كتب: أحمدي البنهاوي
بعكس ما تود تقارير صحفية وإعلامية أمريكية، ومنها صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، "تلبيس" مقتل 50 من الشواذ في ملهى ليلي في أورلاندو بفلوريدا، أمس الأول الأحد، لـ"تنظيم الدولة الإسلامية"، بعدما اتصل منفذ المذبحة بالشرطة ليخبرهم بمبايعته أبوبكر البغدادي؛ تمهيدا لاتهام المسلمين والمتدينين منهم بشكل خاص في الولايات المتحدة، أفادت تقارير واردة من الولايات المتحدة بأن "عمر متين"، أفغاني الأصل، أمريكي المولد، منفذ مذبحة "نادي بالس" الليلي للشواذ في فلوريدا، كان يعتاد ارتياد النادي بانتظام خلال فترة طويلة، وأنه شاذ مثلهم.
يشرب الخمر
ونقلت صحف محلية وقومية أمريكية عن مرتادي النادي من الزبائن قولهم: إنهم رأوه هناك يشرب الخمر بكثرة، وأحدهم رآه أكثر من 12 مرة وهو يعاقرها.
وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) قد قال، في وقت سابق، إن "متين" أعلن خلال مكالمات هاتفية للشرطة عن ولائه لعدد من الجماعات المتشددة المتناقضة.
غير أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال: إنه لا يوجد دليل واضح على أن المهاجم تلقى أي مساعدة أو توجيه من الخارج، وإن السلطات تحقق في الاعتداء، باعتباره عملا إرهابيا.
وأضاف -في حديث لصحيفة "أورلاندو سينتال" المحلية- أنه شاهد متين في النادي 12 مرة على الأقل، "لم نتجاذب أطراف الحديث معه، لكني أذكر أنه ردد كلاما عن والده، أنه كان قاسيا، وقال إنه لا يمكنه أن يثمل في المنزل بجوار أسرته، وأخبرنا أن لديه زوجة وطفلا".
عمر متين "شاذ"
أبرزت صحيفة نيويورك ديلي نيوز الأمريكية، ما قاله أحد أصدقاء عمر متين، منفذ مذبحة ملهى ليلي للشواذ في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية؛ حيث قال صديق متين، في تصريح صادم للتقارير التي تريد اتهام المتدينين المسلمين: "إنه كان يعلم أن متين شاذ الجنس، رغم ما فعله الأخير في الملهى".
وأضاف "متين عرض عليه الذهاب من قبل إلى عدد قليل من الحانات الخاصة بالشواذ، لكنه رفض طلبه في ذلك الوقت".
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن "متين"، 29 عاما، ارتاد النادي قبل الحادث مرات كثيرة على الأقل، وكان يقضي أوقاتا طويلة داخله.
وكشفت متابعة حساب "متين" بحسب الصحيفة، أنه اعتاد التحدث مع الشباب الشواذ عبر تطبيقات التعارف الخاصة بهم، فيما كشفت زوجته السابقة "ميستورا يوسفي" عن أنه كانت لديه ميول شاذة.
وأكدت الصحيفة أنه وفقا لشهادات شواذ اعتادوا ارتياد النادي، فإن متين "كان يعاني من اضطرابات نفسية حادة"، إذ يقول "تاي سميث": "أحيانا كان متين يجلس في الزاوية وحده ويتناول الخمر، وأحيانا كان يثمل ويصرخ بصوت مرتفع".
"كيفين ووست" شاب شاذ آخر من رواد النادي، قال لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز": إنه كان على علاقة بمتين طوال عام عبر أحد تطبيقات التعارف، غير أنه لم يلتق به، مشيرا إلى أنه شاهده قبل الحادثة بنحو الساعة يدلف للنادي.
وقال شاب آخر من "أورلاندو" لشبكة MSNBC: إنه شاهد في السنوات الماضية عددا من الصور لمتين على هذه التطبيقات.. فيما أكد اثنان من أصدقاء الشاب أنهما ارتبطا بعلاقة مع متين عبر التطبيقات نفسها.. يقول أحدهما: "كانت رسائله مخيفة حقا، وقمت بحظره على الفور".
أحد رواد نادي الشواذ باسم "كريس كولين" قال: إنه كان شاهدا على تورط متين في شجار عنيف، موضحا "قطعا كان هو.. كان يأتي إلى هنا على مدى سنوات وكان يعرفه الجميع".
وقال "سميث" و"كولين": إنهما توقفا عن الحديث معه في النادي بعدما أشهر في وجهوهم سكينا؛ لأنهما وجها إليه تعليقات عنصرية.
يقول شاب درس مع متين في مدرسة الضباط، لصحيفة "بالم بيتش بوست": إنه يعتقد أن متين كان شاذ الجنس؛ لأنه اقترح عليه ذات مرة الخروج في موعد غرامي.
الواشنطن بوست
وأجرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الشهيرة مقابلة مع "سيتورا يوسيفي"، ونشرتها في موقعها، دون نشرها لأي صورة للزوجة، غير أن موقع "هيفي كوم" نشر صورا لها بأوضاع مختلفة، وبعضها يخدش الحياء.
وفي المقابلة مع "واشنطن بوست"، قالت إنه كان يضربها باستمرار، "ويبدأ به حال دخوله إلى المنزل ولأي سبب كان، عندما أتباطا في إتمام غسيل ملابسه، ولم يكن موزونا ولا سوياً.. مع ذلك كان يبدو طبيعيا ولم يكن متدينا، بل يرتاد النوادي الرياضية"، مضيفة عن متين الذي كان عمره 22 وقتها، ويعمل حارسا مزودا برخصة لحمل السلاح، أنها كانت تستغيث بوالديه لإنقاذها من عنفه، وكان يرغب دائما بأن يصبح ضابطا في دائرة الشرطة، إلى درجة أنه كان يميل إلى ارتداء القمصان الممهورة بشارة شرطة نيويورك".
وكشفت "واشنطن بوست" عن أن متين طلق ميستورا وتعرف على فتاة أخرى وأنجب منها ابنا، من دون أن تضيف شيئا عن الابن، وما كان مصيره؟ وأين هو الآن؟ وعثرت الصحيفة على الفتاة إلا أنها رفضت إجراء مقابلة معها.
غير أن "واشنطن بوست" قالت، إن متين "بدأ يتغير دينيا بانتظام بعد الطلاق"، وقاده التغير الديني إلى أداء فريضة الحج في السعودية، لكنه لم يذكر العام الذي أدى فيه مناسك الحج، ثم أصبح يرتاد "المركز الإسلامي في فورت بيرس" طوال سنوات.
وقال إمام مسجد المركز نفسه، إن متين "كان يصلي أحيانا برفقة أبيه "مير صديق" وأخيه الأصغر"، وأن "شقيقاته الثلاث ينشطن في المركز تبرعا منهن".