قنديل: لهذا السبب ساويرس يدعم ترامب ويكره الرئيس مرسي

- ‎فيأخبار

كتب: حسين علام

قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن المسافة بين الدعوي والسياسي عند نجيب ساويرس، فيما يخص تصريحاته العنصرية في الولايات المتحدة، تكاد تكون صفرًا؛ إذ يبدو صعبًا أن تعزل الدوافع السياسية عن الطائفية في قوله إنه يدعم اليميني العنصري الوقح، دونالد ترامب، في سباق الرئاسة الأمريكية.

وأضاف قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الأربعاء- أنه كان من الممكن فهم هذه التصريحات في إطار أن ساويرس تلميذ نجيب في مدرسة الفاشية اليمينية المتطرفة، لولا أنه أضاف، في أسباب انحيازه لدونالد ترامب، نكتة سخيفة، تقول إن منافسته هيلاري كلينتون، وقبلها باراك أوباما من المدافعين عن الإخوان المسلمين، ليلبس العنصرية بالطائفية، على نحوٍ يعيدنا مجددًا إلى صيحته الطائفية الشهيرة، صبيحة الثلاثين من يونيو 2013، عندما هتف "صباح النصر على الاحتلال".

وأوضح قنديل أن كراهية نجيب ساويرس تجربة حكم الرئيس محمد مرسي، الخاطفة، يختلط فيها الاقتصادي بالسياسي والدعوي، فالرجل لا يسامح النظام الذي فرض عليه هو وعائلته الثرية، سداد أكثر من 7 مليارات دولار، هي حجم التهرب الضريبي للعائلة على مدار سنوات لخزينة الدولة.

كما أن محمد مرسي هو الرئيس الذي جاءت به ثورة يناير الشريرة التي أطاحت النظام الذي نما ساويرس وترعرع وتضخم في كنفه، ولا يمكن أن ننسى دفاعه المستميت عن حسني مبارك، وهو محفوظ في ذاكرة "يوتيوب"، في ذروة اشتعال التظاهرات المطالبة بإسقاطه.

وأشار إلى أن ساويرس، حين اشتدت ريح الثورة، اتخذ قرار القفز من السفينة، إلا أن جنرال المخابرات الذي عيّنه مبارك نائبًا في اللحظات الأخيرة، عمر سليمان، طلب منه الرجوع، ليفاجئ الجميع بقفزةٍ بهلوانية، وضعته فيما عرفت "لجنة حكماء الثورة"، ثم أمره بتكوين حزب سياسي، كان ابن شقيق عمر سليمان أحد وكلائه المؤسسين، ليرتدي ساويرس، فيما بعد، مسوح الثوار، ويتكلم ويتحرك وكأنه واحدٌ منهم، مخفيًا غله وحقده على الثورة التي أسقطت جنراله الأكبر عمر سليمان، ثم جنراله الأقل حجمًا أحمد شفيق؟

وهو الذي تدخل في اللحظات الأخيرة، ومنع إذاعة تحقيق تلفزيوني في قناته الخاصة، عن فساد وزارة الطيران وجمعية الطيارين تحت قيادة أحمد شفيق، وإنهاء عمل المذيعة التي أعدت الحلقات أماني الخياط؟

وتابع: إن ساويرس لا يخفي فخره بأنه كان أكثر ممولي عملية الانقلاب على حكم الرئيس مرسي، ولا ينكر إنفاقه على الثورة المضادة بسخاء، وعطاءه الكبير لحركة "تمرد"، موضحا أنه في تصريحاته الأخيرة، يعلن أنه يتمنى لو يستطيع أن يشكل جيشًا خاصًّا لمحاربة "الإرهاب" في الشرق الأوسط.

ولو أخذت في الاعتبار أن مفهوم الإرهاب عند ساويرس هو نفسه عند عبدالفتاح السيسي ومحمد دحلان ونتنياهو وليبرمان، سيكون المقصود هنا هو (الجهاد) المقاومة الإسلامية حركة حماس بالأساس والإخوان المسلمين، إذ يربط كل هؤلاء الفاشيين المحترفين طوال الوقت بينهما وبين "داعش" في سياق تحريضي استئصالي لابتزاز العالم، وتحقيق أكبر العوائد في استثمارات الحرب على الإرهاب.

وقال إنه لم يكن متصورًا أن يترك ساويرس الفرصة القائمة من المزايدة على قصة الإرهاب تمر، لكي يرفع في سقف عنصريته، ويزايد على ترامب شخصيًّا في سباق الإسلاموفوبيا، على الرغم من أن مرتكب جريمة الاعتداء على ملهى الشواذ مواطن أمريكي، ولد على الأرض الأمريكية، ورضع قيمها وثقافتها ونمط حياتها، ويعمل في شركة أمن أمريكية خاصة، يتولى فرعها في مصر حراسة أبراج نجيب ساويرس الذي يحلم بتشكيل جيشٍ من شركات خاصة تشبهها للحرب على الإرهاب.

واختتم مقاله قائلا: "باختصار شديد، يجد ساويرس في دونالد ترامب كل ما يشبع فاشيته، ويرضي طائفيته، ويعبر عن عنصريته، والأهم من ذلك كله أنه يرى في وصوله إلى الحكم ضمانًا لإنعاش فرص النظام الذي دعم انقلابه في السلطة، أطول فترة ممكنة.. وعلى ذلك من الصعب الفصل بين "دكتور جيكل الطائفي" و"مستر هايد اليميني المتطرف".