كتب- يونس حمزاوي
بعد 30 يونيو مباشرة، دغدغ الطاغية عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب، مشاعر الجماهير بشعارات براقة ولافتات خادعة، منها «بكره تشوفوا مصر، مصر أد الدنيا وهتبقى أد الدنيا، إنتو مش عارفين إنكم نور عينينا ولا إيه؟!»!.
ويوما بعد يوم وشهرا تلو شهر، وبعد مرور ثلاث سنوات ونصف على انقلابه المشئوم على الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، تكشفت حقيقة التضليل، فالسيسي الذي تعهد بالأمن والاستقرار، شهد عهده أعلى نسبة قتلى في تاريخ البلاد، بل إن شواع مصر تعاني من انهيار منظومة الأمن الخاصة بالمواطنين لحساب أمن النظام وقياداته من جنرالات العسكر.
في هذا التقرير نرصد فقط "7" مشاهد تم نشرها، اليوم الإثنين، في عدد من الأذرع الإعلامية الموالية لقائد الانقلاب، كلها بلا استثناء تعكس حالة الفوضى الأمنية، فبات المواطن لا يأمن على نفسه ولا أولاده ولا سيارته ولا أمواله.
(1)
الصورة الأولى هي انتحار موظف بمحافظة الفيوم شنقا؛ لعجزه عن سداد مبلغ مالى اقترضه من أحد البنوك، كما توفيت نجلته البالغة من العمر 9 سنوات إثر إصابتها بانهيار عصبى فور مشاهدتها جثمان والدها معلقا بمروحة السقف.
وتلقى مدير أمن الفيوم اللواء قاسم حسين إخطارا من مدير المباحث العميد حسام فوزى، الإثنين، يفيد بانتحار «ميشيل. ك»، (52 عامًا)، موظف بالسنترال شنقا، ووفاة طفلته ساندرا 9 سنوات، إثر مشاهدتها جثمان والدها معلقا بمروحة سقف المنزل. وأفادت التحريات بأن المتوفى أقدم على التخلص من حياته لعجزه عن سداد مبلغ قيمته 160 ألف جنيه اقترضه من أحد البنوك، ولم يتمكن من سداد المبلغ، فأحضر حبلا علقه فى مروحة سقف المنزل وتخلص من حياته شنقا.
(2)
الصورة الثانية تؤكد عمق الأزمة الاقتصادية، خصوصا بعد قرار تعويم الجنيه والتداعيات الكارثية على المواطنين، جراء هذه القرارات العشوائية من جانب قائد الانقلاب وحكومته، حيث أشعل سائق النيران في سيارته وامتدت إلى جسده؛ وذلك لمروره بضائقة مالية شديدة وعجزه عن سداد أقساط السيارة، وتمكن أهالي المنطقة من إخماد النيران ونقل صاحبها إلى مستشفى طنطا الجامعي.
وكشف شهود عيان بالمنطقة عن أن صاحب السيارة يدعى زكي محمود محمد المنسي، وشهرته فتحي، ساءت حالته النفسية بسبب الظروف المالية الصعبة التي يمر بها.
وقال مصدر من أهالي المنطقة، إن صاحب السيارة يعمل سائقا وضاق به الحال، وقام بشراء "سيارة ملاكي" تقسيط ليستطيع أن يعمل عليها وينفق على أسرته، وعندما عجز عن سداد الأقساط المستحقة لم يجد أمامه سوى التخلص من حياته، حسب قوله.
(3)
أما الصورة الثالثة فتكشف عن مقتل الشاب محمود محمد بيومي شهاب الدين، خريج الجامعة البريطانية، الذي قتُل على أيدي عمال مقهى بمصر الجديدة، أثناء مشاهدته مبارة النهائي الإفريقي؛ بسبب مشادة على طريقة دفع ثمن المشاريب».
حيث كشفت التحريات عن أن الشاب تهكم على عمال الكافيه، بعدما أغلقوا أبوابه قبل انتهاء المباراة؛ حتى لا يتهرب البعض من سداد ثمن المشاريب، ما أسفر عن مشاجرة انتهت بقتل الشاب، بطعنه بسلاح أبيض على يد أحد عمال الكافيه.
(4)
الصورة الرابعة مشابهة لما قبلها، حيث قُتل شاب على يد عاطل، إثر مشاجرة نشبت بينهما بعد قيام المتهم بمعاكسة خطيبته بالنزهة، خلال مشاهدتهما المباراة النهائية لكأس الأمم الإفريقية.
وتلقى قسم شرطة النزهة بلاغًا من الأهالي، يفيد بنشوب مشاجرة بين شخصين خلال المباراة النهائية لكأس الأمم الإفريقية، وسقوط شخص بطعنات.
(5)
الصورة الخامسة تتعلق بحوادث الطرق، حيث لقي 4 ركاب مصرعهم، وأصيب 11 في حادث انقلاب أتوبيس تابع لشركة شرق الدلتا للنقل على طريق «أبوزنيمة – رأس سدر» جنوب سيناء.
تلقى الدكتور خالد أبوهاشم، وكيل وزارة الصحة بجنوب سيناء، بلاغًا من مرفق الإسعاف بوقوع حادث انقلاب أتوبيس رقم 96 عام قليوبية، على طريق «أبوزنيمة – رأس سدر» على بعد 30 كلم من أبوزنيمة تجاه رأس سدر، ما أدى لوفاة 4 أشخاص وإصابة 11 آخرين.
(6)
اتهمت ربة منزل بالدقهلية، الأحد، ثلاثة أشخاص بالاعتداء جنسيا على ابنها الطالب بالصف السادس الابتدائى.
تلقى اللواء مصطفى النمر، مدير أمن الدقهلية، إخطارا من مركز شرطة السنبلاوين يفيد بتقدم «ميرفت.ع. م»، 31 سنة، ربة منزل، ببلاغ تتهم فيه «عبدالله . ج .أ» "عامل"، و«أحمد. ع .ح»، و«محمد.أ .م» باستدراج نجلها الطالب بالصف السادس الابتدائي لأحد المناطق الزراعية، والتعدي عليه جنسيا.
وتم ضبط المتهم الأول، وبمواجهته أنكر تعديه على المجني عليه، واتهم المتهمين الآخرين بارتكاب الواقعة، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 2017/2178 جنح المركز، وتم تحويل المجني عليه لتوقيع الكشف الطبي، وتم تكليف إدارة البحث بضبط المتهمين الثانى والثالث.
(7)
قتل 14 مواطنا بسيناء على يد عناصر القوات المسلحة الموالية لقائد الانقلاب؛ بزعم أنها عناصر تكفيرية، وهو الوصف الذي يتم تسويقه لتبرير قتل أهالي سيناء بدون تحقيقات أو محاكمات، الأمر الذي يعكس انتشار حالة الفوضى وغياب مفهوم دولة القانون في شبه دولة العسكر.