشعب المصري، ولا قتل الثوار في الميادين طوال 18 يوماً في يناير 2011،  إلا انها رسالة من الجنرال "السيسي" تقول بالبلدى أن معسكر الرأسماليين فى " الجيش " هو المعسكر الوحيد الموجود، و ليس هناك معسكر يسمى الدولة العميقة القديمة، حيث ان حكم الإدانة المخل بالشرف والأمانة، كان نهايتها رسمياً وتمت هزيمتها تكتيكيا، ومن لم ينضم للمعسكر هو فى خانة الاعداء تماما كـ"الاخوان".

 

الان الرأسماليين فى" الجيش" يقولون للجميع "نحن..نحن و فقط"، وذلك قبيل 14 يومًا بالتمام والكمال، من حلول الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير المجيدة، ويرى مراقبون أن ثورة يناير لم تكن للانتقام من شخص مبارك، لكنها أرادت أن تزيحه عن سدة الحكم كى يجىء حاكم آخر يحقق مطالبها وأهدافها، والتى ما زالت خارج حيز التطبيق حتى وقتنا الحالى.

 

أذرع مبارك الإعلامية

 

أراد "السيسي" الذي يقود المؤسسة الرأسمالية في الجيش، بإدانة مبارك في قضية قصور الرئاسة، أن يقطع الطريق على أولاده في أي عمل أو دور سياسي مستقبلاً، وحرمانه من الجنازة العسكرية، وأظاهره بالفاسد، ونظرًا لكونه حكمًا نهائيًا فقد يؤثر أثرًا كبيرًا على أولئك الذين يصرون على الدفاع عن المخلوع، باعتباره رجلًا شريفًا ونزيهًا لم يرتكب ما يستحق حبسه أو عقابه!

 

ضرب "السيسي" أذرع المخلوع المتبقية في الإعلام، وأثبت الحكم وجود جريمة مخلة بالشرف، وبالتالى فكثير من الأقلام لن تستطيع بعد اليوم أن تدافع عنه، لأنهم كانوا يستندون إلى عدم وجود حكم قضائى نهائى بات فى حق المخلوع، وقد بات الوضع مختلفًا اليوم لآثار الحكم المعنوية، التى ستبقى فى التاريخ.

 

امتصاص الغضب

 

ولم يستبعد مراقبون أن يكون حكم إدانة المخلوع، لامتصاص جزء من الغضب قبل ذكرى ثورة 25 يناير الخامسة، فرافضي الانقلاب العسكري، والشباب المدافع عن ثورة 25 يناير، تجاوزوا هذه المراهقة السياسية، وبات مطلبهم الآن اسقاط الانقلاب وتحرير المعتقلين بالسجون دون وجه حق، وعودة الرئيس الشرعي محمد مرسي إلى قصره.

 

وكانت محكمة النقض قد أيدت حكم الجنايات بحبس مبارك ونجليه 3 سنوات في قضية القصور الرئاسية التى تولى التحقيق فيها المستشار طلعت عبدالله النائب العام في عهد الرئيس محمد مرسي بناء على معلومات تقدم بها المقدم معتصم فتحي من النيابة الإدارية والذي تم التضييق عليه وتم فصله حتى اضطر للهروب خارج البلاد.

 

شاهد الفيديو: