أحمدي البنهاوي
قبل 3 أعوام، وفي ظل حكم الرئيس محمد مرسي، توقف "النضال" الصهيوني من أجل "سلام" مع حركة حماس، ولم يتوقف محمود عباس "أبو مازن" عن المناداة "وحيدا" بحل الدولتين والقدس الشرقية، وبعد الانقلاب عاد الكيان الصهيوني لـ"يناضل" من أجل "كل فلسطين"، مطلب منظمة التحرير منذ "67"، ووجدت "القيادة" الفلسطينية قائد الانقلاب في مصر، المعروف باسم السيسي، مشاركا لها في الإذعان.
فـ"عبد الفتاح السيسي" صم أذنه، وهو "الرجل" العسكري، عن التنصلات التي أدلى بها المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام بالشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، الذي أعلن قبل ما يزيد عن عام من الآن، عن "تلاشي حلم حل الدولتين مع الكيان الصهيوني" وأن "دولة الكيان والفلسطينيين أبعد ما يكونون عن التوصل لاتفاق سلام من شأنه أن يؤدي إلى حل الدولتين".
سفير الهاشتاج
ففي أول كلمة لسفير الانقلاب في تل أبيب، قال حازم خيرت متحديا: "لا بديل عن حل الدولتين"، وذلك لدى مشاركته الاحتلال، في مؤتمر "هرتسليا" السياسي الأمني، الذي عقد صباح الخميس، شمال "تل أبيب".
ونقل الإعلام العبري "تأكيدات" خيرت، خلال كلمته بالمؤتمر، أنه "يجب على الفلسطينيين والصهاينة التوصل إلى سلام شامل، قائلا: "لا توجد بدائل عن تحقيق حل الدولتين، وهي حقيقة لا يمكن تجاهلها، وإلا ستؤدي إلى الانفجار"، حسبما نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت".
وأضاف أن مصر ما زالت مصممة على أن التوصل إلى اتفاقية سلام أمر غير مستحيل، مشيرًا إلى أن غياب المفاوضات السياسية سيؤدي إلى تزايد وتيرة التوترات في مدينة "القدس" والأراضي المحتلة، وأن من حق الجميع العيش في أمان.
وتابع السفير "المصري" لدى "تل أبيب": "ستستمر مصر في التفاوض مع كافة الأفراد لتهيئة الأجواء التي تناسب الفلسطينيين، وستعمل أيضًا على تعزيز مبادرة السلام العربية".
وبلهجة "الواثق"، أبدى خيرت استعداد مصر والأردن وكذلك المجتمع الدولي، إلى التواجد كطرف ثالث بين الفلسطينيين والصهاينة، مشيرًا إلى أن الهدف المراد تحقيقه هو التوصل إلى سلام إقليمي، سواء بالاتفاق بين الطرفين فقط، أو بتدخل أطراف أخرى.
الهاشتاج الأكبر
بمجرد تسلمه، وفي خطاب تنصيبه من قصر القبة، أعلن "السيسي" عن "الحنجلة"، في 9 يونيو 2014، قائلا: "سنعمل على تحقيق دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية"، وهو نفس منهج سابقه عدلي منصور.
ثم قلص المساحة في 13 نوفمبر 2014، الحياة اللندنية تنقل عن وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عنوانا لـ"السيسي": حل الدولتين أساس لإنهاء الصراع الفلسطيني- "الإسرائيلي".
ليس ذلك وفقط، بل وإقامة دولة عاصمتها "القدس الشرقية"، وتفعيل المبادرة العربية للسلام التي مات الملك عبد الله آل سعود مُطلقها، وذلك في مكالمة هاتفية تلقاها "السيسي"، من ملك الأردن عبد الله بن الحسين، وذلك بعد الاجتماع الذي عقده مع "عباس" و"نتنياهو".
في 17 مايو الماضي، أعلن "السيسي" عن أنه سيطلق "مفاجأة" تحدث فيها عن "السلام الدافئ" وحل الدولتين، وتلقفه الصهاينة والأوساط الموالية بالتأييد، مثل وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان، ومجلس الأمن.
وقبل هذا الموعد، وفي 18 أبريل الماضي، اتفق السيسي وفرنسوا هولاند على مجموعة من القضايا، منها "تنشيط جهود عملية السلام وصولا إلى إقامة الدولتين".
كما استبق السيسي هذا الاتفاق بتصريحات في مقابلة مع صحيفة إيطالية قائلا: "مستعدون لإرسال قوات عسكرية إلى داخل دولة فلسطينية"، و"سنساعد الشرطة المحلية وسنطمئن "الإسرائيليين" بشأن دورنا الضامن، ليس للأبد بالتأكيد، ولكن للوقت اللازم لإعادة الثقة، ويجب أن تكون هناك دولة فلسطينية أولًا لإرسال قوات إليها".
المنطق ينتحر
وغير خاف أن الدولة الفلسطينية التي يتحدث عنها الانقلاب ودبلوماسيته العرجاء، والتي تشاطر الكيان الصهيوني مساحته، كانت تمثل في 1993 وقت توقيع محمود عباس اتفاقية "أوسلو" نحو 22%، ومع توسع غول الاستيطان تقلصت مساحة الدولة الفلسطينية "غير المعترف بها دوليا إلى الآن" إلى فقط 10% من مساحة "كل فلسطين" بما في ذلك قطاع غزة الذي تحاصره مصر.
حتى إن السفير هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون العربية، قال خلال مداخلة ببرنامج "نواب مصر"، الذي يذاع على فضائية "إم بي سي مصر 2"، إن "كل الجهود المبذولة خلال الفترة الماضية لم تنجح حتى الآن لوضع بداية جيدة لخلق حل الدولتين".
وأن أكثر من نصف مليون مستوطن يتواجدون في الضفة الغربية، التي من المفترض أن تكون أساس الدولة الفلسطينية الموعودة. حيث تتآكل أراضيها لصالح الاستيطان، ويشعر الفلسطينيون بشكل متزايد بأن صراعهم مع الدولة الصهيونية هو صراع وجود، حتى بات مشروع الدولة الفلسطينية يتبدى لهم كأحد أكبر الأوهام التي انساقت وراءها القيادة الفلسطينية، مدفوعة بتعقيدات الظرف العربي والدولي من جهة.
– السيسي: سنعمل على تحقيق استقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية
– الرئيس محمد مرسي يقول: فلسطين واحدة وعاصمتها القدس ويحذر من حل الدولتين